قادمون لأننا صامدون .. بقلم/ ملاك الريمي
لأنَّ اليمنَ معروفٌ على مر التأريخ بأنه عصيٌّ على الغزو والاحتلالِ؛ لذلك يريدون كسره..
ولكن هيهات.. مهما تحالفت قوى الشر والطغيان على تدميرنا وسفك دماء شعبنا اليمني العظيم، إلا إننا أقوياء بتمسكنا بالله وبكتابه وبرسوله وبآل البيت عليهم السلام أمام أية قوة في هذا العالم.
تحالفنا مع الله زاد من صمودنا وثباتنا وصبرنا وعزيمتنا في القتال في سبيله أمام تحالفات القوى الشيطانية وإجرامهم ورجسهم وحقارتهم..
نحن اعتمادنا على الله في مواجهة قوى الكفر والطاغوت..
وأَنعِمْ بالله خير ناصر ومعين وهو الذي أيّدنا بعونه ونصره وكانت العاقبة للمتقين والبشرى للصابرين والذل والعار للمعتدين.
ولا سيما ونحن نحمل على عاتقنا قضية عادلة ومحقة، نؤمن بها ونتيقن من صواب مسارها ونتمسك بمبادئها، قضية دين ووطن وشعب وهوية وكرامة وسيادة واستقلال وحرية.
وقد مَنّ الله علينا إذ أكرمنا بقائد حكيم تميز بسمو غاياته وشريف مقاصده وعلو مراميه ورزانة أقواله وأفعاله، قائد لم يساوم في مبادئه ولم يتاجر في وطنه ولم يتنازل عن كرامته ولم تهزه كُلّ التهديدات والمغريات التي واجهها قائد يمتلك القدرة الفائقة على تصريف أخطر الأمور الشائكة إلى حيث الضمانة الفعلية لكل مفردات الحرية والكرامة والعزة والنهوض الحضاري من منطلق الاستقلال وبعيداً عن الوصاية الخارجية والعمالة فجسّد أبناء الشعب اليمني المعنى الحقيقي للقائد والجندي للمسؤول والمواطن للراعي والرعية، منفذين توجيهاته مما رسم أجمل لوحة للصمود وأعظم علاقة تلاحمية بين الشعب والقائد.
ولأن الشعب ضحّى بدماء الشهداء الزكية والتي سالت لتصون أرضنا وعرضنا ولتجرف كُلّ أوهام الأعداء وهزيمتهم الهزيمة النكراء وإفشال كُلّ مُخَطّطات المعتدين الحقيرة والتي تسعى إلى تقسيم هذا الشعب إلى أقاليم وجعله تحت الوصاية خاضعاً ذليلاً لهم.
ولأن شعبنا اليمني العظيم يأبى الخضوع والخنوع لأية قوة غازية ومعتدية في العالم استطاع أن يقهر تحالف العدوان الصهيوسعوديّ الإماراتي الأمريكي في كُلّ المجالات بالرغم من انعدام مقومات الحياة جراء الحصار المطبق علينا جواً وَبراً وبحراً وانقطاع الرواتب بسبب نقل البنك من صنعاء إلى عدن والسيطرة على موارد الدولة من نفط وكهرباء ومنافذ وموانئ وغير ذلك من موارد الدولة وهذا شكل صعوبة في الحصول على لقمة العيش والدواء..
لكن هذا الشعب أذهل العالم بصموده وصبره واستبساله لمدة أربع سنوات من حرب الإبادة من قصف ودمار حصار.
وبفضل الله وبحنكة قائد الثورة تجاوز كُلّ المآسي والآلام وضمد جراحاته، وبدأ باستعادة عافيته بأسرع وقت وتخلص من الوجع والألم الذي لحق به ولا زال يلحق به حتى اللحظة ليعود إلى حياته الطبيعية لتستمر عجلة البناء، فقرّر بدعم الجبهات بالمال والسلاح والرجال لمواجهة قوى الاستكبار والطغيان العالمي..
وبفضل الله سبحانه وبتضحيات المجاهدين وبحنكة قائد الثورة والقيادة السياسيّة استطعنا أن نصنع المستحيلَ فبدأنا بتصنيع الذخائر والقذائف وتصنيع وتطوير الصواريخ ابتدأ من الصرخة حتى البركان وكذلك الطيران المسير بجميع أنواعه وهذه تعتبر نقلة نوعية في تأريخ اليمن خصوصاً والعالم العربي عموماً.
ولأن تضحيات الشهداء عظيمة بعظمة هذا الشعب كذلك تضحيات أسر الشهداء والجرحى والمرابطين التي أذهلت العالم فكان لا بد على القيادة أن تطلق مشروع الدولة المدنية الحديثة مشروع (يدٌ تحمي ويدٌ تبني) والذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد سلام الله عليه.
وبهذا المشروع اكتملت أركان الصمود وها نحن قادمون في العام الخامس ونحن أقوى صمودا ووعيا وبصيرة من ذي قبل وكل هذا بفضل الله إن من علينا بقيادة حكيمة واجهنا بها العالم وهذه نعمة كبيرة من الله سبحانه.
ولأننا حافظنا على تماسك جبهتنا الداخلية وحميناها من كُلّ مؤامرات التفكيك والخيانة لذلك زاد من صمودنا وأصبحنا أكثر تقارب من ذي قبل بتماسكنا وتراحمنا وتعاطف بعضنا على البعض الآخر وهذه كذلك نعمه من الله.
نحمد الله على وحدة الصف الداخلي ودعم جبهات العزة والكرامة بالمال والرجال وبهذا التلاحم والصمود قهرنا العالم وهزمنا أعتى قواته، بفضل الله واستبسال رجالنا الذين قال فيهم الحق جل وعلا بأنهم أولو قوة وبأسٍ شديد، وهذا هو شعبنا الشعب التواق إلى الحرية والكرامة والرافض لكل صور الذل والعبودية والمهانة، ورصيدنا التأريخي والإيْمَــاني يفرض علينا عدم القبول بالغزاة والمعتدين.
وَلأن جرائم العدو الوحشية ومجازرهم الدامية بحق الأبرياء برهنت لنا أنهم وحوش في هيئة بشر وأنهم أعداء للإنسانية فأوقدت في صدورنا براكين الأسى، فخلطنا الدم بالباروت؛ لأنه لا مجال لنا سوى أن نحيا فوق الأرض أحراراً أعزاءَ كرماءَ أَو نسقط في ساحات القتال شهداء عظماء.