خطاب السيد عبدالملك الحوثي في الذكرى السنوية للشهيد القائد 1440هـ الثلاثاء 26 رجب 1440هـ.. 2 إبريل 2019م..
السيد عبدالملك الحوثي يقارن بين هرولة الأنْظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني وموقفها الضعيف في تونس بشأن القدس والجولان المحتل:
الشهيد القائد الحضور المتجدد
المشروع القرآني يعبّئ الساحة بالعداء للعدو ويحصّنها من الاستغلال ويركز على مبدأ الاستقلال والتخلص من التبعية
مصلحة الأمة اليوم أن يتجهَ الجميع حكومات وأنْظمة وشعوبًا ضمن توجه صحيح للتخلص من التبعية
أولوية المشروع القرآني التصدي لأعداء الأمة “أمريكا، وإسرائيل” من واقع المعركة الواسعة
يجب أن ننظر بنظرة القرآن لمعرفة الصديق من العدو والنجاة هي في الوعي وتحمل المسؤولية
التحرك الشعبي من منطلق قرآني أثبت جدوائيته في مواجهة العدو الصهيوني
الأنْظمة العربية تسعى للتطبيع مع إسرائيل وتحارب من يعادي إسرائيل بكل الوسائل.
المشروع القرآني يركز على تحصين الساحة الداخلية من خلال فهم صحيح عن العدو وأساليبه ومساراته وفق الهداية القرآنية
أَعُوْذُ باللهِ من الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحَمْدُ لله رَبِّ العَالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــدًا عبدُه ورَسُــوْلُه خَاتَمُ النبيين.
اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صليتَ وباركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَمِيْدٌ مجيدٌ، وارْضَ اللهم برِضَاكَ عن أصحابِهِ الأخيارِ المنتجَبين وعَنْ سَائرِ عبادِكَ الصالحين.
أَيُّهَا الإخْوَةُ والأخواتُ..
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
في العام الخامسِ من الصمود في وجه العدوانِ السعودي الأمريكي الغاشم على بلدنا العزيز وشعبِنا اليمني المسلم، تأتينا الذَّكْــرَى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-، هذه الذَّكْــرَى المؤلمةُ التي هي محطةٌ مهمةٌ نكتسبُ منها المزيدَ من العزم والقوة ونستفيدُ منها الوعيَ ونكتسب منها البصيرةَ فيما يفيدُنا ونحن في ظل التصدي لهذا العدوان ومواجهة هذه التحديات.
السيدُ حسين حاضرٌ في بمشروعه القُــرْآني
والسيدُ حسين -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- هو الذي لم يزددْ خلالَ كُــلّ هذه الفترة الزمنية إلا حضورًا، حضورًا في وجداننا ومشاعرنا، حضورًا في موقعه في القدوة والقيادة والهداية، وَأَيْضًا حضورًا بمشروعه القُــرْآني العظيم، هذا المشروعُ المستمَدُّ من نور القُــرْآن وهدي القُــرْآن والمرتبط بالواقع، وهذه الذَّكْــرَى بمثل ما هي محطة لاكتساب الوعي والعزم والبصيرة والقوة هي ذات صلة وثيقة بالواقع، فالسيدُ حسين -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- بمشروعه القُــرْآني العظيم هو حاضرٌ في الساحة، هذه الساحةُ بما فيها من أحداث، وبما فيها من تحدياتٍ، بما قدمه من نورٍ وهداية وبصيرة وبما تركه من أثرٍ عظيم في وجدانِنا ومشاعرنا ومن أثر يتزايد يَـوْمًا بعد يوم.
مسارُ الأحداث منذُ انطلاقة المشروع القُــرْآني ومنذ بداية التحَـرّكِ للسيد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- وإلى اليوم، مسارُ الأحداث في ساحتِنا الإسْـلَامية وفي منطقتنا العربية وفي بلدنا اليمن مسارُ الأحداث بكله يقدمُ في كُــلّ يوم من ذلك اليوم وإلى اليوم الشواهدَ تلو الشواهد على صوابية هذا المشروع وهذا التحَـرّك، وعلى أهميته وعلى ضرورته وعلى الحاجة إليه، فالسيدُ حسين -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- لم يتحَـرّكْ من فراغ، والمشروعُ القُــرْآني الذي قدّمه للأُمَّـة هو مشروع الأُمَّـة في أمسِّ الحاجة إليه، يشهدُ الواقعُ وتشهدُ الأحداثُ كما قلنا وهي يومية منذ ذلك اليوم وإلى اليوم.
نحن في عالمنا الإسْـلَامي في منطقتنا العربية وفي بلدنا اليمن، نحنُ أُمَّـةٌ مستهدفةٌ شئنا أَو أبينا، أقَرْرنا أم أنكرنا، نحن أُمَّـة مستهدفة، التاريخُ يشهدُ على مر التاريخ كم شهدت ساحتُنا الإسْـلَامية من غزو أجنبي ومن استهداف لنا كمسلمين، استهدافٌ من أَعْــدَاء كُثْــرٍ ذات جهات متعددة وصفات متعددة واتّجاهات متنوعة، كم في التاريخ الهجوم والغزو الصليبي، الهجوم من جانب التتار، الهجوم من أقوام آخرين، اتّجاهات متعددة، وشهدنا على مر التاريخ كثيرا من الأحداث المأساوية في داخل أمتنا وكان لها آثارها المدمرة في الساحة أَو في ساحتنا الإسْـلَامية على مر تلك المراحل الزمنية المعروفة في التاريخ والتي سطرها التاريخ، والتي مثلت نكبات بكل ما تعنيه الكلمة على مراحل مهمة من تاريخنا، ونحن في هذا الزمن لا يزالُ في أوساطنا الكثيرُ ممن عاصروا الحقبةَ الاستعماريةَ البريطانية والغربية سواء الفرنسية أَو الإيطالية أَو غيرها، ثم نحن في حقبة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية البارزة والواضحة والحاضرة بشكل كبير وعدائي في ساحتنا الإسْـلَامية والتي نعيش مأساتها في كُــلّ يوم، فنحن بلا شك أُمَّـة مستهدفة والمؤثرات القادمة على ساحتنا وعلى واقعنا، المؤثراتُ هذه مؤثراتٌ موجودةٌ بالفعل وتأثيراتها في كُــلّ مناحي حياتنا واضحة بالفعل، وبالتالي لا التجاهُل لكل هذا يجدي ولا التنصل عن المسؤولية يفيد، ولا أَيْضًا الانسياقُ وراء هذه المؤثرات والاستسلام لهذه الأحداث وأن نتحولَ إلى ساحة مفتوحة أمام العدوّ يصنعُ فينا ما يشاءُ ويريد ويفعل بنا ما يريد، ويتحَـرّكُ بنا وفينا كما يريد، ليس كذلك أمرًا صحيحًا ولا مفيدًا لنا، ولا مفيدًا لنا أَبَـدًا.
