أسطورة وطن في عامه الخامس .. بقلم/ زينب إبراهيم الديلمي
لستُ أنسُجُ قصةً خيالية أَو رواية خُرافية، بل أسردُ حكايتي عن وطنٍ ساد عظمته وشموخه وثباته طيلة ٥ أعوام ولم يُهزم رغم اجتماع ١٧ دولة ذات قوّة عُديّة وعتادية والاستمرار في التكالب عليه، أحكي عن جراح ونزيف يمن الإيْمَان وشعبها المكلوم.. عن أطفالٍ تمزَّقت ابتسامتهم الثاغرة وطفولتهم البريئة.. عن نساءٍ أصبحنَّ ثكالى يذرفن دموعهن دماً.. عن مُسنٍ قد وَهَن العظم منه واشتعل في رأسه شيباً..
دعوا ريشة قلمي تخطُّ على صفحاتٍ من الأوراق البيضاء التي تودُّ أن تملأ الورقة كميّة من الحبر والمداد الجاف وَالثمان والعشرون حرفاً، تخطُّ عن تضحية شعب وثبات وطن وعزة وحميّة رجالها.. عن الذنب العظيم الذي اقترفه العدوان القذر والوغد في قصفه للشعب اليمني ليل نهار.. عن هزيمة الحشرات الطائرة من طائرات العدوّ الجبان وعن الحشرات الزاحفة من المُرتزقة البؤساء الذين توالت ذنوبهم المورطة التي لا تُغتفر..
سأسردُ حديثي عن الليلة المشؤومة التي جاءت الذبابة الطائرة تفرغُ حمولتها من صواريخ الحقد والإجرام لتصبُّ نيرانها على الأبرياء النائمين والمُطمئنين بأمان الله، ففي الساعة ٣٠:٢ صباحاً من بعد منتصف الليل استيقظت العاصمة صنعاء واليمن بأكملها على أصوات الصواريخ المُضجّة والمُزعجة وعلى أول مجزرة تقع في بداية العدوان الغادر في تلك الليلة الظلماء، في هذه الليلة المارسية في يومها السادس والعشرون من عامها ٢٠١٥ بدأ إعلان العدوّ بتحالفه وعدوانه على اليمن من العاصمة الشيطانية واشنطن إعلاناً رسمياً سافلاً وقحاً أمام الناس.. ليتم الإعلان الكامل والمطلق عن مدى إجرامهم وسفالتهم وعمالتهم وقبحهم ووقاحتهم في التعدّي على الأرض الطاهرة والبلدة الطيبة المذكورة في قرآننا المُحكم المُنزل من الله الرّب الغفور..
ولكن أخبروني أيُّها المتوحشون وأيُّها العالم الساكتون، هل نحنُ مخلوقات وكائنات غريبة جئنا من كوكب آخر؟! هل اليمن مُلككم فجعلتوها مستنقع ومنتجع لكم لا شعب لها ولا سيادة ولا قانون؟! هل تظنون أننا سنُهزم وسنُهلك في النهاية رغم عدوانكم وحصاركم الباغي؟! كلا وحاشاه أن نهزم، فسلاحنا هو الصبر والإيْمَان بالله والتوكل على الله.. فلا حاجة لنا إلى سلاح البُندقيّة وللدبابات والمُدرّعات ذات الحداثة والصدارة التي يستخدمها العدوّ في الميدان كوسيلةٍ للوقاية من أي خطر يُحدق بهم، فالصورة مُتضِّحة جليّة أن دبابتهم ومُدرّعاتهم أصبحت تُداسُ بأحذيّة الشرفاء من سادة المُجاهدين حُماة الوطن.. وأصبح أولئك المُرتزقة كالفئران المُتهورة وأصبحت جثثهم كالكلاب التي تودَى جُثثها إلى المزبلة..
فلتَكُم فاك ولتخرس لسانك أيها العدوّ الأحمق في حضرة اليمن وفي حضرة قيادتها وشعبها وقائدها ومجاهديها وأسراها وجرحاها وشهدائها، فنحنُ على مشارف دخولنا للعام الخامس من صمودنا الأسطوري الذي هزم أعظم إمبراطوريات العالم المُنهزم بقُــوَّة الله.. ولا أحد أن يُنكر هذا الثبات العجيب والأسطوري لدى هذا الشعب الصنديد في عامه الخامس من الحصار والعدوان عليه، فمن أنكره فقد أنكر بعروبة وعراقة وتأريخ اليمن العظيم.