السعودية تفتح حربا في باب المندب..لمصلحة من!
عبدالرحمن الاهنومي
السعودية تفتح حربا في باب المندب..لمصلحة من!
ماذا عن تداعياتها.على منطقة البحر الاحمر , والقرن الافريقي؟
وما الثمن الذي ستدفعه أوربا واميركا ، ودول شرق آسيا في حال صمتت على هذه المغامرة!
انصار الله..الملاحة الدولية لن تكون آمنة اذا لم يقم المجتمع الدولي بما يجب عليه.
“وبالنظر إلى أن التطورات الاخيرة في اليمن تنطوي على مخاطر وخيمة على امن المنطقة تمتد بالخصوص من القرن الأفريقي ومنطقة البحر الأحمر لتشمل المنطقة بشكل اوسع”
أطلق البرلمان الأوربي تحذيره هذا ضمن قراره الصادر بتاريخ 9/يوليو/2015_م
وكان من اللافت في حينه هذه الاشارة التي حملها قرار البرلمان الأوربي ,
حينذاك تعددت القراءات والتحليلات حول باب المندب وبما أن السعودية لم تفصح عن توجهاتها بشأن بأب المندب إلا أن التحذير السابق في حينه كان نتيجة لإدراك الاوربيين بم تفكر فيه السعودية , وعلى علم مسبق بمخططاتها حول منطقة باب المندب والبحر الاحمر!
بادي ذي بدء..وقبل أي تفصيل ,
اذا كان النظام السعودي في عمره الحالي أخفق في تنظيم موسم حج المسلمين , واذا كان والعالم اليوم يشهد أكبر كارثة في تاريخ الحج والمشاعر المقدسة , فمن المستحيلات أن تتمكن السعودية من فرض سيطرتها على ممر مائي كباب المندب تمر فيه كل سفن العالم تقريبا , هذه الحقيقة يعرفها العالم وتعرفها السعودية!
وبالعودة إلى كلمة نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي وما حملت من مخاوف جراء “انتصار ثورة 21 سبتمبر” او ما وصفه وقتذاك بتمدد الحوثيين وتواجدهم في باب المندب الأمر الذي يشكل تهديدا جديا على امن اسرائيل حسب نتنياهو وخبراء صهاينة آخرين نشرت المسيرة جزء من تلك التصريحات في حينه ,
وبقراءة متأنية للعلاقة القائمة اليوم بين السعودية واسرائيل والتي ترتكز على ما يسمى ب”المصالح الاستراتيجية المشتركة” والتي وصلت إلى حد وضع استراتيجية مواجهة موحدة تضمنها خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الامريمي ولخص مهامها في أربع نقاط.
الحد من فرص ايران في توقيع اتفاق نووي مع الخمسة +واحد , ومواجهة مليشياتها في العراق , وبشار وحزب الله في سوريا ولبنان , والحوثيين في اليمن ,
وبناء على هذه الاستراتيجية حاولت السعودية واسرائيل التأثير على مواقف بعض الدول الكبرى بشأن الاتفاق النووي واخفقتا بطبيعة المآل ,
سعتا لتعزيز وضع الجماعات المرتبطة بها “الارهابية” في العراق وسوريا وما زالت المواجهة قائمة ,
بدأتا فعليا في التحضير للحرب والعدوان على اليمن , ثم إعلانها وبدءها في 26 مارس 2015 , والى اليوم ما زالت قائمة بتحالفاتها وواضحة باهدافها واجنداتها!
ومن هذه المقدمات يصير من نافلة القول بأن وضع اليد السعودية على باب المندب , عمل وهدف اسرائيلي قبل أن يكون سعوديا تقتضيها المصالح المشتركة بين الكيانين , والتحالفات القائمة..وما أفصح عنه عشقي مؤخرا حول موضوع مدينة النور في هذه المناطق إلا كاشفا لما وراء الكواليس.
اذن كان من الواضح ان نوايا السعودية في هذه الحرب تتجه نحو باب المندب , وكان انصار الله يقرأون المعطيات , ومع ذلك حاولوا تجنيب باب المندب أي عمل عسكري حتى لا تتأثر الملاحة الدولية في هذا المضيق ,
وبالعكس تماما كانت السعودية تعمل لاغراق منطقة باب المندب في الحرب والفوضى وبما يمثل تهديدا حقيقيا للأمن والسلم الدوليين , وبالفعل بدأت بالحرب العسكرية اليوم التي أتت بعد إعلانها البارحة القبض على زورق ايراني في بحر العرب محملا باسلحة متوجه للحوثيين , اعلان ارادته السعودية ذريعة وغطاء لهذه المغامرة التي لا شك في ان تداعياتها ستمتد إلى منطقة البحر الأحمر والقرن الافريقي ويتأثر بها العالم!
الاستاذ محمد عبدالسلام في تصريحه اليوم كان حصيفا ووجه رسالته الواضحة إلى المجتمع الدولي , فهل سيقرأها ويبادر المجتمع الدولي لايقاف السعودية عن هذه المغامرة!
وقبل ذلك هل الاتحاد الأوربي سيعمل على تنفيذ قرار البرلمان الذي حذر من الوصول إلى حرب كهذه!
صمت المجتمع الدولي عن جرائم السعودية في اليمن و صمت أكثر عن الحصار البحري والبري والجوي المفروض من السعودية , وكان علي اليمنيين أن يدفعوا كل العالم ثمن هذا الصمت , وبمقدورهم إيقاف الملاحة الدولية ومحاصرة نصف العالم من باب المندب ,
ومع ذلك لم يطلقوا طلقة واحدة في منطقة باب المندب لتظل الملاحة آمنة ومستقرة وليبقى باب المندب ممرا دوليا آمنا , وان في بلد ليس آمنا ولا مستقرا ..
أما وقد عملت السعودية على تهديد هذا الممر الحيوي ومحاولة احتلاله اوتسليمه للمرتزقة وداعش والقاعدة كما فعلت بعدن , وأمام مرأى العالم ومسمعه , فان ثمن ذلك لن يدفعه اليمنيون فحسب , بل والعالم ,
وارتداداته ستشمل منطقة البحر الأحمر , والقرن الافريقي , وتتأثر به أوربا وآسيا ما يعني
حرمان أوربا من نفط الخليج , ومن السوق التجارية الخليجية
فهو الطريق الرئيسي للناقلات المحملة بنفط الخليج باتجاه أوروبا (%30)، وجميع تجارة آسيا مع اوروبا تعبر إلى البحر المتوسط عبر مضيق باب المندب، كما يعتبر ممرا لاستيراد وتصدير السلع التجارية مع أسواق العالم الخارجية، وخاصة أوروبا وأميركا ودول الشرق الأقصى في آسيا ,ولذلك لن يموت اليمنيون وحدهم!