يلزمُنا كأُمَّةٍ مستهدَفة كمسلمين يلزمُنا فهمٌ صحيح ورؤية حقيقية، فهم صحيح، ومعرفة واقعية بالأحداث والواقع والتحديات والمخاطر، وعي صحيح عن العدوّ ومن هو هذا العدوّ، وماذا يريد هذا العدوّ، وكيف هي مؤامرات ومكائد هذا العدو؟ ويلزمنا رؤية صحيحة للحل، ومشروع عملي وبرنامج عمل نتحَـرّك على أساسه للتصدي لهذه الأخطار والتحديات، وإلا فلا الأخطار سترحمنا ولا العدوّ سيرحمُنا ولا الله سيرحمُنا إن نحن لم نرحمْ أنفسنا، إن نحن لم نلتفت إلى واقعنا، إن نحن لم نتحمل المسؤولية، إن نحن لم نتحَـرّك كما يريد اللهُ منا أن نتحَـرّكَ وكما هي سُنَنُ الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- مع عباده في واقع هذه الحياة، تلزمُنا قراءةٌ واعيةٌ للأحداث والمخاطر والتحديات، ووعيٌ بتوجّـهات الأَعْــدَاء والتحَـرّك على أساس مشروع صحيح، وهذا ما ركّز عليه السيدُ حسين بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- في مشروعه القُــرْآني وفي نهضته بالمسيرة القُــرْآنية المباركة.
اختراقُ العدو للأمة واستغلالها
مرحلةُ ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وبداية الألفية الثالثة تحَـرّكت أمريكا وإسرائيل ومَن يدور في فلك أمريكا في هجمة استعمارية دخلت بأمتنا في مرحلةٍ جديدة خطيرة وحساسة ومهمة، وهذه الهجمةُ هي هجمة شاملة وواسعة وتتحَـرّك في كُــلِّ الاتّجاهات وفي كُــلِّ المجالات وتحت عناوينَ متعددةٍ وبأدواتٍ متعددة، وبالتالي فهي هجمة خطيرة؛ لأَنَّها ليست فقط هجمةً عسكريّةً تتجه على نحو عسكريّ بحت، فيلزمُنا فقط في التصدي لها أن نتحَـرّكَ عسكريًّا، لا، إنما هي هجمة شاملة تتحَـرّكُ تحت عناوينَ خطيرة وتركز بشكل أساسي على اختراق الأُمَّـة، وهذه أخطرُ قضية على الأُمَّـة أن العدوّ يركِّزُ بشكلٍ كبيرٍ في هجمته هذه على اختراق الأُمَّـة من الداخل كمسارٍ رئيسي في مساراته المتعددة لاستهداف هذه الأُمَّـة، وهذا الاختراقُ للأُمَّـة من الداخل يهدفُ فيه العدوُّ إلى أن يوصلَ الأُمَّـة إلى حالة الانهيار الكامل بما يمكنُه من السيطرةِ التامةِ عليها، إنْسَانًا وأرضًا وثروة والاستغلال التام لها، حتى نصبحَ نحن كأُمَّة مسلمة ما بعد مرحلة الانهيار عبارةً عن مغنم، مغنم، ثروتنا البشرية ثروة تصبح بيد العدوّ يمتلكُها العدوّ، يوظّفها العدوّ ويستغلُّها كما يشاء ويريد، الثروةُ الماديةُ في منطقتنا العربية والإسْـلَامية عمومًا، كذلك تصبح ثروة يمتلكها العدوّ ويستغلها بشكل تام، موقعُنا الجغرافي يصبح كذلك موقعًا يمثلُ امتيازًا مهمًّا للعدوّ للأمريكي والإسرائيلي ويستغلُّه حتى في السيطرة على ما تبقى من العالم، وفي صراعه مع منافسيه ومناوئيه في الساحة العالمية، وهذه مسألةٌ كارثيةٌ بالنسبة لنا كمسلمين، لو اتجهنا إلى أن نمكِّنَ العدوَّ؛ للوصول إلى تحقيق هذا الهدف، وأن نتحوَّلَ بكلنا كما يشاءُ لنا عدوُّنا أن نكونَ ثروةً له يستغلُّها كما يشاءُ ويريد، وأن نفقدَ كُــلَّ شيء: الحريةَ، الكرامةَ، الاستقلالَ المبادئ، القيمَ.. نفقدُ كُــلَّ شيء يتصلُ بالدنيا والآخرة، نضحّي بالدين والدنيا، ولصالح عَـدُوٍّ يعادينا، يكرهُنا، يحتقرنا، يمتهنُنا، يسعى لاستعبادنا، لا يمتلكُ مثقالَ ذرة من الاحترام لنا، ولا من التقدير لنا.
أنا أقولُ: لو قبلنا بذلك لخرجنا حتى عن طورنا الإنْسَاني، ولكُنَّا أشبهَ بالأنعام والحيوانات التي تجرَّدت من كُــلّ ما منح اللهُ الإنْسَانَ من مؤهلاتٍ ومن مَلَكات ومن مقومات تساعدُه على أن يكونَ له حضورٌ في هذه الدنيا كمستخلَفٍ لله في الأرض، يعني لما بقينا كما ينبغي لنا أن نكون كمسلمين، بل حينها لم نبقَ كما ينبغي أن نكونَ كبشر، أن نكونَ كناس، بني آدم، فخرجنا عن ذلك؛ ولذلك فالتوجّـهُ الصحيحُ بحكم الفطرة الإنْسَانية، بحكم الدين الإسْـلَامي، بحكم القُــرْآن الكريم، بحكم الانتماء الإسْـلَامي للرسالة الإلهية والرسل والأنبياء، أن نتحَـرّكَ بمقتضى ذلك، بما يكفلُ لنا أن نواجهَ هذ التحديَ وهذا الخطرَ وأن نحميَ أنفسَنا من هذا الاختراق الذي هو اختراقٌ خطير جِــدًّا، رأينا كيف أثّر في الكثير من أبناء الأُمَّـة، هناك بالفعل مَنعةٌ وحصانة ومقاومة وتحَـرّك مناهض لهذا الخطر ولهذا التهديد.
فئاتٌ داخل الأمة تحوّلت إلى أدوات للعدو
وهناك في نفس الوقت جهاتٌ أُخْــرَى من أبناء الأُمَّـة ومكوّنات البعضُ منها أنْظمة وحكومات، البعض منها كياناتٌ داخل الشعوب، البعضُ منها تياراتٌ وفئاتٌ من أبناء الأُمَّـة، كان لها اتّجاهاتٌ خاطئة، البعضُ منها اتّجَه نحو ما يريده العدوّ بشكل مباشر نحو الاستغلال والخضوع والتحول كأدوات لصالح العدوّ يشتغل بها كما أراد أن يشتغلَّ بها وطَبْــعًا تحت عناوين.
البعضُ من الفئات هذه لا اتّجهت نحو الانسياق لتمكين العدوّ من خلال الاستسلام والخنوع والتنصل عن المسؤولية والجمود وأن نترك العدوّ ليتحَـرّك في هذه الساحة ويشتغل وفي نفس الوقت يكون هناك موقف سلبي من كِلا الاتّجاهين ممن يتحَـرّك كما ينبغي التحَـرّك الطبيعي بحكم الفطرة الإنْسَانية والتحَـرّك الصحيح بمقتضى الانتماء الإسْـلَامي للإسْـلَام والقُــرْآن للرسالة والأنبياء والرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله في المناهضة لهذه الهيمنة في التصدي لهذا التهديد في المواجهة لهذه التحديات والأخطار.
