حرب اليمن تجمع بريطانيا و”القاعدة” وسط خندق واحد
المسيرة | متابعات:
فضحت صحيفةٌ بريطانيةٌ حقيقةَ الدور الذي تلعبُه المملكةُ المتحدة في العدوان على اليمن والذي لم يقتصرْ فقط على بيع الأسلحة للنظامين السعوديّ والإماراتي والدعم اللوجستي والسياسيّ لهما، بل تعدى الأمرُ أبعدَ من ذلك بعدَ المشاركة المباشرة لجنود من القُــوَّات الخَاصَّـة البريطانية في الحرب على اليمن، ما يؤكّــد تورط الدول الكبرى في قتل اليمنيين بشكل مباشر وعلى رأسها بريطانيا التي ظلت على مدى أربع سنوات من العدوان على اليمن تقدم نفسها كوسيط محايد في الأمم المتحدة.
وأكّــدت “الغارديان” في تقرير نشرته، أمس الأول، أن ما يقارب 40 % من الميليشيا التي تقاتل في صفوف تحالف العدوان هم من الأطفال تحت سن 18 عاماً، الأمر الذي يعد انتهاكاً وخرقاً للقانون الدولي، موضحةً أن القُــوَّاتِ البريطانية هي من تقوم بتدريب المقاتلين من الأطفال ضمن قُــوَّات التحالف العدواني الذي تقوده السعوديّة على اليمن منذ 4 سنوات.
وأشارت الصحيفة إلى تعهد وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مارك فيلد، بالتحقيق في مشاركة قُــوَّات عسكريّة بريطانية بتدريب مقاتلين أطفال تعملُ كميليشا في صفوف العدوان والذي بلغ عددهم 40 % من إجمالي المقاتلين، كما وعد بالتحقيق حول مزاعم إصابة عدد من الجنود البريطانيين من قُــوَّة “ساس” في اليمن خلال مشاركتها بشكل مباشر في الحرب على اليمن، مبيناً أنه سيجري تحقيقات مع وزارة الدفاع في ضوء تلك التقارير، على الرغم من أنه لدى الحكومة البريطانية سياسة عامة تتمثل في عدم مناقشة عمليات قُــوَّاتها الخَاصَّـة المشاركة في اليمن.
وجاءت تعهدات فيلد خلال جلسة برلمانية يوم الثلاثاء المنصرم في رد على أسئلة لايملي ثورنبيري، وزيرة الخارجية في الحكومة العمالية المعارضة، والتي قالت إن القُــوَّات البريطانية قد تكون ارتكبت جرائم حرب بتوفيرها التدريب العسكريّ للقاصرين في قُــوَّات تحالف العدوان الذي تقوده السعوديّة.
ونقلت “الغارديان” في تقريرها عن وزير التنمية الدولية السابق أندرو ميشيل قوله: إن المزاعم الواردة في التقارير خطيرة للغاية؛ لأَنَّها تعارض ضماناتٍ متتاليةً قدمها الوزراءُ بعدم مشاركة القُــوَّات البريطانية في الحرب على اليمن، وأن دورَها يقتصرُ على تقديم الدعم اللوجستي فقط للرياض.
القـواتُ البريطانية ومقاتلو تنظيم القاعدة جنباً إلى جنب في معارك اليمن
ويأتي تقريرُ “الغارديان” بعد أيّام قليلة فقط من نشر صحيفة “ديلي ميل” البريطانية تقريراً مماثلاً تحت عنوان “حربنا السرية القذرة”، كشفت فيه مشاركةَ جنود ينتمون إلى خدمة “قُــوَّات القوارب الخَاصَّـة” SBS، وهي تابعة للقُــوَّات البحرية البريطانية، وتتكون بشكل أساسي من عناصر المارينز الملكية، في القتال بشكل مباشر مع تحالف العدوان الذي تقودُه السعوديّة على اليمن إلى جانب مليشيات المرتزِقة المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تجند الكثير من الأطفال في صفوفها، ويعمل البريطانيون على تدريبهم، ما يؤكّــد كذبَ وزيفَ ادّعاءات الحكومية البريطانية بشأن محاربة الإرهاب والقضاء على عناصر تنظيم القاعدة والتي بسبب هذه الذريعة قامت بغزو العراق وأفغانستان ودمّـرت بلداناً بأكملها إلى جانب الشيطان الأكبر أمريكا.
ونقلت الصحيفة عن جندي بريطاني عاد من اليمن في وقت سابق من هذا العام، قوله إن القُــوَّات البريطانية تقاتل إلى جانب التكفيريين ومليشيات المرتزِقة التي تستقدمها السعوديّة من اليمن إلى الحدود، والتي تتضمن مجندين من الأطفال.
وأضاف الجندي أن هذه الميليشيات تتبع جماعات تكفيرية، موضحاً أن زعماء هذه الجماعات لديهم علاقات مع تنظيم القاعدة، ويستلمون الأموال من السعوديّة والإمارات “مقابل الأطفال المقاتلين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 وَ14 عامًا لدعم الخطوط الأمامية، مبيناً أن هذه المليشيات هي من تقوم بمعظم القتال؛ لأَنَّ الجنود السعوديّين لا يريدون مغارة معسكراتهم المكيَّفة.
ولفتت “ديلي ميل” إلى أن خمسةَ جنود على الأقل من “قُــوَّات الكوماندوز التابعة للقُــوَّات الخَاصَّـة البريطانية” جُرِحوا خلال الأشهر الأخيرة، في معارك مع قُــوَّات الجيش واللجان داخل المنطقة الحدودية مع السعوديّة، مشيرةً إلى أن الجنود الجرحى يتلقون العلاج في بريطانيا حالياً، موضحة أن حوالي 30 عنصراً من هذه القُــوَّات البريطانية يتواجدون داخل الحدود السعوديّة، مشيرةً إلى أن هذه القُــوَّات تتواجد في اليمن ضمن مهمة عسكريّة بريطانية “سرية للغاية”، مؤكّــدة أن العشرات من عناصر القُــوَّات البريطانية يتمركزون في مواقع عسكريّة داخل الحدود السعوديّة لتوجيه وإدارة قُــوَّات العدوّ ويشاركون مباشرة في المعارك.
الطيران المسيّر للجيش واللجان يقض مضاجع الجنود البريطانيين
وقال تقرير الـ “دايلي ميل” إن فرقةً من مهندسي سلاح الجو الملكي البريطاني، كانت قريبةً من الموت خلال الأسبوع الماضي، عندما شن سلاحُ الجو المسيّر التابع للجيش واللجان هجوماً جوياً على قاعدة “الملك خالد” الجوية “التي تحتضن مقاتلات التورنادو المستخدمة في قصف المناطق المدنية في اليمن” حسب تعبير الصحيفة.
وأوضحت أن طائرة مسيّرةً انفجرت في مدرج القاعدة الجوية، ما تسبب في تدمير مقاتلتين من نوع تورنادو، وكان في القاعدة فريق من مهندسي سلاح الجو البريطاني تم إرسالهم خلال الأسبوع الماضي، لإصلاح أسطول الطائرات العسكريّة بالمملكة السعوديّة.
وقالت الصحيفة: إن المتحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية “رفضت مناقشة وجود قُــوَّات SBS في اليمن، وأضافت أن وزارة الدفاع أخذت سلامةَ مهندسي سلاح الجو الملكي البريطاني في المملكة العربية السعوديّة “على محمل الجد” وأن الاحتياطات المناسبة والفعّالة كانت قائمة”.