حشود مليونية تحيي “اليوم الوطني للصمود” في ميدان السبعين بصنعاء وتؤكّــد: قادمون في العام الخامس
المسيرة | صنعاء
حاملين أشلاءَ أطفالهم وأنّات جرحاهم وغبارَ منازلهم التي صارت أنقاضاً، خرج اليمنيون مقتحمين فصلاً خامساً من فصول الصمود الإعجازي الذي بدأوه قبلَ أربع سنوات؛ ليثبتوا للعالم أن ذلك الحملَ الثقيلَ من الأشلاء والأنّات والأنقاض لم يرجح إلا كفةَ الحرية والثبات، في ميزان يحملُ على كفته الأخرى تحالفاً تحولت “كتلتُه” الدولية وَ”ثقلُه” المادي إلى ريش بعثرته “عاصفةٌ” أرسلها وارتدت عليه.
وعلى رأس عشر ساحات رئيسية في عشر محافظات، فاض ميدانُ السبعين في العاصمة صنعاءَ، أمس الثلاثاء، بحشودٍ غيرِ قابلة للعَــدِّ لشعبٍ غير قابلٍ للانكسار، من مختلف التيارات والمكوّنات والفئات والمناطق، جمعتهم الهُويَّةُ اليمنيةُ الأصيلة قبل كُــلّ شيء، الهُويَّةُ التي ظن العدوانُ قبل أربعة أعوام أنه يستطيعُ محوَها، فانقضت بتأريخها العريق وإيْمَــانها النقي لتلقنَ وجودَه الطارئَ وشخصيتَه المشوَّهةَ دروساً لو لم يكن فيها إلا هذا الخروجُ المليوني للسنة الرابعة على التوالي، لكفى به تأكيداً على أن الإيْمَــان يمان والحكمة يمانية والنصرُ يمان.
مشهدٌ لم يكن غريباً على عاصمة الصمود صنعاءَ، التي تعوَّدت في كُلِّ سادس وعشرين من شهر مارس أن تؤكّــدَ للعدوان بأن “بقيةَ السيف أكثرُ عدداً”، وبالرغم من أن عدساتِ الكاميرات عجزت عن الإحاطة الكاملة بالمشاركين، إلا أن الجزءَ الذي أحاطت به عبّر عن الكل كما عبّرت الحشودُ نفسُها عن الشعب اليمني في كُــلّ مراحلِ التأريخ.
وفي استقبال تلك الحشود، كانت اللجانُ المنظمةُ واللجانُ الأمنية تبذُلُ أقصى ما لديها من جهد، وقد بورك لها نجاحُ جهدها بنجاحِ الفعالية ومرورها بدون أيةِ إشكالات أمنية أَو تنظيمية، على الرغم من ضخامة عددِ المشاركين الذين بدأوا بالتوافد منذ اليوم السابق.
نجاحٌ يضافُ إلى رصيدٍ حافلٍ ومتميز للقوات الأمنية بالذات، والتي أثبتت كفاءةً عاليةً جداً في ضبط الوضع الأمني بالمحافظات الحُرَّة التي لم يدنسها العدوانُ برغم المؤامرات والتحديات الكبيرة على مدى أربع سنوات.
العديدُ من جرحى الجيش واللجان كانوا ضمن الحشود أَيْـضاً، حضروا مع الشعب الذي قاتلوا من أجله وتلقوا الإصاباتِ في معركة الحفاظ على أرضه وسيادته وهُويَّته، مؤكّــدين أن كُــلَّ تضحية في سبيل الله وفي سبيل هذا الشعب وهذا الوطن، لا تذهبُ سُدَىً، وهذا ما أثبتته السنوات الأربعُ الماضية في كُــلّ المجالات.
وفي مختلف الهتافات واللافتات والشعارات التي رفعتها الحشودُ بميدان السبعين، حضرت القضيةُ الفلسطينية بشكل كبير، وأكّــدت الجماهيرُ أن فلسطينَ ستبقى البوصلةَ والقضيةَ المركَزيةَ مهما بلغت المؤامرات والتحديات.
مفتي الجمهورية: أهدافُ العدوان ومطامعُه باتت واضحة
ومِن على منبر الفعالية، ألقى العديدُ من قيادات الدولة والشخصيات البارزة ما أسعفهم به الوقتِ من كلمات عزّزت قوةَ المشهد وعبَّرت عن صمود الشعب وثباته وإرادته وموقفه.
فضيلةُ مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين ألقى كلمةً وجّه فيها التحيةَ لجماهير الشعب اليمني في جميع ساحات “اليوم الوطني للصمود” في وجه العدوان.
وأكّــد فضيلةُ المفتي أن العدوَّ الصهيوني يقفُ وراء العدوان على اليمن، مستنكراً صمتَ دول العدوان عما يجري في غزة.
كما أكّــد أن أهدافَ ومطامعَ العدوان باتت واضحة اليوم وهي “الاستيلاءُ على ثروات اليمن” واحتلاله.
السامعي: العامُ الخامسُ سيكونُ وبالاً وجحيماً على الأعداء
وعن المجلس السياسي الأعلى، ألقى النائبُ سلطان السامعي، عضو المجلس، كلمةً أكّــد فيها أن الحضورَ المليوني للشعب اليمني في هذا اليوم “يدشنُ ملحمةَ الصمود الأسطوري مفعمةً بوحدة وتماسك الجبهة الداخلية بوجه الأعداء”.
وأضاف السامعي: إن “إرادةَ اليمنيين لا تُقهَرُ، وعلى الجميع أن يفهمَ أن العامَ الخامسَ سيكونُ على الأعداء وبالاً وجحيماً”، وأشار إلى صواريخ الجيش واللجان وطائراتهم المسيّرة وصلت إلى عمق العدوّ، “وما ينتظر الأعداء خيارات قاسية”.
وأكّــد عضو المجلس الأعلى أن “موقفَ الجمهورية اليمنية من السلام ثابت” وهو سلامُ الشجعان الذي يحفظُ كرامةَ واستقلالَ البلد.
كما أكّــد رفضَ اليمن “للقرار الأمريكي الأرعن بشأن ضمِّ الجولان السوري لكيان العدوّ”.
الحوثي: هذا الحضورُ رسالةٌ للمعتدين بأننا شعبٌ لا ننحني
بدوره، ألقى محمد علي الحوثي -عضو المجلس السياسي الأعلى- أَيْـضاً، كلمةً أكّــد فيها أن حضورَ الشعب اليمني في هذه المناسبة يمثِّلُ “رسالةً للمعتدين بأننا شعبٌ لا ننحني”، مضيفاً أن “ثباتَ رجالنا في كُــلّ المحافظات كان انتصاراً منذُ اليوم الأول، وشعبُنا سينتصر”.
وتطرّق الحوثي في كلمته إلى الوضع الفلسطيني، موجِّــهاً التحيةَ “للأبطال الذين قصفوا تل أبيب ومستوطنات العدوّ الصهيوني”، مؤكّــداً أن الشعبَ اليمني كان وما يزالُ وسيبقى إلى جانب فلسطين والقضية الفلسطينية.
وأضاف أن “قرارَ ترامب بشأن الاعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان السوري المحتلّ، هو قرارُ مَن يعطي ما لا يملك لمَن لا يستحق”، كما أن “قرارَ بريطانيا بإدراج حزب الله على لائحة الإرهاب، لا يضُرُّه”.