جنديُّ (الله) مهامُّه تربوية.. وميدانُ عمله هي (النفوس)
أشار الشهيدُ القائدُ في ذات المحاضرة إلى الدور الهام والبارز للجندي الذي يعملُ في سبيل الله، ومهامه، وهو ما يجب على الثقافيين والخطباء والمرشدين الاهتمام بها، وأهميّة أن يكونوا على مستوىً عالٍ من الإيْمَـان والوعي، حيث قال: [جندي الله مهامُّهُ تربوية، مهامُّهُ تثقيفية، مهامُّهُ جهادية، مهامُّهُ شاملة، يحتاجُ إلى أن يروِّضَ نفسَه، فإذا ما انطلق في ميادين التثقيف للآخرين، الدعوة للآخرين، إرشادهم، هدايتهم، الحديث عن دين الله بالشكل الذي يرسخ شعوراً بعظمته في نفوسهم يجب أن يكونَ على مستوىً عالٍ في هذا المجال، جندي الجيش العسكري في أي فرقة، لا يحتاج إلى أن يمارسَ مهاماً من هذا النوع، مهامه حركة في حدود جسمه، قفزة من هنا إلى هناك، أَو حركة سريعة بشكل معين. لكن أنت ميدان عملك هي نفس الإنْسَان، وليس بيته لتنهبه، وليس بيته لتقفز فوق سطحه، الجندي قد يتدرب ليتعلم سرعة تجاوز الموانع، أَو سرعة القفز، أَو تسلق الجدران، أَو تسلق البيوت، لكن أنت ميدان عملك هو نفس الإنْسَان، الإنْسَان الذي ليس واحداً ولا اثنين، آلاف البشر، ملايين البشر، تلك النفس التي تغزى من كُـلّ جهة، تلك النفس التي يأتيها الضلال من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها. فمهمة المؤمن يجب أن ترقى بحيث تصل إلى درجة تستطيع أن تجتاح الباطل وتزهقه من داخل النفوس، ومتى ما انزهق الباطل من داخل النفوس انزهق من واقع الحياة، {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: من الآية11).