الذين تحولوا إلى أدوات تحت عناوينَ متعددة كالتكفيريين مَثَلًا وبعض الأنْظمة كالنظام السعودي والنظام الإماراتي ونحوهما وبعض الكيانات الأُخْــرَى من أبناء الأُمَّـة الذين قبلوا ورضوا لأنفسهم أن يتحولوا إلى أدوات بيد الأمريكي وأن يتحَـرّكوا بناءً على هذا تحت إشرافه لتنفيذ أجندته وفق توجيهاته أن يعادوا مَن يريد الأمريكي معاداته وأن يوالي من يريد منهم الأمريكي موالاته وأن يتحَـرّكوا تحت العناوين وبنفس ما يريد منهم أن يفعلوا، هؤلاء الذين يتحَـرّكون على هذا الأساس باتوا في يد الأمريكي يتحَـرّك بهم في استهداف من يتحَـرّك بشكلٍ صحيح في أوساط الأُمَّـة ولتنفيذ مؤامراته التدميرية لهذه الأُمَّـة وَيسعى إلى تقويض كيان هذه الأُمَّـة بالكامل، وبالتالي حتى أولئك الذين يتحَـرّكون بهم كأدوات في نهاية المطاف تصل بهم حتى هم إلى حافة الانهيار فلا يبقى لهم فيما بعدُ أيُّ مشروع أَو مساحة هامشية لصالحهم، هم في نهاية المطاف يمكن أن يدمرَهم هم وأن يحوِّلَهم إلى حالة ليس لها أيُّ حضور يعبِّرُ عنها أَو يحقّــق مصلحةً لها أَو ذات وجود بشكل كيان هنا أَو كيان هناك، لا، يعيد صياغتَها من جديد كما يحلو له؛ لأَنَّه لا يريد حتى أن تبقى كياناتٌ بارزة في داخل هذه الأُمَّـة يريد أن يقوض حتى هذه الكيانات من الدول هنا وهناك بما في ذلك المملكة العربية السعودية وغيرها.
وبالتالي هذه الهجمةُ الخطرة جِــدًّا التي تسعى إلى اختراق الأُمَّـة من الداخل وإلى السيطرة على الواقع الداخلي وتشتغل تحت عناوينَ متنوعة لإثارة الفتن لاستغلال الناس لتنفيذ الأجندة التدميرية التي تخدم العدوّ ويصاحبها حملةُ تشويه غيرُ مسبوقة للإسْـلَام وهذه نقطة مهمة جِــدًّا؛ لأَنَّها توضح لنا أننا مستهدفون في إسْـلَامنا في مبادئه الصحيحة طَبْــعًا في أخلاقه الصحيحة في تعليماته الصحيحة الإسْـلَام المُحمدي الأصيل.
حملةُ تشويه تُستغَلُّ فيها كيانات محسوبة على هذه الأُمَّـة التكفيريين، التكفيريون يُستغلون ليلعبوا هم هذا الدورَ القذر هذا الدور الخطير جِــدًّا هذا الدور السيء جِــدًّا فتجد شغل كبير في واقعنا الداخلي كأمة مسلمة تحت عناوينَ كثيرة عناوين تدميرية عناوين مشوّهة عناوين تقوض كيان الأُمَّـة عناوين تبعث حالة الحيرة واليأس عناوين تدفع بالأمة نحو انعدام الرؤية والوصول إلى الانهيار التام، وبالتالي الارتباط بالعدوّ كموجه رئيسي وكحاكم لهذه الأُمَّـة ومسيطر عليها وموجه لها حتى لا يبقى في واقع الأُمَّـة أي رؤية ذاتية أي توجّـه صحيح وحقيقي من الداخل، هذا ما يسعى له الأمريكي ويسعى له الإسرائيلي، وبالتالي تفقد هذه الأُمَّـة كُــلّ عوامل المنعة، البناء، التماسك، وعندما تفقد كُــلّ هذه العناصر، تتبعثر تتلاشى تنهار تنتهي تتحول إلى مغنم كبير بيد العدوّ، تفقد هُويتها وتفقد كُــلّ عناصر التماسك والنماء والبقاء والقوة والقدرة على مواجهة التحديات والأخطار.
هذه الهجمةُ خطيرة جِــدًّا هذه الهجمة؛ لأَنَّها تشتغل على كُــلّ المسارات سياسِيًّا تحت عناوين متعددة تستهدفُنا في الجانب الاقتصادي، حتى تصل بنا إلى أن نفقدَ كُــلَّ المقومات الاقتصادية نتحول إلى أُمَّـة لا تنتج شيئًا من أساسيات حياتها ومُـجَـرّد سوق استهلاكية وكثير منها أَيْضًا ليس فقط يصلون إلى حَـدّ انعدام المقومات الذاتية على المستوى الاقتصادي وانعدام القدرة على الإنتاج إنما متسولون أَيْضًا يتحول الكثير منا إلى متسولين يعتمدون على المنظمات على الهبات ثم يتم استغلالهم بشكلٍ أَو بآخر على المستوى العسكريّ وعلى كافة المستويات، هذه الهجمة التي تأتي لاختراق الأُمَّـة من الداخل وتطويعها وتصل بها إلى حالة اتخاذ أعدائها من الأمريكيين والإسرائيليين الذين هم فريق الشر في هذا العصر من أهل الكتاب من اليهود ومن النصارى من داخل تلك الساحة هم فريق الشر الذي أشار إليهم القُــرْآن الكريم ويلعب دورا سلبيا هم في هذا العصر هم من يلعب الدور السلبي والتخريبي والعدائي لهذه الأُمَّـة، يتحولون هم بعد اتخاذهم أولياء وبعد التطويع للأُمَّـة إلى مسيطرين على هذه الأُمَّـة ومحكمين لسيطرتهم عليها.
مميزاتُ المشروع القُــرْآني
المشروعُ القُــرْآني الذي تحَـرّكَ به السيد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- هو مشروعٌ عظيم ينطلق -كما قلنا- من قراءة واعية عن العدوّ عن الأحداث عن مسارات هذه الأحداث عن المجالات التي يتحَـرّك فيها العدوّ سياسيًّا إعلاميًّا اقتصاديًّا بالتضليل الثقافي والفكري بالاستغلال لمشاكل هذه الأُمَّـة التي تكاثرت عبر قرونٍ من الزمن بالتوظيف والاستغلال لكثيرٍ من الأحداث والأزمات والمشاكل وعي بالعدوّ بأساليبه بمكائده بمُخَطّطاته بطبيعة هذا الصراع وطبيعة هذه المعركة ويعتمد على القُــرْآن الكريم وعلى النظرة الواعية إلى الواقع والفهم الصحيح لهذا الواقع على مبدأ (عينٌ على القُــرْآن وعينٌ على الأحداث).
هذا المشروع القُــرْآني أَيْضًا يركّزُ على الساحة الداخلية في تحصينها؛ لأَنَّ القُــرْآن الكريم كلما تحدث لنا عنهم كأَعْــدَاء يركزُ على أن يصيغَ لنا رؤيةً صحيحة نظرة صحيحة فهمًا صحيحًا عن هذا العدوّ كعدوٍّ عن أساليبه عن مكائده عن النقاط الخطرة التي ينفذ من خلالها في معركته معنا كأمة مسلمة.
