ضوء أخضر أمريكي بريطاني لإفشال اتّفاق السويد وتفجير الوضع عسكريّاً
المسيرة| هاني أحمد علي:
في تصعيد جديد من شأنه إفشالُ اتّفاق السويد بالحديدة والسير نحو تفجير الوضع عسكريّاً مرة أُخْــرَى، اتهم السفير الأمريكي باليمن ماثيو تولر، الوفدَ الوطنيَّ بعرقلة ومماطلة اتّفاقية ستوكولهم دون الإشارة إلى كافة العراقيل والمعوقات التي يصنعها الطرف الآخر ممثلاً بدول الاحتلال ومرتزِقته وخروقاتهم المستمرّة للاتّفاقية وتنفيذ المئات من الاعتداءات المتكرّرة وإطلاق النار بمختلف أنواع الأسلحة باتّجاه مواقع الجيش واللجان الشعبيّة التي لا تزال حتى اللحظة تلتزم الاتّفاقية وضبط النفس.
وقال السفيرُ الأمريكي باليمن خلال زيارته، أمس الأول الخميس، إلى مدينة عدن المحتلّة وعقد مؤتمر صحفي فيها، إنه يشعر بالإحباط لما يراه من تأخير في تنفيذ اتّفاقية السويد، محملاً طرف واحد فقط وهو الوفد الوطني مسئولية تعثر تنفيذ اتّفاق السلام التي ترعاه الأمم المتحدة في ميناء الحديدة، مبيناً أن سلاح الجيش واللجان الشعبيّة البسيط والتقليدي يمثل خطراً على دول أُخْــرَى في المنطقة.
وتأتي تصريحات السفير الأمريكي، بعد حوالي أسبوعين من زيارة وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت إلى المدينة نفسها مطلع الشهر الجاري بشأن الغرض نفسه، حيث تؤكّـــد كُــلّ التصريحات الأمريكية البريطانية التي أطلقت من مدينة عدن المحتلّة بأنها ليست سوى بيانات حرب وتقويض عملية السلام وإفشال اتّفاقية السويد التي يرفض تحالف العدوان ومرتزِقته تنفيذ أي بند منه حتى اللحظة رغم تقديم الوفد الوطني التنازلات تلو الأُخْــرَى في سبيل إنجاح الاتّفاقية ورفع المعاناة عن كاهل الشعب اليمني والتخفيف عنهم لكن دون جدوى.
وتعتبر تصريحات السفير تولر تتويجاً لتصريحات وزارة الخارجية الأمريكية والتي كان آخرها على لسان الوزير مايك بومبيو والذي زعم يوم الجمعة، الماضية أن أنصار الله يعرقلون اتّفاق ستوكهولم، مؤكّـــداً استمرار بلاده في تقديم كُــلّ الدعم العسكريّ واللوجسيتي وكل ما يحتاجه النظامان السعوديّ والإماراتي من أجل الحرب على اليمن، رغم ما ترتكبه من جرائمَ ومجازرَ يومية بحق المدنيين الأبرياء التي أودت بحياة عشرات الآلاف أغلبهم من النساء والأطفال، مبيناً أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعارض وبقُــوَّة فرضَ قيود على المساعدات الأمريكية للتحالف العدواني والإجرامي الذي تقوده السعوديّة، كما تأتي تلك التصريحات أيضاً في ظل استمرار تحالف العدوان ومرتزِقته في بناء تحصينات جديدة وتدريبات عسكريّة وسط تدفق مستمرّ للتعزيزات العسكريّة والتي تدل على عزم تحالف العدوان شن عملية جديدة في الحديدة.
ضوءٌ أخضرُ للتصعيد
من جانبه، قال علي القحوم -عضو المكتب السياسيّ لأنصار الله-: إن تصريحات السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر التي أدلى بها، أمس الأول الخميس في عدن المحتلّة بشأن اتّفاق السويد، مؤشرٌ واضح على التوجه الأمريكي للتصعيد في الحديدة، في الوقت الذي سبقه موقف البريطاني في هذا الاتّجاه، مشيراً إلى أن تلك تصريحات تعتبر دليلاً واضحاً على أن الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي هم رأس حربة في العدوان على اليمن، وما الإماراتي والسعوديّ إلا أدوات قذرة تنفّــذ المشروع في اليمن والمنطقة وهي ضوء أخضر على التصعيد.
وأوضح عضو المكتب السياسيّ لأنصار الله في تصريحات صحفية، أمس، أن السفير الأمريكي من عدن يسوق الافتراءات والأكاذيب حول اتّفاق الحديدة على الرغم من أن الاتّفاق واضح وموقف القوى الوطنية جلي ومعلن في الحرص على السلام وقد نفّــذت خطوات أحادية على الأرض، ما يثبت أن قوى العدوان هي من تعرقل وتماطل في تنفيذه وتخترق وقف إطلاق النار وتصعّد عسكريًّا، لافتاً إلى أن السفير الأمريكي من عدن يثبت شرعية المحتلّ ويقول لليمنيين بالصريح: نحن الأوصياء عليكم في الجنوب والشمال ونحن من نحدّد مستقبل اليمن وكيف سيكون هذا المستقبل.
وأشار القحوم إلى أن “سفير واشنطن يرى سلاح اليمنيين خطراً عليهم، ويتناسى في نفس الوقت الأسلحة الأمريكية المدمّــرة التي قتلت الآلاف من اليمنيين ودمّــرت الحجر والبشر فهل يريد السفير الأمريكي أن نظل مكتوفي الأيدي أمام عدوانهم وإجرامهم”، مؤكّـــداً أن الشعب اليمني وهو في العام الخامس من العدوان أصبح يمتلك قدرات عسكريّة تتعاظم أَكْثَــر وأَكْثَــر.
وبيّن القحوم “أن السفير الأمريكي من عدن يثبت شرعيةَ المحتلّ ويقول لليمنيين بالقول الصريح نحن الأوصياء عليكم في الجنوب والشمال ونحن من نحدّد مستقبل اليمن وكيف سيكون هذا المستقبل”، مضيفاً “وهنا نقول للسفير الأمريكي زمن الوصاية ولى وأبواب العمالة أقفلت فاليمن حرة ومستقلّة وعزيزة بشعبها وجيشها وقيادتها الحكيمة”.
بدوره اتهم محمد البخيتي -عضو المكتب السياسيّ لأنصار الله-، تحالفَ العدوان على اليمن الذي تقوده السعوديّة والإمارات ويدعمه الغرب، بمحاولة تقويض اتّفاق السويد بخصوص الحديدة.
وقال البخيتي في تصريح صحفي، أمس: إن أمريكا وعُمَــلَاءها قبلوا فقط بهدنة جزئية في الحديدة تحت الضغط الدولي؛ بسببِ قضية خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده في اسطنبول العام الماضي بتوجيهات من ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان.
وكان حسين العزي -نائب وزير الخارجية- قد أكّـــد في وقت سابق أن الولايات المتحدة وبريطانيا تقودان حملةً تضليليةً بشأن الطرف المعرقل لتنفيذ اتّفاق السويد، مشيراً إلى أن مصلحة صنعاء هي في السلام وأن الطرفَ الآخر هو مَن يعرقل تنفيذ اتّفاق السويد.