أربع سنوات على ملحمة تأريخية .. بقلم/ غالب قنديل
يفرضُ الشعبُ اليمني حضورَ بلده الفريد -كما هو عبر التأريخ- عقدةَ انكسار غزوات المستعمرين ويجَــدَّد إبداع المقاومة التي هزمت من قبل عتاة الاستعمار العثماني والبريطاني اللذين فشلا في إخضاع الحفاة من محاربي الجبال الأشداء المتمسكين بترابهم الوطني وبهُويَّتهم العربية والمستعدين لبذل التضحيات النفيسة في سبيل تحرّرهم وصد نير الاستعباد الاستعماري.
تلبست حربُ الإبادة ألف قناع وسخرت في هذه الغزوة الاستعمارية الصهيونية الرجعية الدموية والمتوحشة أحدث منتجات الغرب الاستعماري من أجهزة القتل وأدوات الإبادة وتم اختبارها بأجساد النساء والأطفال والشيوخ في المدارس والأسواق والمعامل والمساجد وقاعات الأفراح والمآتم ورافقت عدة القتل الجماعي آلة التضليل والكذب العالمية التي فضحها العدوان الاستعماري على سورية.
هذه الحربُ تقودُها الإمبراطورية الأميركية مباشرة واليمن يربض على ثروة خرافية من الغاز والنفط والاستئثار بها يبيح للمستعمر الغربي سفك الدماء لإخضاع شعب حي مقاوم.
اليمن في الجغرافية يمتاز بشاطئ ممتد لمئات الكيلومترات على مفارق الممرات البحرية الأهم في العالم لأساطيل التجارة ولناقلات النفط بين الغرب والشرق.
اليمن هو الموقع الجغرافي المتحكم بفرص الوصول الاستعماري إلى أفريقيا في سباق القوى العظمى المستعر على الأسواق والموارد الأفريقية الهائلة والمثيرة.
واليمن بؤرة شاسعة من التعاطف مع شعب فلسطين من زمن بعيد وفيه قابلية تأريخية للتحول إلى قُــوَّة منخرطة في أي مقاومة جدية لتحرير فلسطين وبيد اليمنيين خناق الصهاينة في باب المندب وممرات كثيرة قد تصل بالسلاح إلى الضفة وغزة وعمق فلسطين واليمنيون هم بالسليقة خبراء المسالك البرية الوعرة من قرون وهم صيادو المحيطات والبحار وخبراء ركوب الموج العاتي بزوارق صغيرة.
وثمة الكثير مما يكشف الحصة الصهيونية الكبرى في تلك المجزرة المستمرّة.
أمّا الرجعية العربية بحكوماتها التي يحركها الحلف الأميركي الصهيوني فهي لم تشترك في العدوان فقط إخلاصاً لسيدها الامبريالي الغربي أَو لتكريس تحالفها مع إسرائيل بل؛ لأَنَّ انتصار اليمن وتحرّر اليمن واستقلاله سيعني قيام قُــوَّة عربية جبارة في الخليج ستكون بخصائصها الجغرافية والسكانية وبثرواتها الضخمة قادرة على انتزاع الموقع الاقليمي الأول بلا منازع من المملكة السعوديّة وتعيد رسم الخرائط السياسيّة والاقتصادية في المنطقة كلها.
المذبحة تلو المذبحة في اليمن وحرائق متواصلة وخراب يتوسع ويصر اليمنيون على تطوير مقاومتهم التحرّرية وتجذير صمودهم ويبدعون في تطويع المستحيل.
أربع سنوات من القتل والحصار والتجويع والشعب اليمني العظيم يظهر قدرة جبارة وأسطورية على الصمود والتضحية مع قيادة مقاومة فتية تأبى الخضوع والإذعان للقتلة واللصوص الدوليين وشركائهم ومقاوليهم ووكلائهم جَميعاً.
فضح الصمود اليمني الجبروت الأميركي الصهيوني والتجبر السعوديّ الخليجي.
عرى صمود اليمن اكاذيب عديدة صدقها كثيرون بيننا عن حقوق الإنْسَــان والمنظّــمات المدنية غير الحكومية المهتمة بقضايا النساء والأطفال والفقراء وضحايا الحروب فسقط القناع بصمت الجبناء عن جرائم جزاري العدوان على اليمن وسقطت كذلك اقنعة سياسيّة كثيرة واخطر ما سقط مرة أخرى هو قناع الإعلام الباحث عن الحقيقة والمتعاطف مع الضعفاء والضحايا وقد سيق عبدا في نخاسة نفط ودماء وخراب.
دروس يمنية للعالم كله ينبغي استخراجها وتعميمها إكراماً لأرواح نبيلة وشجاعة يبذلها أبطال اليمن دون تردّد.
قال العديد من المعلقين الأميركيين أن اليمن هي فيتنام السعوديّة وهي في الواقع فيتنام أميركا وجميع عملائها في العالم والمنطقة والهزيمة التي سيلحقها اليمنيون بحلف العدوان المجرم سوف تعجل في نهاية الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية كمنظومة تسيطر على منطقتنا العربية كلها.
الشعب الذي يقاتل أبناؤه حفاة في الجبال الوعرة يتقن أبناؤه كذلك صناعة الصواريخ الحديثة واستخدامها وثمة الكثير مما سيصنعه اليمنيون لأمتهم العربية والعالم وهم يشقون دروب التحرّر الدامية والمشرقة لوطنهم العظيم.
الصواريخ الحديثة واستخدامها وثمة الكثير مما سيصنعه اليمنيون لأمتهم العربية والعالم وهم يشقون دروبَ التحرّر الدامية والمشرقة لوطنهم العظيم.
* التحليل الإخباري