فيتّجهُ المشروعُ القُــرْآني إلى تحصين الأُمَّـة من الداخل وفق الهداية القُــرْآنية التي تركز على هذه النقطة بشكلٍ جوهري ويركز القُــرْآن الكريم على رؤية واسعة وكاملة وفي نفس الوقت تعبئة معنوية عالية وتربية على الشعور بالمسؤولية بشكلٍ كبير وإيجاد طاقة معنوية هائلة لتحمل المسؤولية والانطلاقة كما ينبغي في مواجهة هذه التحديات.
المشروعُ القُــرْآني يمتلكُ بخصائص القُــرْآن الكريم وما يتميز به القُــرْآن الكريم وبارتباطه بالواقع وملامسته لهذا الواقع وصلته بالأحداث والظروف وعلاقته بكل هذه المجالات في كُــلّ واقع الحياة، يمتلكُ مقوماتٍ عظيمة وفريدة ومهمة يوفر الوعي وأول ما نحتاج إليه في هذه المعركة هو الوعي.
الوعيُ عندما تستقرئُ في ساحتنا السياسيّة في عالمنا العربي والإسْـلَامي تشاهدُ أن هناك أزمةً خطيرةً جِــدًّا ومشكلةً حقيقية في الوعي كم تسمع من التحليلات السياسيّة والقراءة للأحداث والنظرة إلى العدوّ لتجدها في كثير من الحالات منعدمةً ومفلسةً في الوعي، كم تجد من الكتابات والأبحاث والمقالات والدراسات تفتقرُ إلى الوعي، كم تجد من التعليقات والبرامج وهي مفرغة من كُــلّ مضمونٍ واعٍ ويصنع الوعي في الساحة، وهناك مشكلةٌ كبيرة يستفيد منها العدوُّ؛ ولهذا لاحظ عندما يأتي العدوّ ليقدم عنوانًا معينًّا، عنوانًا معينًّا يخدع به الكثيرون، الكثير من أبناء الأُمَّـة لم يفهموا بعدُ أن العدوّ سيركزُ على عناوينَ داخليةٍ من داخل الساحة العربية والإسْـلَامية وأنه سيستغل هذه العناوين وسيحركُ فيها الكثير من الناس بمُـجَـرّد أن يشغل العنوان التكفيري الطائفي فيتجه الكثيرَ من السُّذَّج والبُسطاء والمغفلين ومنعدمي الوعي ليتحَـرّكوا بكل تفانٍ وينفذون خدمةً كبيرةً جِــدًّا للأمريكي والإسرائيلي بمُـجَـرّد أن رفع لهم عنوانًا معينًّا وشغل مع هذا العنوان بعضَ ما يتصل به من أدبيات من شكليات من أساليبَ معينة هو يصمّمُ ويصنعُ عناوينَ بما تحتاجُ إليه هذه العناوين يحرك عنوانًا هناك وعنوانًا هناك وعنوانًا هناك ويحرك تحت هذا العنوان الكثير هنا وهناك والبعض قد يعون أنها مُـجَـرّد عناوينَ ولكن قد يعجبهم ذلك قد أصبحوا على تبعية تامة بالأمريكي، ويفهمون أن المسألة مسألة عنوان ويعجبهم أن يكون هناك عنوانٌ للتستر والتخفي تحته عناوين للتمويه.
وهكذا تعتبر هذه المعركة معركةً مهمةً نحتاج فيها إلى الوعي نحتاج فيها إلى زكاء النفوس؛ لأَنَّ العدوَّ يستغلُّ أسلوبًا خطيرًا في نشر الفساد في أوساط الأُمَّـة والعمل على ضرب حالة الزكاء في النفوس حالة القيم حالة الأخلاق الحالة المعنوية من الداخل في نفوس الناس القُــرْآن الكريم يُقدم هذه الميزة على أرقى مستوى كتاب تزكية للنفوس، والمشروعُ القُــرْآني المستمَدُّ من القُــرْآن الكريم أَيْضًا يكتسب هذه الميزة من القُــرْآن الكريم ومن نوره وهدايته فيقدم ما يساعد كمنهج وكتربية وكمسار عمل على تزكية النفوس لمن يتفاعل طَبْــعًا لمن يصدق بارتباطه بهذا المشروع.
يُقدِّمُ أَيْضًا حالةً عاليةً من الاستشعار للمسؤولية وهذه مسألةٌ مهمة في واقع الأُمَّـة؛ لأَنَّها ضُربت على مر التاريخ، مراحل كثيرة جِــدًّا استهدف فيها هذا الجانب في واقع المسلمين، جرّدوا في كثير من بلدانهم من الإحساس بالمسئولية ومن الشعور بالمسؤولية العامة وأُلغيت مبادئ مهمة في هذا الدين وشُطبت وغُيِّبت عن الخطاب الديني وعن التعليم الديني حتى أصبح الكثيرُ من المسلمين لا يرون في الإسْـلَام إلا طقوسًا، عبادات وبعض من المعاملات، أما هذا الجانبُ المهمُّ من الشعور بالمسؤولية أن نكون أُمَّـةً تسعى إلى إقامة الحق، إلى التصدي الباطل والطاغوت، إلى مواجهة الظلم والاستعباد إلى التصدي للأَعْــدَاء كُــلّ هذه المفاهيم شُطبت من نفوس الكثير، لا توعية ولا تربية، لا تثقيف ولا تعليم ولا بناء ولا مشاريع عمل قائمة على أساس ذلك.
المشروعُ القُــرْآني أَيْضًا يلحظ مع مسألة الوعي ومسألة الزكاء للنفوس برامج العمل والتعبئة المعنوية، برامج عمل أنشطة عملية في كُــلّ المسارات، العدوّ يشتغل سياسيًّا كيف نتصدى في الساحة السياسيّة يشتغل إعلاميًّا كيف نتصدى في الساحة الإعلامية يشتغل على المستوى الاقتصادي كيف نحمل رؤية اقتصادية تبنينا من جديد كأمة منتجة وتعطي أولوية للمسائل المهمة جِــدًّا في عملية الإنتاج الاقتصادي وتعي أهميّة الخلاص من التبعية للأَعْــدَاء، رؤية متكاملة في هذا الاتّجاه ثم على المستوى الفكري والثقافي كيف ننقي ثقافتنا وفكرنا من كُــلّ الشوائب التي تضربنا في ساحتنا العملية في واقع حياتنا تجعلنا نتجه عمليا الاتّجاهات الخاطئة وهكذا نجد في المشروع القُــرْآني الشمولية والتكامل الذي يلحظ كُــلّ الساحات وكل المجالات وكل الاتّجاهات ويلحظ أَيْضًا في شموليته التحرر من الأطر الضيقة التي تكبل الأُمَّـة على مستوى الأطر الجغرافية أَو الأطر المذهبية أَو الأُطُر بأي شكل من أشكالها الضيقة التي تكبل الأُمَّـة فهو مشروع انطلق بعالمية القُــرْآن الكريم بعالمية الإسْـلَام بأفق الإسْـلَام الواسع الذي ينظر إلى الأُمَّـة كُــلّ الأُمَّـة ويحس بهذا الانتماء إلى هذه الأُمَّـة بكلها وإلى أنك كمسلم جزء من هذه الأُمَّـة بكلها يهمك أمر هذه الأُمَّـة في أي قُطر من أقطار هذه الأُمَّـة ويركّزُ على القضايا الرئيسية والمركزية للأُمَّـة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي هي قضية كُــلّ الأُمَّـة والمقدسات التي تعنينا جَميعًا، يلحظ ما تشكله إسرائيل من خطورة بالغة ويلحظ أَيْضًا هذا الترابط الحقيقي وهذا التلازم الفعلي ما بين إسرائيل وأمريكا وأن كليهما وجهان لعُملة واحدة وأن هذا الخطر والتهديد الكبير يجب أن نلحظه كمسلمين وأن ننظرَ إليه كمسلمين كأكبر تهديد على أمتنا ويجب أن نعطي الأولوية للتصدي له، والتصدي من واقع هذه المعركة الواسعة في كُــلّ مجالاتها ومساراتها بدءا من التركيز على تحصين الساحة الداخلية؛ لأَنَّ القُــرْآن يتجه إلى الساحة الداخلية، عندما يتحدث عنهم كأَعْــدَاء يأتي ليقدم لنا جملة من التوجيهات التي تركز على واقعنا الداخلي، وهذا للأسف لم يفهمه الكثير من علماء الدين لديهم جهل فظيع بهذا المسألة ولا من السياسيّين الكثير منهم لم يفهموه بعد ولا من كافة الفئات والمكونات.
