وقال الشعبُ كلمتَه للتأريخ .. بقلم/ نوال أحمد
من عُمق الجراح، ومن قلب المعاناة، من تحت الغارات العدوانية من وسط الدمار وَالحصار ومن بين الركام، خرج الشعبُ اليمني الحُر الأبي الصامد بالملايين وأسمع كلمته للقاصي والداني، وللقريب والبعيد وللعدوّ قبل الصديق أنه من أشلائه سيصنع مجدَه ومن نزيف دمائه سيرسم حريته وانتصاره.
لقد أوصل الشعبُ اليماني رسالتَه للعالم أجمع أنه باقٍ وأنه لن يموت مهما حاول العدوان إماتته وَسيبقى متمسكاً بالله وبقيادته متشبثاً بتراب وطنه، مُجسّداً لقيمه الإيْمَـانية والوطنية، وبأن ثورته التي قامت على الظلم والظالمين والفساد والفاسدين قائمه؛ لأَنَّها ثورة تحرّر عُمِّدت بالدماء الطاهرة.
الشعبُ اليمني بكل فئاته وطوائفه وفي يومه الوطني للصمود أوصل رسالة قوية وقد سمعها العالم بأسره والتي كان مفادُها أن لا مكانَ بيننا للضعف لا مكان بيننا للتراجع ولا للانكسار.
صامدون رغم القصف رغم الحصار رغم الجوع والدمار سنظل كما عهدنا التأريخُ وكما شاهدنا العالم خلال الأعوام الماضية باقين في صمودنا كالجبال الراسيات لن تهزنا عواصف البغاة المعتدين.
لن نفرط في ديننا ومقدساتنا، ولن نفرط في يمننا ولا حريتنا ولا قائد مسيرتنا، لن نفرط في أرضنا وكرامتنا لن نفرط في دماء شهدائنا ولا أسرانا.
سنبقى أحراراً كرماءَ، وعلى طريق الحَـقّ ثابتين. وعلى العهد والوعد باقين ما بقي الدم يسري في عروقنا، وما بقيت الحياة تدب في أجسادنا، سنظل نواجه عدوانكم جيلاً بعد جيل، نحمل قضايانا وقضايا أمتنا، نحمل همومنا وهموم كُــلّ المستضعفين على هذه الأرض، نحمل الإيْمَـان والقضية العادلة مترقبين النصر من الله المعين يقيناً.
وبعد طي أربعة أعوام من الهزائم التي تلقاها العدوان وأدواته على أيدينا ها نحن نقتحم عاماً خامسًا من الصبر والصمود والعزيمة التي لا تلين، ونصنع النصر بسواعد الرجال الصادقين الذين صدقوا ما عاهدوا الله ولم يبدلوا تبديلاً.
وبصمود أربعة أعوام في وجه أكبر عدوان عرفته البشرية، وبوقوفنا في وجه أكبر الإمبراطوريات الاستعمارية لا زلنا بقُــوَّة الله نحن الأقوى وقد صنعنا المعجزات بفضل الله تعالى وبفضل صمودنا وها نحن ندشّن عاما خامسا نصنع فيه النصر بصواريخنا الباليستية وطائراتنا المسيّرة ولا زلنا وما زال التطور والإنجاز في تقدم ورجال الله متواجدون ولا زالوا بحمد الله بخير وَفي أرقى وأرفع درجات القُــوَّة بقُــوَّة الله.
وكما قالها الشعب اليمني في أول يوم للعدوان وهو لم يكُــنْ يمتلك سوى البندقية، ها هو يعلنها اليوم صرخةً مدوية أمام الأشهاد وهو يمتلك قُــوَّة إيْمَـانية عسكريّة دفاعية وهجومية بفضل الله ها هي كلمة الحرية تُرفع عالياً وهي التي تزلزل عروش الطغاة والمستكبرين ويقولها الشعب كله وَبصوت واحد..
صامدون. وهيهات منا الذلة..
وعلى العالم وكل من يعتدي على هذا الشعب العزيز الكريم أن لا يراهنوا على إخضاعه؛ لأَنَّه شعبٌ أبيٌّ يأبى الخضوع ويرفُضُ العبودية لغير الله تعالى.
ومن يراهن على انتزاع حرية هذا الشعب العزيز بعزة الله فإنّ روحَه ستُنتزع من بين جنبيه.
فالنصر والغلبة مكتوبة من الله لهذا الشعب الذي توكل وراهن على الله وحدَه، والشعب الذي يراهن على الله ويثق بالله ويجاهد في الله مُحالٌ أن يُغلب؛ لأَنَّه المنتصرَ بالله الغالب.
وَغداً بإذن الله تعالى سترتفع راياتُ النصر اليمانية خفاقةً في أعالي السماء، بعد هزيمة كُــلّ الغزاة والعملاء.
وما النصرُ إلا من عندِ الله.