جامعة صنعاء تستضيف الفعالية المركزية بحضور شعبي ورسمي وأكاديمي كبير:
المسيرة: نوح جلاس
بحضور شعبي ورسمي واسع، أقيمت، أمس الثلاثاء، في العاصمة صنعاء الفعالية المركزية لمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ.
وخلال الفعالية التي أقيمت بقاعة الشهيد البروفيسور أحمد عبدالرحمن شرف الدين بجامعة صنعاء، ألقى مفتي الديار اليمنية السيد العلامة شمس الدين شرف الدين كلمةً سلّطت الضوءَ على مسيرة الشهيد القائد حسين بدر الدين رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ، القُــرْآنية المليئة بالدروس العظيمة التي تحتاجها الأُمَّــة في مواجهة الطغيان والاستكبار.
الشهيد القائد تحَـرّك حين سكن الآخرون وروحه ثمن إخراج الأُمَّــة من واقعها السيء
وقال العلامة شمس الدين شرف الدين في كلمته، “إن الشهيد القائد سلام الله عليه تحَـرّك حين سكن الآخرون، وهتف بصوت الحق وصوت القُــرْآن حين سكت الآخرون، وقدم نفسه رخيصة في سبيل الله، من أجل إخراج الأُمَّــة من الواقع المؤلم الذي وصلت إليه”، مشيراً إلى نضال الشهيد القائد في مراحل ما قبل الحروب الظالمة على صعدة.
وأكّــد مفتي الديار اليمنية أن الشهيد القائد جهر بالحق وقدمه على حقيقته الناصعة في الوقت الذي باتت الأُمَّــة في مرحلة هي بأمسِّ الحاجة إلى الحق للعودة إلى مسارها الحقيقي الذي أراد الله ورسوله لها أن تكون، منوّهاً بأن مشروع الشهيد القائد النابع من القُــرْآن الكريم، جعله وجعل كُـلّ من يحمل هذا المشروع القُــرْآني محط استهداف قوى الظلم والطغيان والاستكبار، مشيراً إلى أن “أمريكا وإسرائيل وغيرها من قوى الاستكبار فشلت في إيقاف صوت الحق الذي هتف به السيد حسين بدرالدين الحوثي رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”.
وجدد العلامة شمس الدين التأكيدَ على أحقية موقف شعبنا اليمني العظيم في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ، بما يحمله من مشروع تجاوز كُـلّ الأطر الدنيوية، داعياً الجميع إلى مواصلة الثبات والصمود في مواجهة قوى الشر والطغيان.
الأحداث والوقائعُ شاهدةٌ على قرآنية مشروع الشهيد القائد
بدوره ألقى الأُستاذ ماجد المطري كلمةً تطرق فيها إلى حركة الشهيد القائد رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ التي لازمت القُــرْآن في كُـلّ المواقف واستلهمت من حياة الأئمة العظماء الدروس الجهادية الثورية القُــرْآنية التي جعلته ثابتاً ثبوت الجبال أمام قوى الطغيان والاستكبار.
وأكّــد المطري في كلمته أن مشروع الشهيد القائد “رفع رؤوساً كانت قد انحنت وأحيا ضمائر كانت قد ماتت”، وأعاد الأُمَّــة إلى مسارها في وقت كانت في طريقها نحو المزيد من الضلال، مُشيراً إلى أن تحَـرّك الشهيد القائد في تلك الفترة جاء بعد أن بلغ الضلال والطغيان ذروته وبلغ الخنوع والخضوع لأعداء الأُمَّــة ذروته.
ونوّه المطري بأن الأحداث والوقائع التي يعاصرها شعبنا في المرحلة الراهنة وما سبقها من السنوات الماضية شهدت على قرآنية مشروع الشهيد القائد ومصداقية ما تحدث عنه وما حذر منه وما دعا إليه، مؤكّــداً أن المشروع القُــرْآني الذي تحَـرّك به الشهيد القائد وحّد كُـلّ اليمنيين لمواجهة خطر الطغيان الأمريكي الصهيوني.
مراحلُ جهاد الشهيد القائد مدرسة للأجيال
ولفت المطري إلى أن مراحل الجهاد التي مر بها الشهيد القائد مدرسة بحد ذاتها للأجيال ونموذج حقيقي للمؤمن الحر المنطلق بصدق الإيْمَــان الراسخ والتوكل على الله تعالى، لافتاً إلى أهميّة المضي على درب الشهيد القائد ومواصلة مشواره العظيم.