البُعْــدُ عن القُــرْآن الكريم صنع أُميةً تجاه هذا الخطر وهذا التهديد وما يشكله وما يعتمد عليه؛ ولهذا تجد البعضَ اتجهوا إلى انتقادِ المشروع القُــرْآني لماذا الشعار؟ لماذا المقاطعة؟ لماذا حملات التوعية؟ لماذا هذه الرؤية التي تركز على إصلاح الواقع الداخلي للأُمَّـة وعلى سد الثغرات التي ينفُذُ من خلالها العدوّ ويستغلها العدوّ، إنهم لم يلحظوا كيف يتخاطب القُــرْآن الكريم، القُــرْآن الكريم في سورة المائدة يأتي ليتحدث معنا عن خطورة ذلك العدوّ ثم يقول لنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ، بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ، وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) عندما يأتي ليتحدث حديثًا واسعًا عن الواقع الداخلي للأُمَّـة كيف يتحصّن؛ لأَنَّ مشكلةَ الأُمَّـة عندما تتجه إلى أن تتخذَ أمريكا وإسرائيل أولياءً هذا بحدِّ ذاته كفيلٌ في أن يوجهَ ضربةً كبيرة للأُمَّـة أن يؤثر على واقعها الداخلي أن يصنع فيها الكثير من المشاكل أن يمثل تهديدًا وخطرًا فعليًّا عليها عندما يأتي ويقول في سورة آل عمران (إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) فيشخّصُ هذا الخطرَ الذي يركز على تفريغنا من هويتنا في أهمّ مبادئها وقيمها وأخلاقها وتعاليمها القيمة التي تبنينا وتبني واقعنا ليكون واقعا قويا لنكون أُمَّـة متماسكة مستقلة متخلصة من التبعية لأعدائها ومن الاستغلال للطاغوت وللظالمين في هذا العالم.
يأتي ليقدم لنا الكثير من التعليمات تتجه إلى واقعنا الداخلي كيف نصلحُه كيف نبنيه على الاعتصام بالله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- حتى نستمدَّ هذه القوةَ المعنوية من اعتمادنا على الله من ثقتنا بالله حتى نحظى بالرعاية الإلهية والنصر الإلهي والمعونة الإلهية، كيف نبني هذا الواقعَ على تقوى الله ونحذَرُ من التفريط في مسؤولياتنا ونلتزم في واقعنا في حياتنا في مسيرة حياتنا لقيم هذا الدين وتعاليم هذا الدين وتوجيهات الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ونلتزم بصفات المتقين فيما وصفهم الله به في القُــرْآن الكريم كيف ننقّي ساحتَنا الداخلية من العداوات الهامشية التي يستغلُّها الأَعْــدَاء أَو يخلُقُها الأَعْــدَاء في ساحتنا الداخلية أَو تتنامى؛ نتيجة لمشاكل هنا ومشاكل هناك لم تحل، كما كان ينبغي لنا أن نحرصَ على حلها، كيف نعطي الساحة الداخلية في واقعنا الإسْـلَامي اهتمامًا كبيرًا في الوحدة والاعتصام بحبل الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وعلى أساس هديه وتوجيهاته وتعليماته لتكون هي ما نلتقي عليه وما تجتمع كلمتنا عليه وما نتمسك به وما نسير على أساسه فنتوحد ونعتصم بحبل الله جَميعًا كيف نحرص على أن نتحَـرّك تحت عنوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإصلاح واقعنا الداخلي في كُــلّ المسارات والاتّجاهات ليكون واقعا خيرا ندعو فيه إلى الخير تحت هذا العنوان العظيم والواسع لنعمل على أن تكون هذه الساحة الداخلية قائمة على أساس المعروف، المعروف في قِيَمِه وساحة نظيفة من المنكرات بكل أشكالها في الواقع الاقتصادي في الواقع الأخلاقي في الواقع السياسيّ في الواقع العام ساحة صالحة، وهكذا يسد كُــلّ الثغرات التي تؤثر علينا والتي تتحول هي إلى وسائل يستغلها العدوّ ليخوض بها معركته معنا من الداخل من واقعنا الداخلي وهذا هو ما يحصل اليوم في واقع الأُمَّـة.
حاجةُ الأمة إلى القُــرْآن الكريم
الأمريكي يخوضُ لربما ونحتاطُ على سبيل الاحتياط لربما 95% من معركتهِ معنا كأمة مسلمة يخوضُها بوسائلَ في الداخل وبأدوات من الداخل ويستغل فيها مشاكل من الداخل؛ لأَنَّ البعضَ مَثَلًا يقولون أنتم تهربون من المشاكل الواقعية والفعلية في واقع الأُمَّـة إلى نظرية المؤامرة نقول لا نحن نقول فعلًا هناك الكثير من المشاكل والأزمات والسلبيات في واقع الأُمَّـة والتي تراكمت على مر الزمن حتى وصلت إلى حالة خطيره أثرت سلبًا جِــدًّا في واقع الأُمَّـة والعدوّ يستغلها ويصنع المزيد ويطور ما هناك من مشاكلَ وينمي ما هناك من أزمات ويستغلها ويوظفها ويصنع المزيد من الأزمات والمشاكل والأحداث ويوظفها ويستغلها؛ ولذلك نجدنا اليوم كأمة مسلمة نحتاج بشكل كبير إلى القُــرْآن الكريم، المشروع القُــرْآني هو انطلق بناءً على هذا الأساس من واقع الحاجة إلى القُــرْآن الكريم؛ لأَنَّه أعظم مصدر للوعي والهداية ولأنه سيحمي لنا نظرتنا إلى الإسْـلَام بشكله الصحيح وليس المشوه؛ لأَنَّ العدوّ لهُ معول هدم يتمثل بالتكفيريين لتشويه الإسْـلَام حتى يصل إلى خلق نظرة سلبية جِــدًّا عن الإسْـلَام تساعد على إبعاد الناس عن الإسْـلَام حتى في مفاهيمه الصحيحة ومبادئه الحقيقية في الساحة الإسْـلَامية وخارج الساحة الإسْـلَامية ثم يعمل أَيْضًا على فصلنا عن الإسْـلَام بطريقة أُخْــرَى بطريقة نشر الفساد وضرب القيم والأخلاق والتفريع لنا من هذا المحتوى الأخلاقي للدين الإسْـلَامي والتأثير على نفسياتنا بما يساعدهُ على السيطرة علينا، الإنْسَان إذا وصل إلى حالة مفرغة من الأخلاق والقيم والمبادئ يصبح كما قلنا مرارًا وتكرارًا كالإنْسَان الآلي يُحرَّك بالريموت الأمريكي والإسرائيلي ريموت الغرائز ريموت الشهوات ريموت الأفكار المنحرفة، التصوّرات الخاطئة النظرة المغلوطة لكثير من القضايا يحركونه كما يشاؤون ويريدون.
