الشعبُ الذي لا يُقهر .. بقلم/ زيد البعوة
أربعة أعوام مرت منذ بداية العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن.. أكثر من 17 دولة بقيادة أمريكا والسعوديّة والإمارات بكل ما يملكون من قوة عسكرية حديثة ومتطورة وبكل ما يملكون من نفوذ سياسيّ وبكل ما يملكون من مال وثروة ونفط وغاز جمعوا كُلّ تلك المقومات التي تبدو في الظاهر قويةً لكنها ظهرت ضعيفة بفضل الله وبفضل صمود وثبات وقوة الشعب اليمني فلم تنفعهم قوتُهم العسكرية بل كانت أحد أساليب فشلهم وهزيمتهم وخسارتهم ولم تنفعهم أموالهم بل خسروها دون أن يصلوا إلى نتيجة أَو تتحقّق أهدافهم، بل انعكس كُلّ ذلك على دول العدوان ضعفاً أمام قوة وإرادة وعزيمة الشعب اليمني العظيم.
لا نزال نتذكر بداية ما يسمى عاصفة الحزم والتي كان قادتها يتحدثون عن حسم الأمور لصالحهم واحتلال اليمن خلال أسبوعين ثم قالوا خلال شهرين واليوم ها نحن نودع العام الرابع وعلى اعتاب العام الخامس من العدوان دون أن تصل دول العدوان إلى أهدافها وكل هذا بفضل صمود وجهاد وتضحيات الشعب اليمني العظيم، ذهبت عاصفة الحزم والشؤم أدراج الرياح بعد أن عصف رجالُ الله من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة بالعدوان ومرتزِقته بأمر من الله وألحقوا بهم شرَّ الهزائم، وجاءت بعدها ما يسمى عاصفة إعادة الأمل والتي هي بدورها فشلت وانهارت وخسرت ولم يتبقَّ للعدوان أي أمل في هزيمة الشعب اليمني الصامد المجاهد الواثق بالله.
ولنا هنا أيضاً أن نتساءل عن بعض الأمور العسكرية والسياسيّة والاقتصادية: هل انتصرت القوة العسكرية الكبيرة والحديثة والمتطورة التي تملكها دول العدوان على الشعب اليمني الذي يواجههم بسلاح الإيْمَــان وسلاح الإرادة؟ لا لم تستطع كُلُّ تلك الصفقات التسليحية أن تهزم الشعب اليمني، وهل استطاعت الثروة المادية والنفطية وأموال الخليج أن تشتريَ موقفَ الشعب اليمني وتحولهم إلى عبيد أذلاء؟ لا لم تستطع فعل ذلك رغم الحصار والفقر والمرض، وهل استطاع الحصار المفروض براً وبحراً وجواً على الشعب اليمني أن يكسر إرادة اليمنيين ويجبرهم على الاستسلام؟ لا وألف لا لم يحصل ولن يحصل، وهل استطاع نفاقُ ومراوغة وسياسة الخداع التي ينتهجها المجتمع الدولي تجاه اليمن أن تهزمهم نفسياً وعسكرياً؟ لا لم تستطع سياستهم المخادعة أن توصلهم إلى نتيجة؛ لأَنَّ هذا الشعب يتمتعُ بثقافة ووعي وبصيرة عالية ويعرف مصلحته ويعرفُ أساليبَ الصراع ولديه قيادة حكيمة.
لقد حصلت الكثيرُ من الدروس والعبر خلال السنوات التي مرت من العدوان في ميادين المعارك، ورأينا عبر مشاهد وثّقها الاعلام الحربي في أكثرَ من جبهة وخصوصاً جبهات ما وراء الحدود كيف كان جنود وضباط جيش العدو السعوديّ يهربون كالأرانب عندما يسمعون أبطال الجيش واللجان الشعبيّة ويشاهدونهم وهم يقتحمون مواقعَهم رغم إمكانياتهم العسكرية المتطورة وإمكانيات المجاهدين البسيطة والمتواضعة، اقتحم رجال الله مواقعَ العدو السعوديّ المحصنة من على السلالم وأحرقوا آلياتهم ودباباتهم بالولّاعة، ساخرين منهم أشد أنواع السخرية، وهذا ما لم يحصل على مر التأريخ إلّا على أيدي رجال الله من أبطال اليمن.
نستطيع اليوم أن نقول بكل فخر واعتزاز: إن الشعب اليمني شعبٌ لا يُقهر ولا يهزم فلديه من المقومات المعنوية ما يمنحُه القوة والصمودَ والثبات والتحدي لعشرات السنين وليس فقط لثلاث أَو أربع سنوات.. ونستطيع القول بكل ثقة: إن دول العدوان بعدتها وعتادها وأموالها ومرتزِقتها فشلت وانهارت أمام رجال اليمن وإنهم سيُهزمون شرَّ هزيمة طال أمد العدوان أَو قصر؛ لأَنَّ هذا الشعب استطاع بثقته وتمسكه بحبل الله أن يكشفَ مدى ضعف الشيطان وأوليائه عندما يكونون في مواجهة مع الله ورجاله وأنصاره.