القمةُ العربية في تونس.. جعجعة بلا طحين!
المسيرة| متابعات
عُقدت القمة العربية الثلاثون في تونس في وقتٍ تسودُ فيه الخلافاتُ بشدة حول القضايا الأمنية للدول العربية في وجهات نظر المشاركين.
أظهر تنوُّعُ وجهات النظر، والخلافات الشديدة حول قضايا الأمن العربي منذ بداية القمة وخلال كلمات ألقاها رؤساء الدول العربية أنه لا يمكن توقع أية نتائج ملموسة من هذا الاجتماع الذي يعتبر جعجعة بلا طحين.
والقضيةُ الأساسية التي تهدّد أمن العرب هي قضية الكيان الصهيوني، والدعم الكامل لهذا الكيان من جانب الولايات المتحدة وقد تبينت هذه القضية بشكل كامل من خلال نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة والاعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان من جانب ترامب في الأيام الأخيرة، لكن تركيز الملك دولة العدوان السعودي على ما اعتبره تهديدات إيرانية وإصرار الأمين العام لجامعة الدول العربية على مخاطر إيران وتركيا بالنسبة للدول العربية، والتي قوبلت برد فعل أمير قطر ومغادرته القمة وَيظهر أن المستفيدَ الرئيسي من هذه القمة هو إسرائيل والولايات المتحدة، اللتان تستفيدان إلى أقصى حَــدٍّ من تعميق واكتمال وعيهما بمدى الخلافات بين العرب.
ومن الواضح أن إحدى نتائج هذه القمة هي مواصلةُ كُــلّ من ترامب ونتنياهو مشاريعهما التوسعية المعادية للإسلام بقُــوَّة في المنطقة العربية من الآن فصاعداً.
والنقطة المثيرة للاهتمام في القمة هي أن في قضية الجولان، لم تتم الإشارة إلى قرار ترامب المخالف للقانون في الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان ولا إشارة مباشرة إلى دور ترامب في هذه القضية وهذا الامر يوفر بحد ذاته أسباب تبني الرئيس الأمريكي من الآن فصاعدًا سياسات تهدف إلى دعم إسرائيل أكثر من ذي قبل. وبالطبع، تنفيذ “معاملة ترامب” (صفقة القرن) بعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية بمزيد من راحة البال.
وتعقد القمة العربية بينما لم تعد جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي تجديان نفعاً. ولم يبقَ من منظمة أوبك السابقة إلّا نعشاً، ويستمر انعدام الأمن والعنف والاضطرابات في فلسطين واليمن وليبيا وسوريا، وتعاني بعض العواصم العربية، مثل الخرطوم والجزيرة، من أزمات عميقة. وأخيراً تكتنف مغامرة إسرائيل التوسعية بغموض خطيرة.
ولكن رغم هذه الحقائق المريرة، لا يمكن أن نتوقع من مثل هذه القمم الصاخبة في ظل الخلافات العميقة إلّا إصدار بيانات لتسجيلها في التأريخ فقط.
* نقلاً عن قناة العالم