المشروعُ القُــرْآني يخاطِبُ كُــلّ فئات الأُمَّـة ويقدم خطوات عملية متاحة وممكنة
من أهمّ ما يلحظه المشروع القُــرْآن أنه يتجه إلى الأُمَّـة بكلها فهو ليس مشروعًا نخبويًّا خاصًّا بالنخبة لفئات معينة مَثَلًا خطاب معين محاضرات معينة دروس معينة برنامج معين يتجه حصريًا إلى الأكاديميين أَو إلى علماء الدين أَو إلى فئة معينة، لا، هو خطابٌ للأُمَّـة كلها؛ لأَنَّ القُــرْآنَ يخاطب الناس جَميعًا يقول يا أيها الناس ويقول يا أيها الذين آمنوا، يخاطب الساحة البشرية يا أيها الناس بكل فئاتها ومكوناتها ويخاطب الساحة العامة الإسْـلَامية بعبارة يا أيها الذين آمنوا والمشروع القُــرْآني هكذا يتخاطب مع الجميع ويقدم خطابا مفهوما للجميع يفهمه العالم والأكاديمي والأُمي والمثقف ونص مثقف وكل فئات الأُمَّـة يفهم.
يقدمُ خطواتٍ عمليةً متاحةً وممكنة يعبئ الساحة بالعداء للعدوّ ويحصنها من استغلال هذا العدوّ، يحرك ضمن مسارات عمل في كُــلّ الاتّجاهات، يركز على مبدأ الاستقلال والخلاص من التبعية للعدوّ، يحصّن من الولاء للعدوّ، يحصّن من سياسة التطويع لصالح العدوّ، يحصن الأُمَّـة من كُــلّ هذه الآفات الخطيرة جِــدًّا عليها ويقدم رؤية واسعة تضمنتها الكثير من المحاضرات والدروس التي أَيْضًا كتبت في ملازم ونشرت، ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- منذ بداية انطلاقة المشروع حتى الحرب الأولى.
وهكذا نجدُ أن هذا المشروعَ يتجهُ إلى كُــلّ فئات الأُمَّـة ويستنهضُ الشعوبَ، وهذه نقطة مهمة جِــدًّا وفي نظر البعض مشكلة كبيرة جِــدًّا بعض الأنْظمة الرسمية لديها حساسية بالغة من هذه المسألة وهذه الحساسية ناتجة لمشكلة لدى هذا الأنْظمة وإلا فنحن نقول: الأنْظمة الواعية والحكيمة تدرك قيمة هذا التوجّـه؛ لأَنَّ كُــلّ الأُمَّـة في خطر، كُــلّ الأُمَّـة في خطر، أنْظمة وشعوبًا، حكومات ومواطنين، الكل في خطر والكل تحت دائرة الاستهداف.
مستوى هذا الخطر وهذا التهديد لا بُـدَّ فيه من استنهاض جماعي شامل متكامل للأُمَّـة كُــلّ الأُمَّـة، حالة نفير عام في كُــلّ المجالات والاتّجاهات، ووعي عام وأن يكون الجميع في مربع المسئولية وفي موقع المسئولية.
هذا الذي ينتشل الأُمَّـة مما وصلت إليه؛ لأَنَّ الأُمَّـة عانت من هجمة هائلة جِــدًّا وهي في وضعية رهيبة كانت قد وصلت إليها بفعلِ عواملَ كبيرة جِــدًّا على مستوى تعاقبت على مستوى الزمن وعلى مستوى مراحلَ طويلةٍ من تاريخ الأُمَّـة، فوصلت إلى مستوىً متدنٍّ جِــدًّا من الوعي مستوى انهيار كامل على مستوى وضعها الاقتصادي في الإنتاج والبناء الاقتصادي والاكتفاء الذاتي، في أشياءَ كثيرةٍ، مشاكل كثيرة جِــدًّا.
فهذه الحالةُ من الاستنهاض العام هي التي ترتقي بالأمة لتكونَ في مستوى مواجهة هذا التهديد وهذا التحدي، ولاحظوا الأنْظمةَ للأسف الشديد لم تستفدْ حتى من الأحداث والتجارب المتأخرة، مَثَلًا البعضُ من أنظمتنا العربية خاضت حروبًا مع العدوّ الإسرائيلي وهُزمت مرارًا وتكرارًا حتى وصلت إلى درجة اليأس وترسّخت عندها الهزيمةُ حتى صدّقت مقولة أن “الجيش الإسرائيلي لا يُقهَر”، بينما أثبت التحَـرّكُ الشعبي جدوائيته وفاعليتَه الكبيرة في مواجهة إسرائيل، حزبُ الله تحَـرُّكٌ شعبيٌّ انتصر في مواجهة إسرائيل، هزم إسرائيل، المقاومة الفلسطينية باتت اليوم في موقع القوة وفي موقف فعّال ومؤثّر وهزمت إسرائيل في 2009 و2014 لقّنت إسرائيلَ دروسًا كبيرة، الأحداث الأخيرة هذه عندما بدأت إسرائيل تصعِّـدُ من غاراتها الجوية على قطاع غزة ورشقتها المقاومة بالصواريخ كيف اتجهت إسرائيل إلى مصر لتتوسطَ من جديد لوقف إطلاق النار وتكرّرت هذه الحالة، تجرّب إسرائيل أن تصعِّدَ نوعًا ما فتتلقى الضرباتِ الموجعةَ فتتوسط بالمصري لوقف إطلاق النار من جديد.
التجربةُ الشعبيّة أَو تجربةُ استنهاض الجميع ليكونَ الكلُّ في مربع المسئولية هي التي جعلت الجمهوريةَ في إيران في موقع القوة، هي التي حَمَت العراق مؤخّرًا أمام الهجمة التكفيرية التي هي امتدادٌ للهجمة الأمريكية ومرتبطةٌ بالهجمة الأمريكية وحمت سوريا وستحمي أيَّ شعب أي بلد من بلدان المنطقة، لا يحميه إلا عندما يكون هناك تحَـرّكٌ واسع.
