خطوط حمراء وجاهلية أشقياء .. بقلم/ مطهر يحيى شرف الدين
ماذا أصف؟! وبماذا أعلق وأمامي شاهد حال وواقع يعكس جاهلية بمعناها الحقيقي وليس المجازي والتي تحقق وتعمم شيطنة البشر، تفاصيل تلك الأحداث التي تقشعر منها الأبدان دفعتها إلى التحرك قوى خارجية متربصة مصبوغة بالانحلال الأخلاقي والفجور والمتاجرة بالدين والقيم ومصادرة للفطرة السليمة، لن نتحدث هنا عن انتهاكِ الإنسانية أَو مخالفة التعاليم الإسلامية أَو خدشاً للحياء فذلك لا يعد انتهاكاً بل اغتيال بامتياز للدين وللإنسانية وخنقاً للعفة والطهر؟!
هل بالفعل حدث هذا في يمن الإيْمَان والحكمة؟ هل أصبح الشواذ من أولئك الناس أكثر تمادياً وفجوراً في استلهام الجرائم من أفلام الهوليود التي تنتجها الماسونية والصهيوأمريكية المضلة؟ هل بالفعل نشاهد تجاوزاً لخطوطٍ حمراءَ قتلت العفة وانتزعت الحياء من بيئة طالما عرف عنها التمسك بالقيم والأخلاق والالتزام بالدين ومبادئه العظيمة؟، وهل قامت شبكات منظمة بإدارة وقيادة الضحايا إلى مستنقع الرذيلة لتصبح سلعةً رخيصة تنهشها ذئاب بشرية تذهب وتعود وتُستهلك ويُعاد إنتاجها ليتم الاستفادة منها مراتٍ ومرات وتسخيرها لارتكاب مختلف الجرائم وأفظعها وداست على مبادئ الدين الإسلامي ولم تعتبر لقيمة الإنسان وكرامته؟
إذاً نحن أمام مليشيا تتسم بالعمق في الإجرام؛ سعياً لإشباع الغرائز والشهوات وتحقيقاً لمزيد من المال الحرام يتم جنيه من أعمال كلها حرامٌ لشراء وبيع المحرمات بما فيها من لحوم وأعضاء بشرية باهتمام طبي متخصص ورعاية أدوات عميلة لدول العدوان تعمل في تسويق الخمور والحشيش، أعمال كلها منكرات ظلمات بعضها فوق بعض وفي ظاهر ذلك أعمال بر وَخير مزعومة وشعارات ومنظمات وعناوين إنسانية وإغاثية مشبوهة.
كل ذلك تم بعناية ورعاية قيادات دول العدوان الذين لا نسمع عنهم إلا مشاريع إباحية تنشر الرذيلة والفاحشة وتقيم الحفلات الماجنة وتسعي نحو الإيقاع بالفتيات وَالشباب في مستنقع الإجرام بأساليب شيطانية ووسائل خبيثة.
السؤال الذي يفرض نفسه ماذا لو غفلت الأجهزة الأمنية عن تلك الشبكات وعن جرائمها واغتيالاتها لكرامة المرأة وللقيم والأخلاق ماذا لو تساهلت أَو تقاعست الأجهزة الأمنية عن القيام بواجباتها ماذا لو لم يتم اكتشاف تلك الشبكات والخلايا الإجرامية المتوحشة في وقت مبكر ماذا لو لم يكن هناك يقظة وحذر وتحري وتتبع لتلك الأعمال والأنشطة المشبوهة، طبعاً ستكون الإجابة وللأسف الشديد هي انتشار المنكرات والفواحش وتوسع الخلايا وازدياد عدد المجرمين وتفريخ لتلك الشبكات لتكون على مستوى عالٍ من التنسيق والتواصل مع أرباب وممولي الشبكات لجذب أكبر قدر من المستهدفين من عامة الناس واحتمال اختراقات إلى داخل البيت اليمني لا قدر الله مستغلين الظرف الاقتصادي الذي يعيشه أبناء هذا الشعب الكريم.
وعلى كُلّ حال أجدها مناسبةً لأبعث من هذا المقام الشريف رسالة إلى كُلّ من يصف نفسه محايداً وَكُلّ من يتعاطف أَو يؤيد الغزاة أَو يستبشر بقدومهم،
الغزاة لن يفرشوا أمامكم الورود والياسمين ولن يمكنوا لكم القرار الوطني ولن يسلموا لكم سيادة الأرض على طبق من ذهب ولن يتركوكم تنعموا بخيرات بلادكم،
وواللهِ إن المحتلّ الغازي لن يأتيكم إلا متجبراً مستكبراً ولن يأتي إليكم إلا سالباً لحريتكم وحقوقكم المدنية والسياسية ومتسلطاً على رقابكم.
ولن يأتيكم إلا شاهراً عقاله ليضرب به مؤخراتكم جاعلاً من نفسه طاغيةً عليكم ليمتهن ذواتكم ويمعن في إذلالكم ليجعل منكم خداماً طيعين؛ لأَنَّه ما جاء إلا طامعاً في الأرض وناهباً للثروات ومنتهكاَ للأعراض والنساء، ومروّجاً للخمور والبغاء والدياثة وليس الواقع المأساوي الذي تلمسوه اليوم في المناطق المحررة منكم ببعيد فماذا أنتم فاعلون.
قال تعالى “والَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار”.