إنها الخامسة .. بقلم/ حسن عبدالله الشرفي
أَرْبَعٌ كيْفَ عَبَرْنَا أَرْبَعَا*** وَحَفِظْنَا الِّسِّرَّ والمُسْتَوْدَعَا
كَيْفَ حَلَّقْنَا فَجَاوَزْنا الذي*** كانَ مِنْ كُلِّ رَفِعٍ أَرْفَعَا
كَيْفَ وسَّعْنَا الذي مِنْ حَوْلِنَا*** وكَمَا شَاءَ الصُموُدُ اتَسَعَا
كَيْفَ جِئْنا بالذي زَلْزَلَهُمْ*** في صَيَاصيْ بَغْيِهِمْ واقْتَلَعَا
هذهِ أَسْئِلَةٌ تَجْعَلُهُمْ في*** يَدِ الَّصَّمْتِ المُدَمَّى قِطَعَا
أرْبَعٌ.. كُنَّا بِهَا الدُّنْيَا التي*** صَيَّرَتْهُمْ كالمَطَايا شِيَعَا
المَهَابِيْلُ الخَزَايا أَصْبَحُوا*** في صَحَارَاهَا هواناً بَلْقَعَا
ورِجَالَ اللهِ في أقْطَارِهَا*** يخْطُمُونَ السَّهْلَ والمُمْتَنِعَا
دَشَّنُوا ”خامِسَةَ النَّصْرِ” بِهَا*** ثَوْرَةً لاحَ سَنَاهَا مُمْتِعَا
أَرْبَعٌ.. قالتْ بِأَنَّا أُمَّةٌ *** أَعْيَتِ القَائِلَ والمُسْتَمِعَا
أَرْبَعٌ.. ما طَلَعَتْ شَمْسُ الضُحَى *** مِثْلَهَا أَوْ أَيُ نَجْمٍ طَلَعَا
نَحْنُ شِئْنَاها مَسَاراً لامِعَاً *** أَذْهَلَ العَالَمَ لَمَّا لَمَعَا
مَنْ سِواهَ جَعَلَ البَحْرَ بلا عُنُقٍ *** والخَبْتَ كَأْسَاً مُتْرَعَا
عِنْدَمَا جِئْنَا بِهَا “خَامِسَةً” *** أَصْبَحَتْ في العُمْقِ أَقْسى وَجَعَا
وَوَضَعْنَا لَمَسَاتِ الجَمْرِ في *** كُلِّ خَافٍ ونَزَعْنا البُرْقَعا
بُرْقُعَ الفِتْنَةِ نَعْنِيْهِ وكمْ *** بُرْقُعٍ مِنْ أَلْفِ وَجْهٍ نُزِعَا
فَرَأَيْنَاهُ جَبِيْناً هَيِّناً *** وَقَذَالاً بِحِذَاها صُفِعَا
لاحَ تَاجُ المَغْرِبِ الأَقْصى بِهِ *** لِجَلالاتِ البَغَا مُسْتَنْقَعَا
هَلْ رَأَيْتُمْ وَسَمِعْتُمْ مِثْلَهُ *** بِالذي يَفْضَحُهُ مُقْتَنِعا
وَمَضى شَرْقاً إلى ”عَمَّاتِهِمْ” *** حَيْثُ يَلْقى لِلْخنَا مُنْتَجَعَا
يا أَخي عَرِّجْ على ماخُورِهمْ *** ساخِراً، واسألهُ كيف انْخَدَعَا ؟
فَتَرَكْنَا سَاقَهُ مَكْسُوْرَةً *** وتَرَكْنَا وَجْهَهُ مُمْتقِعا
ثُمَّ ماذا ”يا ابن مَرَّانَ” الذي لمْ *** يكنْ في الرَّدْعِ إلا مُبْدِعا
ساقَهَا حَامِيةً بَارِدَةً *** وإِذَا ما ضَرَّ فيها نَفَعَا
قُلْتَ للشَّعْبِ الذي آزَرَهُ *** خَلِّ بَابَ الله ِ فيها مُشْرَعا
”إنَّهَا الخامسةُ الأَعْتى” فكُنْ *** ذلكَ الحَبْلُ الذي ما انْقَطَعَا
لا تُفاجِئْهُمْ بِها راجِفَةً *** بالكَوابِيسِ تَقُضُ المَضْجَعَا
كُنْ بِها مُخْتَرِعَاً محْتَرِفاً *** يُدْهِشُ المَيْدَانَ فَيْما اخْتَرَعَا
”الحُفَاةُ الغُبْرُ” في سُلَّمِهَا *** نَصَبُوا الشوكَةَ مَنْها مَدْفَعَا
هَذِهِ الخَامِسَة الحُبْلى بِهِمْ *** لا ترى لِلْحَسْمِ إلَّا تُبَّعَا
و”بَنُو تُبَّعَ ” يَدْرُونَ متى *** يَتَرَاءَى الصَّقْرُ فِيْهَا سَبُعَا
بَدَأَتْ في الهَجْمَةِ الأُوْلَى بِمَنْ *** ظَلَّ في صافِرَ وَجْهاً بَشِعَا
هَلْ يَرَى “هَيْلانَ “في “جِحْفَانَ” مَنْ *** سَمِعَ الدَّاعِيْ فلبَّى مَنْ دَعَا
قَالَ ليْ أَسْرَعُهُمْ قَاذِفَةً *** إنَّ جُنْدَ اللهِ كانُوا أَسْرَعَا
باغَتُونا بِالَّذِي دَوَّخَنَا *** وَأَبَتْ هَاماتُهُمْ أَنْ تَرْكَعَا
وَكَمَنْ تَجْتَاحُهُ الحُمَّى دَرَوْا *** أَنَّ ما جَاءُوا بِهِ لَنْ يَنْفَعَا
هَذِهِ الحَرْبُ لَهَا مَا بَعْدَهَا *** وَعَلَيْنَا أَنْ نَعُضَّ الأُصْبَعَا
ها هُنَا خَامِسَةٌ غَضْبى هُنَا *** ”مَنْ يَرُدَّ السَّيْلَ فيها مَطْلَعَا”
البَهَالِيْلُ العَفَارِيْتُ بِهَا *** مِثْلُهُمْ في خَيْرِ مَسْعَى مَنْ سَعَى
قَالَ مَنْ يَقْرَؤْنَا في نَفْطِنَا *** كَيْفَ كُنَّا ذَاتَ حِيْنٍ بُعْبُعَا
ثُمَّ لَمَّا امْتَشَقُوا الجُوْعَ الذي *** كانَ فِيْمَا كانَ فَقْراً مُدْقِعَا
صَيَّرُونَا في غِنَانَا لَعْنَةً *** بِيَدَيْنَا ذَرَفَتْنَا أَدْمُعَا
عِنْدَهَا قَالَتْ لَنَا الدُّنْيَا لَقَدْ *** أَصْبَحُوا حَسْماً يُثِيْرُ الفَزَعَا
صنعاء 2019م