التحَـرّكُ الشعبي أَو الجانب الشعبي إذا شُطِبَ من مربع المسئولية وأريد لهذه الشعوب أن تُدجَّنَ وأن تُكَبَّلَ وأن تكونَ في موقع الضعف والعجز لا حول لها ولا قوة ولا موقف وأن تخنعَ وأن تنفرد حكوماتها وأنظمتُها باتخاذ المواقف وتحديد التوجّـهات بعيدًا عنها.
هذه نظرة خاطئة تحتقر الشعوب، تحسبها لا شيء، وفي نفس الوقت فكرة خطيرة جِــدًّا؛ لأَنَّ الأنْظمة تكونُ لوحدها في موقع الضعف إذا فصلت عن شعوبها، وبالتالي تبقى تعيشُ حالة المساومات في مواقفها وتعتمدُ على سياسة الاسترضاء للأمريكي والإسرائيلي، بل يتجهُ البعضُ من الأنْظمة ليستقويَ ويحتميَ بالولاء لـ إسرائيل وأمريكا؛ لأَنَّه يحسُّ بالضعف لعزلته عن شعبه وبُعدِه عن شعبه وإضعافه لشعبه، وتشكّلُ هذه حالةً خطيرةً جِــدًّا تحوِّلُ بعضَ الأنْظمة إلى أدوات بيد الأمريكي والإسرائيلي يستغلها كما يشاء ويريد، وعندما يستهدفُ ذلك النظامَ يسقُطُ بكل بساطة وبكل سهولة، بينما تبقى تلك الشعوب التي كُبِّلت كثيرًا وقُيِّدت كثيرًا، ساحةً متى أراد العدوّ أن يحركها حركها، يتدخل الأمريكي في الوقت المناسب والإسرائيلي في الوقت المناسب ويحرّكها وهي تعيش حالة فراغ بدون مشروع قائم في وسطها وتكون قد عاشت حالة من الاحتقان والإحباط والغضب ثم يُفجَّرُ كُــلُّ ذلك في غير مسارات عمل تعتمدُ على مشاريعَ صحيحة وواضحة وتحقّــق الأهداف المرجوة لتلك الشعوب، لكن الأمريكي في لحظة معينة أَو تنبعث هذه الحالة من حالة الكبت وتنفجر فينتج عن ذلك تحَـرّكٌ كبير لكن بغير مشروع قائم حاضر واضح بيّن، ومعالم محدّدة تسير فيها الشعوب فيتخطفُها الأَعْــدَاءُ من هنا وهناك تحت عناوينَ كثيرة، وهذا ما حصل في ما يسمى بالربيع العربي، الكثيرُ تحَـرّكوا تحت عناوينَ بدون مشاريع والبعضُ بمشاريعَ خُطِفُوا إليها أَو سُيِّروا فيها وهي مشاريع خاطئة وفاشلة وتدميرية واستغلها العدوّ؛ ولذلك نقولُ: مصلحتنا اليوم كأمة مسلمة أن يتجه الجميع حكوماتٍ وأنْظمةً وشعوبًا ضمن توجّـه صحيح لنكونَ في مستوى مواجهة التحديات ثم ندرك أننا معنيون في نهاية المطاف أمام الله في موقع المسؤولية أمام الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- الذي يخاطبُنا في القُــرْآن الكريم بعبارات كثيرة لنتحمَّلَ المسؤوليةَ، عبارات كثيرة جِــدًّا وهو يقول لنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ، بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ، وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) وهو يقول لنا (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ، وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وهو يقول لنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ) وهو يوجهنا التوجيهات الكثيرة التي تكفل لنا أن نكون أُمَّـة حرة أُمَّـة مستقلة أُمَّـة تعيش الخلاص من التبعية لأعدائها الظالمين لها نتحمل المسؤولية أمام الله وأمام أنفسنا وأمام أجيالنا، ومن هذا الوعي تحَـرّكنا في شعبنا اليمني بهذا التوجّـه العظيم نظرتنا تجاه أمتنا بشكل عام نظرة نحس بأننا من هذه الأُمَّـة وأن هذه الأُمَّـة يجبُ أن تجتمعَ كلمتُها وتتوحَّـــدَ لمواجهة التحديات والأخطار التي هي عليها بكلها دون استثناء، نرتبط بالقضايا الكبرى للأُمَّـة والمصيرية للأُمَّـة نعرف من هو العدوّ ومن هو الصديق ننظر بنظرة القُــرْآن وبنظرة الواقع وبنظرة الوعي وليس بنظرة النفاق والخيانة والعمالة التي يرى فيها البعض إسرائيل صديقًا وأمريكا آلهةً وليس فقط حليفًا، فيتحَـرّكون بشكل خاطئ في واقع هذه الأُمَّـة، ولا بنظرة البعض ممن يتوهمون أن الجمود والقعود والاستسلام للعدوّ والكراهية لمن يتحَـرّك في الموقف الصحيح تفيدهم أَو تحمي الأُمَّـة وكما قلنا في بداية الحديث نحن أُمَّـة مستهدَفة وخاضعة لتأثيرات ومتفاعلة ومتأثرة بالأحداث في ساحتها ومن حولها والواقع الذي نعيشُه في المنطقة العربية والعالم الإسْـلَامي هو الأسخنُ والأكبرُ وهو المخاض الذي لا مثيلَ له في بقية العالم، المليء بالأحداث والمآسي والنكبات والمظالم والصراعات، لا ينفعُ التجاهُلُ لهذا الواقع لا ينفع التهرب، النظرة الخاطئة تضُرُّ صاحِبَها والنظرة الصحيحة والموقف الصحيح يفيد من يتحَـرّك على أساسه، النجاةُ هي في الاتّجاه الصحيح في الموقف الصحيح النجاة هي في الوعي النجاة هي في التحمل للمسؤولية الاتّجاهات الأُخْــرَى كُــلّ آثارها وتبعاتها خطيرة في الدنيا وفي الآخرة، لا مسار الذين اتخذوا أمريكا وإسرائيل أولياءً ولا مسار المنساقين للأحداث المستسلمين والمسيرين على أساس ما تجري به السفن، كلا الاتّجاهين في حالة خطيرة جِــدًّا في الدنيا والآخرة، الموقف الصحيحُ هو الذي يفيدُ هو الذي ينجي وإلا فمخاضُ الأحداث ورحى الأحداث سيسحقُ في هذه المرحلة كُــلَّ المتقاعسين والمتخاذلين والسيئين والذين يستغلون اليوم وقد يظُنُّ البعضُ منهم أنه صاحبُ عبقرية سياسيّة وأنه ذكيٌّ هم في حالة استهداف، النظامُ السعودي وهو يقدمُ ما يمتلكُ من الأموال والإمكانات والثروة إلى أمريكا ويتحالف مع إسرائيل، الإماراتي كذلك، من يتجه هذا الاتّجاه، من يتجهون في الاتّجاه التكفيري، من يتحَـرّكون كأدوات تحت أي عنوان لصالح أمريكا ولصالح إسرائيل هم يدمرون أنفسَهم هم يخسرون هم يتكبدون الخسائرَ في كُــلّ الاتّجاهات، ولكن خسائر بما تعنيه الكلمة في غير محلها ونهاياتها وعواقبها سيئة عليهم، المتقاعسون والخاضعون لحالة الاستقطاب المتزايد يومًا إثر يوم هم أيضًا تسحقهم الأحداثُ وتؤثر عليهم هذه المؤثرات في الساحة وبدون أن يكونوا في الموقف المسؤول والمشرف والذي يرضي الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- والذي يفيدهم في الدنيا والآخرة.