من جانبه ألقى الأُستاذ طه السفياني كلمة تطرق فيها إلى مرارة اللحظات التي تكالب فيها أدوات أمريكا وإسرائيل وأتباعهم في مران لقتل الشهيد القائد وما تركه ذلك الموقف من خزي وعار على كُـلّ من شارك في ارتكاب ذلك الذنب الكبير والعظيم.
وأكّــد السفياني أن تلك الأدوات وبعد قتلها للشهيد القائد لم تتمكّن من إيقاف مشروعه القُــرْآني الذي حمله الأحرار وقدموا أنفسهم ودماءهم رخيصة في سبيل الله وإخراج الأُمَّــة من الظلمة إلى النور، مقدماً العزاء لقائد الصورة ولأقارب الشهيد القائد وكل الشعب والأمة في هذا المصاب الجلل.
الشهيد القائد نموذج الإحسان
وفي ختام الفعالية ألقى وزير الإعلام الأُستاذ ضيف الله الشامي كلمةً أشار خلالها إلى بعض مواقف الشهيد القائد رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ، والتي جسّدت الأخلاق القُــرْآنية التي كان يتمتع بها والتي تحَـرّك بها طيلة حياته.
ولفت الشامي إلى مواقف البذل والعطاء والإحسان إلى الناس التي تحَـرّك بها الشهيد القائد، استطاع من خلالها أن يجذبَ احترامَ وتقديرَ الجميع من أصدقائه وغير أصدقائه، مؤكّــداً أن الشهيد القائد “كان يرى الجميع بعين واحدة دون تمييز بين هذا أَو ذاك”.
وأكّــد الشامي في كلمته أن الشهيد القائد كان مشروعاً قرآنياً يتحَـرّك على الأرض ويصول ويجول من أجل الأُمَّــة وفي خدمة الناس وفي سبيل الله ونصرة المستضعفين.
الفعالية تخللها فقرة إنشادية قدمتها فرقة أنصار الله، تحدثت عن المظلومية والتكالب الكبير الذي واجهه الشهيد القائد خلال فترة حياته الجهادية بالكلمة، وخلال العدوان الظالم والغاشم على صعدة وعلى منطقة الشهيد القائد وأسرته تحديداً، وجسدت مناقب الشهيد القائد ومحطات من حياته ووقفات في رحاب المشروع القُــرْآني الذي أسسه الشهيد القائد وقدم روحه رخيصة في سبيله.
ذكرى الشهيد القائد محطةٌ لاستلهام الدروس
وفي تصريح خاص لصحيفة المسيرة، أكّــد الدكتور عبدالله الشامي رئيس وحدة التعليم الجامعي بالمكتب التننفيذي لأنصار الله، “أ الفعالية الخاصة بذكرى استشهاد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ تعتبر محطة هامة لاستلهام الدروس الثورية الجهادية التي سطرها في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار”.
ودعا الشامي إلى الاستفادة من مآثر الشهيد القائد وما تركه من هدي للناس، مشيراً إلى أن مشروع الشهيد القائد كان عاملاً قوياً وأساسياً بالدرجة الأولى للصمود اليماني في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على بلادنا.
بدورها قالت الدكتورة نجيبة مطهر نائب رئيس جامعة صنعاء للدراسات العليا: “إن الحديث عن الشهيد القائد هو الحديث عن المشروع الرباني الذي جاء به القُــرْآن الكريم من أجل عزة وكرامة الأُمَّــة المسلمة”، مؤكّــدةً أن المنهج القُــرْآني الذي تركه الشهيدُ القائد هدّد قوى الهيمنة والطغيان والاستكبار.
وعبرت نائب رئيس الجامعة عن اعتزاز الصرح الأكاديمي بتنظيم الفعاليات الثقافية التي تشد الأُمَّــة إلى عظمائها والى رموزها وقادتها الحقيقيين، مثمنة الدور التثقيفي الكبير الذي يقوم به الأحرار من الأكاديميين والسياسيّين والمفكرين للتغلب على آلة التضليل التي ينتهجها تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ.
بدورهم أكّــد الحاضرون أن عظمة المشروع القُــرْآني الذي أطلقه الشهيد القائد وضحى من أجله بحياته أسهم في تغيير الواقع السيء الذي وصلت إليه الأُمَّــةُ الإسْلَامية من خضوع واستكانة للطواغيت والمستكبرين، مشدّدين على ضرورة المضي على خُطَى الشهيد القائد ومشروعه القُــرْآني لمناهضة أعداء الدين والأمة والخطر الأمريكي الصهيوني.
ولفت الحاضرون إلى أن ذكرى استشهاد القائد حسين بدرالدين الحوثي هي حلقه وصل لمسيرة الشعب اليمني النضالية والتاريخية ضد الاستعمار والهيمنة والظلم والفساد والإفساد.