ثورةُ فكر تطيحُ بأكبر قوى الطغيان .. بقلم/ أمل المطهر
ضرب بعصا الثقة بالله بحرَ الظلمات والضياع، فانفلق البحرُ وعبرنا معه باتّجاه بر الأمان والنقاءِ الفكري والنفسي.
كان هو مَن أوقد في نفوسنا شرارةَ الثورة الفكرية لنعودَ إلى النهج المحمدي الأصيل الذي كنا قد تهنا عنه وأصبحنا نتخبَّطُ كمن أصابه المسُّ والجنون.
لم يخترعْ شيئاً جديداً أَو يقدم أمراً مريباً أَو مرفوضاً بل فتح عقولَنا على عالم الهدى الواسع المتكفِّل ببناء النفوس والحياة على أرقى مستويات البناء..
ذاك هو الشهيدُ القائدُ الحسين بن بدر الدين الحوثي الذي أصبح رمزاً لكل الثوار ومنبراً لكل الأحرار..
كثيراً ما تطرأ عليّ الكثير من التساؤلاتِ حينما أتذكّرُ تلك التضحيةَ الجسيمةَ وذلك البذلَ والعطاء الذي قدّمها الشهيدُ القائد.
كيف كان سيكونُ حالُنا الآن لو كان هذا العدوان ونحن ما زلنا على تلك الحال التي كنا عليها قبل بزوغِ فجر المسيرة القُــرْآنية وانتشار الفكر والثقافة القُــرْآنية؟
هل كنا سنصمُدُ أمام كُــلّ هذا التكالب والمكر والكيد؟
وبينما تنهالُ على مخيلتي الأسئلة تأتيني الردودُ سريعةً من الواقع الذي أعيشه وأراه واضحاً أمام عينَيَّ.
فمسألة الصمود والثبات لا تعتمد على العامل الجسدي والقُــوَّة البدنية.
تلك القُــوَّة تحتاج إلى دعم نفسي وفكري صحيح وسليم لتنتجَ تلك المعادلة التي أعجزت العدوَّ وقهرته، وهذا هو ما أتى به الشهيدُ القائد.
ثورةٌ فكريةٌ أزاحت كُــلّ غبار الانحراف الفكري والعقائدي لترسمَ معالمَ الطريق الصحيح التي طُمِست وشُوِّهت.
ثورةُ أعلام هدى أنارت نفوسَنا وبنتها من جديد وأسّست دعائمها لتكونَ بتلك القُــوَّة والوعي في كُــلّ تحَـرّكاتها أمام هذا العدوان.
ثورة ثقافية مفتاحُها شعارُ حق وبراءة من أعداء الإنسانية جمعاء، عنوانُها ثقةٌ بالله مطلقة، هُويتُها إيْمَــانيةٌ خالصةٌ لا تشوبُها شائبةٌ، ثوارُها هم العاشقون للشهادة الباذلون الأرواح فداءً للقضية، الراقون في أفعالهم الحكماء في أعمالهم.
هذه هي الثورةُ التي بنت أبناءَ الشعب اليمني من الداخل بناءً فكرياً وثقافياً وسياسيًّا وإيْمَــاناً، مما جعلهم يظهرون بذلك المستوى من الصمود والثبات والاستبسال في وجه كُــلّ تلك العواصف الرملية التي تناثرت غباراً أمامهم.
هذه هي الثورةُ الثقافية التي ارتقت بوعيهم بحيث أصبحوا يعرفون مسبقاً بتحَـرّكات عدوِّهم ومُخَطّطاته بحيث استطاعوا إفشال كُــلّ المؤامرات التي واجهتهم خلال الأربعة أعوام.
فكيف لو لم تكن هناك ثورة قرآنية فكرية؟!! بالتأكيد كنا سننهارُ مع أول صوت إرجاف نسمعُه ونسير خلف أول منافق يظهر.
كنا سنندب حظنا ونستجدي أميركا بأن تأتيَ لتنقّــذنا بكل غباء، كنا سنمد أيدينا ونحن نقف في طوابير منظماتهم، كنا سنصبح فريسةً سهلةً للارتزاق والعمالة، كنا سنجد أرضنا تحتل وأعراضنا تنتهك ونحن لا ندري أين المفر ولنا فيمن رفضوا تلك الثقافة القُــرْآنية في أرض الجنوب العبرة والعظة.
هذا ما كان سيحدُثُ لنا.
لكن تلك الثورة الثقافية أتت لتنقّــذنا من كُــلّ ذلك الهوان.
وأصبحت المائة ملزمة التي وضعها لنا السيد حسين بدرالدين هي المُخَطّط والخريطة لكل من أراد أن يكون بمستوى مواجهة التحديات مهما كان حجمها.
هذه هي ثورة الأعلام التي أطاحت بقوى الشر والطغيان وما زالت المسيرةُ تسيرُ حتى يرثَ اللهُ الأرضَ ومَن عليها.