الذين ينهضون اليوم أحرارًا وكرماءَ وشرفاءَ هم ومتحمّلون المسؤولية هم في الموقف الصحيح، إن لحق بهم شيء من العناء والتضحيات فهو في مقابل إنجازات حقيقية ومكاسب مهمة في الدنيا والآخرة كسبوا الحرية والعزة والكرامة والاستقلال وفي الآخرة رضا الله والجنة وسلموا من خزي النفاق والعمالة والخيانة وسَلِمُوا من خزي أن يكونوا أدوات تعمل لصالح أعدائهم وأن يستغلوا وأن يستعبدوا سلموا من كُــلّ هذه المخازي، شرف كبير هم فيه ومكاسبُ حقيقية حازوها وحفظوا إنْسَانيتَهم.
هذه نعمةٌ وهذا اتّجاهٌ سليمٌ وصحيحٌ بما تعنيه الكلمة، وشعبنا يتوجّـه هذا الاتّجاه ويعاديه الآخرون؛ لذلك الذين يتحَـرّكون كأدوات ويستغلون -وكما قلت- قد يظن البعض أنه عبقري ماذا يمكن أن تنظر إليهم حتى أمريكا هل ستتصور أن أمريكا تنظر إلى النظام السعودي بنظرة الاحترام؟! وكحليف وشريك محترم؟! أَو أن إسرائيل تنظر إلى النظام السعودي أَو إلى الإماراتي أَو إلى التكفيريين بذرة من الاحترام؟! أَو تحمل لهم ذرة من الاحترام؟! كلا، ما عبّر عنه ترامب بالبقرة الحلوب هي نفس الرؤية الأمريكية تجاه تلك الأطراف فيما تستغل به على المستوى الاقتصادي على المستوى الإعلامي أبواقًا ينفخ فيها الصهاينة على المستوى العسكريّ أذرعة قذرة وإجرامية وهكذا، نظرة استغلال يرون فيهم أدوات تستغل لا كرامة لها ولا احترام لها ولا اعتبار لها ولا قيمة لها، هل لمصلحة الإنْسَان أن يكون كذلك؟ ويبوء بالوزر أمام الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وزر النفاق وزر الخيانة وزر العمالة لأَعْــدَاء الأُمَّـة وزر الجرائم الكبيرة والهائلة التي تأتي نتيجة تلك المواقف والانحرافات الخاطئة لصالح أَعْــدَاء الأُمَّـة، قضية خطيرة جِــدًّا، ولاحظوا اليوم في أقرب مثل ما بعد موقف أمريكا وموقف ترامب في تبرعه بالجولان السورية العربية لإسرائيل أقصى ما يمكن أن تفعله تلك الأنْظمة أقصى ما يمكن أن تفعله إذا وصلت الأمور إلى نهاياتها بمصادرة بلد عربي وإسْـلَامي أَو جزء منه أَو مقدسات الأُمَّـة أن يجتمع زعماؤها بعد إجراءات تحضيرية مطولة وترتيبات وخطوات لا أول لها ولا آخر ليصدروا بيانًا لطيفًا يؤكّــد على أنه لا الجولان سورية، والقدس فلسطينية عربية إسْـلَامية، هذا أقصى ما بوسعهم أن يقدموه في مقابل أن يكون لبعضهم والأهم فيهم كأنْظمة خطوات عملية للتطبيع والتحالف والتعاون الفعلي والعملي مع إسرائيل وأمريكا في مشاريع وأجندة كثيرة تدمر الأُمَّـة وتعزز من الهيمنة والسيطرة الأمريكية حتى على تلك المناطق وتواجه من يتصدى فعليًا ويتصدى بشكل صحيح للخطر الأمريكي والتهديد الأمريكي والإسرائيلي من يقاوم إسرائيل بالفعل بالموقف يكون عدوا لتلك الأنْظمة تعاديه تحاربه تستهدفه بكل أشكال الاستهداف سياسيًّا وعسكريّا وأمنيا واقتصاديا وبكل الوسائل والأساليب تسعى إلى إضعافه بكل ما تستطيع، هم يعملون لإسرائيل هذه الخدمة في من يقاومها في حزب الله في لبنان وفي المقاومة في فلسطين وفي سوريا وفي بقية المنطقة العربية من يعادي إسرائيل يعادونه ويشتغلون ضده بكل شغل بكل وسيلة بكل أسلوب، ويكتفون بأقصى ما يقدمونه من موقف لإصدار بيان ملطف هل يمكن أن تراهن الأُمَّـة على أولئك؟! في حماية في نفسها وهم على هذا النحو بهذه الشاكلة بهذه الطريقة بهذه السياسة وأن هذه مُـجَـرّد إجراءات شكلية للتغطية كما اعتاد الناس منهم خلال المراحل القادمة.
ولذلك نحن معنيون ونحن نواجه هذه التحديات والأخطار وما نواجهه اليوم كشعب يمني يُحارب يُعادى وتتجه بعض الأنْظمة والكيانات التي هي أدوات تشتغل تحت إشراف أمريكا وفي مقدمتها النظام السعودي والنظام الإماراتي لاستهدافنا كشعب يمني والمحاربة لنا ونحن في العام الخامس إلا أن نعزز علينا أن نعزز هذه المبادئ وهذه القيم وهذا الوعي وأن نستفيد من هذا المشروع العظيم الذي يزيدنا تماسكا وعزما وإرادة وبصيرة ووعيا وفهما صحيحا ويوفر لنا ما نحتاج إليه من تعبئة معنوية وإيمانية ويساعدنا في الارتباط بالله أكثر وأكثر وتعزيز العلاقة بالله والثقة بالله والتوكل على الله أكثر وأكثر فيما يؤهلنا للحصول على المزيد من رعايته ومعونته ونصره، هذا الاتّجاه هو الاتّجاه الصحيح معنيون بشكل مستمر أن نحرص على أن نزداد وعياً أكثرَ فأكثرَ وعزماً أكثرَ فأكثر واستشعاراً للمسؤولية بشكل أكبر.
هذا الأثر الطيب نراه اليوم في واقعنا بشكل كبير في الساحة اليمنية وأسهم بأن نكون في العام الخامس في صمود عظيم في مواجهة هذا العدوان بالرغم من كُــلّ ما يمتلكه من إمكانات وقدرات وبكل أساليبه الوحشية والإجرامية التضليلية والقذرة.
نَسْأَلُ اللهَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أَنْ يَرْحَمَ الشهيدَ القائدَ وشهداءَنا الأبرارَ كافةً، وَأَنْ يشفيَ جرحانا ويُعَافيَ مرضانا، وَيُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَيَنْصُرَنَا بِنَصْرِهِ، إنَّهُ سَمِيْعُ الدُّعَاءِ.
وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.