أربعة أعوام من الباطل والعدمية .. بقلم/ زياد السالمي
أربعة أعوام بتفاصيلها الصغيرة وأحداثها المسترسلة والمتكرّرة ليست بالقليلة، حتى لا يتضحَ الحَـقَّ للمتأمل كأقل تقدير إن تغافلنا الثوابت الوطنية التي تلزمنا الوقوف بجانب الوطن وسيادته في وجه هذا العدوان، أربعة أعوام قلت تجعل العاقل يقيّم ويقارن بين الشعب اليمني وقيادته الوطنية وبين المعتدين ومرتزِقته وتابعيه (بحثت عن وصف آخر لم أجد)، وبين الأمم الراعية للسلام.
فمن جهتهم تجد أن كُــلّ ما قاموا به على هذه الأرض في حَــقّ الإنْسَــان والوجود ينافي المثل والقيم والأخلاق البشرية بل يأبى تصرفاتهم تلك أي إنْسَــان سوي.
ولكم أن تتأملوا معي: ماذا قاموا به؟
بعد أن خالفوا بل هدموا نهج الإنْسَــانية وارتقائها التي أفنت جُلَّ حياتها ووقتها وقدرتها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من رقي وتطور يقوم على احترام الآخر وحقه في الاستقلال ورموا بكل المساعي التي بذلها دعاة العدالة والقوانين عرض الحائط.
ففي 26 مارس 2015م أول يوم من العدوان قاموا وأعني تحالف العدوان بجريمة العدوان على سيادة اليمن، وهذا يعني عدمية. وجريمة تستوجب الجزاء.
في حين أن الفارّ هادي ومن معه قد خالفوا القوانين اليمنية والدستور اليمني الذين يستخدمونه في كُــلّ قرارتهم من خلال ارتكابهم الخيانة العظمى، باستدعاء الخارج للعدوان على بلدهم، ومثل فعلهما باطل مزهوق. بل جريمة تستوجب الجزاء.
أما الأممُ والأنظمة والمنظمات التي تعتبر نفسَها الوصيةَ على العالم فقد أبدت تجاهلها وتواطؤها مع العدوان وتابعية ممن يدعون انتمائهم لليمن، ولم تحَـرّك ساكناً أَو تبدي أيَّ موقف من شأنه يبين رقي الإنْسَــانية واحترامها للعهود والمواثيق الدولية.
تجعل المتبصر يقف حيالها بخيبة أمل كبيرة إن لم تفرض عليه فطرته البشرية السوية الوقوف مناهضاً لهذه التصرفات والمواقف بالطريقة الموائمة. هذا من حيث المبدأ الذي لا يقبل التأويل أَو المساومة أَو التردد.
ودعونا نتأمل في التفاصيل أَكْثَــر.. حينها سنجد أن قامت دول تحالف العدوان بجرائم متكرّرة توزعت ما بين استهداف المنازل والأماكن العامة والمدن المكتظة بالآمنين والمدنيين واستهداف مخيمات النازحين وصالات الأعراس والأعيان المدنية والمرافق المنشآت المدنية والاقتصادية ومقرات المعاقين والمكفوفين وارتكبت الإبادة الجماعية في حَــقّ النساء والأطفال والشيوخ، والعاجزين.
كما قامت باستخدام أسلحة محرم دوليا استخدامها، كما قامت بحصار دولي واقتصادي وأوجدت مجاعة بشرية لخمسة وعشرين مليون وقطعت رواتب الموظفين وتلاعبت بأسعار العملة وأضعفت القُــوَّة الشرائية للريال اليمني ومنعت الدواء أَو السماح للمرضى بالسفر للعلاج، بعد أن تسببت بكارثة بيئية تدميرية للأرض كما تسببت بتفشي الأمراض الخطيرة والفتاكة ومنها مرض الكوليرا.
هذا من حيث الأداة والآلة، أما من حيث الميدان فقد ارتكبت جرائم ضد الأسرى وجرائم الاعتقال وممارسة الاغتصاب للرجال والنساء والأطفال في الأماكن اليمنية التي ارتكبت جريمة احتلالها، والشواهد كثيرة وموثقة، بدور هادي وتابعيه وجدنا مباركتهم لهذه الجرائم ورضوخهم بل مشاركتهم دول تحالف العدوان تلك الأفعال العدمية الباطلة،
لم يقتصر الحال عند ذلك بل أدخلت دول تحالف العدوان وعملائها الجماعات الداعشية والمخربة إلى اليمن ومارسوا جرائم تأباها النفس البشرية وتمقتها وتلزمها الوقوف ضدها لا المواربة والتقنع خلفَ أية مسميات.
كل ما ذكرته ليس من نسج الخيال ولا اعتباط كُــلّ ذلك حدث بمرأى ومسمع العالم.
فهل يكفي لندرك أين الحَـقّ وأين يكمن ومع من؟.
على صعيد الهُويَّة والقضية الجامعة فَإنَّ الأحداث التي تبينت لنا من خلال مواقف دول تحالف العدوان وعملائها من قضية العرب والمسلمين مع اليهود أكّـــدت تبعية دول العدوان وعملائها وانقيادها للمشروع الصهيوني الاستعماري. سواء من إبداء قلقها وانزعاجها لقيام سوريا العربية المسلمة من الرد على العدوان اليهودي على أراضيها، أَو من خلال تأييدها الواضح لقرار اعتبار القدس عاصمة إسرائيل.
وأخيراً مؤتمر وارسو وما أدراك ما وارسو؟، ألا يكفي لأن نعرف الحَـقّ والباطل ولنقف في صف الحَـقّ حتى نزهقه يا أحرار الإنْسَــانية والدين والهُويَّة ألا يكفي ذلك لتقفوا مع اليمن ومع من يقف ضد الصهيونية ومشروعها الاستعماري. ألا يكفي ذلك في عامنا الرابع..