لماذا صمدنا؟! بقلم/ سعاد الشامي
لماذا صمدنا؟ سؤالٌ يدورُ بكل العقول المناصرة والمعادية والخارجية والداخلية؛ لذلك سنجيب بغيضٍ من فيض أسرار الصمود اليماني الأسطوري..
صمدنا..
لأنكم عندما تحالفتم مع الشيطان على قتلنا وسفك دمائنا تحالفنا نحن مع الله ولُذنا إليه من إجرامكم واعتمدنا عليه في مواجهتكم فكان لنا خير حليف وأيدنا بعونه ونصره وتأييده وكانت العاقبة للمتقين والبشرى للصابرين والذل والعار للمعتدين.
صمدنا..
لأننا نحملُ لواءَ قضية عادلة ومحقة، نؤمن بها ونتيقن من صواب مسارها ونتمسك بمبادئها، قضية دين ووطن وَشعب وهُويَّة وكرامة وسيادة واستقلال وحرية..
صمدنا..
لأَنَّ اللهَ أكرمنا بقائد حكيم تميز بسمو غاياته وشريف مقاصده وعلو مراميه ورزانة أقواله وأفعاله، قائد لم يساوم في مبادئه ولم يتاجر في وطنه ولم يتنازل عن كرامته ولم تهزه كُــلّ التهديدات، قائد يمتلك القدرة الفائقة على تصريف أخطر الأمور الشائكة إلى، حيْثُ الضمانة الفعلية لكل مفردات الحرية والكرامة والعزة والنهوض الحضاري من منطلق الاستقلال وبعيداً عن الوصاية الخارجية، فجسدنا تحت توجيهاته أجمل لوحة للصمود وأعظم علاقة تلاحمية بين الشعب والقائد.
صمدنا..
لأَنَّ دماء الشهداء الزكية سالت لتصون أرضنا وعرضنا ولتجرف كُــلّ أوهام الأعداء إلى مزبلة الهزيمة النكراء وتفشل كُــلّ مساعي المجرمين الحقيرة..
صمدنا..
لأَنَّ الجريح منا برغم معاناته نتيجة انعدام العلاج وصعوبة الحصول عليه يتلهف إلى استعادة عافيته بأسرع وقت، ليس للتخلص من الوجع والألم وإنما ليعود إلى جبهات العزة ويستكمل مشواره الجهادي.
صمدنا..
لأننا نخجل أمام التضحيات المقدسة لأسر الشهداء والجرحى والمرابطين، ونستحي من الظروف المأسوية لأسر المنكوبين والنازحين وجميعهم يصدرون لنا أرقى وأعظم الصور السامية في دلائل الصبر والاحتساب والإحسان والبذل والعطاء.
صمدنا..
لأنكم ضربت علينا الحصارَ الجائر وَتآمرتم على نقل البنك المركزي إلى عدن ومنعتم عنا أسباب العيش الضروري وحلمتم بتركيعنا عبر تجويعنا..
صمدنا..
لأننا حافظنا على تماسك جبهتنا الداخلية وحميناها من كُــلّ مؤامرات التفكيك وفتن الخيانة فظلت مكوناتنا السياسيّة أَكْثَــر تماسكا وحرصا على وحدة الصف الداخلي..
صمدنا..
لأَنَّنا منذ أول يوم لم نخضع لكم وإنما استشعرنا مسؤوليتنا الدينية والوطنية وتحَـرّكنا كلنا من جميع فئات المجتمع رجالاً ونساء وسعينا لمواجهتكم ونحن كالأفواج المتدفقة لنا أرواح ثائرة جامحة تحلق في سماء الحرية ولا ينطبق عليها قانون الانكسار.
صمدنا..
لأَنَّ بلادنا تسمى “مقبرة الغزاة” ورجالنا هم أولو البأس الشديد في ساح المعارك، وشعبنا هو الشعب التواق إلى الحرية والكرامة والرافض لكل صور الذل والعبودية والمهانة، ورصيدنا التأريخي والإيْمَاني يفرض علينا عدم القبول بالغزاة والمعتدين.
صمدنا..
لأَنَّ جرائمكم الوحشية ومجازركم الدامية بحق الأبرياء برهنت لنا أنكم وحوش البشرية وأعداء الإنْسَــانية، فأوقدت في صدورنا براكين الأسى، فخلطنا الدم مع البارود وعزمنا على الثأر والانتقام واحترفنا الصمود.
صمدنا..
لأننا أدركنا بوعينا أبعاد مؤامراتكم وأهدافكم الاستعمارية الانتهازية في الجنوب والساحل وبقية البلاد..
صمدنا..
لأَنَّه لا هدف لنا سوى أن نحيا فوق الأرض أحراراً أعزاءً كرماءَ أَو نسقط في ساحات القتال شهداءَ عظماءَ..
صمدنا..
لأن الصمود يماني النسب والهوى.