في ذكرى القائد.. مقومات نهوض وأوتاد وجود .. بقلم/ عبدُالله هاشم السياني
منذُ بدأ الشهيدُ القائدُ “رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ” حركته، مبشّراً بمشروعه “الثقافة القُــرْآنية” ومعلناً شعارَ البراءة من أمريكا وإسرائيل صنوَ تلك الثقافة ورديفَها في ذَلك الوسط الريفي البسيط والبعيد قبل ١٧ عاماً ما الذي تمتلكهُ مسيرةُ أنصارِ الله؟
المتابعُ للمراحل التي مَرَّت بها المسيرة ستكون أول نتيجة يتوصل إليها من خلال منظوره البشري ومعاييره المادية أن هذه المسيرة ما كان لها أن تعيشَ أَو يُكتبَ لها البقاء أكثر من أسبوع بالكثير وهي تواجه ترسانةَ الجيش وألويته وطيرانه وإرادة السلطة وقرار النظام بالقضاء على قائد هذه المسيرة واستئصال حركته من الوجود.
لكن الذي حدث خلال الحروب الستّ والواقع الذي نشاهده اليوم يقول نقيضَ تلك النتيجة ويجيبُ إجابةً مخيِّبةً لكل التحليلات والتوقعات والمؤامرات.
فمسيرةُ أنصار الله التي كانت محصورةً في قرية في أقصى الشمال صارت اليوم تصارعُ عدواناً دولياً تقوده أكبر إمبراطوريتين في هذا العصر بريطانيا وأمريكا وتصمد في وجهه وتثبت في مقاومته وتكسر صلَفَه وطغيانه، وصارت تمتلكُ قيادةً ربانية حكيمة وشجاعة، ومشروعاً ثقافياً قرآنياً، وأمةً مجاهدة واعية منظمة، وشعباً مضحياً يتصف بالإيْمَــان والبأس الشديد، وهذه كُلُّــها مقوماتُ نهوض وأوتاد وجود، لا تملكُها أيةُ قوة أَو حركة وسلطة على مستوى اليمن والإقليم.