الكونجرس يصوّت بالأغلبية على وقف المشاركة الأمريكية في العدوان وترامب يهدد بالفيتو
المسيرة| متابعات
أصبحت مسألةُ قرار إنهاء المشاركة الأمريكية وإيقاف الدعم الأمريكي في العدوان على اليمن محلَّ جدل في سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة العام القادم، فلا تعويل على قرارات مجلسَي النواب والشيوخ الأمريكيين في إيقاف المشاركة وإنهاء الدعم المقدم لدول العدوان؛ كَوْن ذلك حبراً على ورق وقابلاً للنقض.
أعضاء الحزب الديمقراطي الأمريكي يسابقون الزمنَ قبيل الانتخابات الأمريكية من أجل كسب دعاية انتخابية على حساب دماء الشعب اليمني، ويسعى السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز للترشح للرئاسة الأمريكية عن حزبه، والذي يعد أبرز الداعين لإيقاف الدعم والمشاركة الأمريكية، وساندرز يخوض صراعاً في الانتخابات التمهيدية في حزبه ليكون مرشحاً في الرئاسة.
من هنا نجد أن كل ما يجري في أروقة المجلسَين سوى مسرحية بائسة؛ كَوْن القرار الذي صادق عليه مجلس النواب الخميس الفائت، قابلاً للإلغاء بتوقيع ترامب على ورقة تمنحه حق الفيتو لنقضة.
وكان مجلس النواب الأمريكي صوّت أمس الأول الخميس لمصلحة قرار إنهاء المشاركة والدعم للعدوان السعودي على اليمن في صفعة جديدة للرئيس دونالد ترامب.
وذكرت وكالة فرانس برس، أن مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون صوت بأغلبية 274 صوتاً مقابل 175 على النص الذي سبق أن وافق عليه مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، مشيرة إلى انضمام ما لا يقل عن 15 نائباً جمهورياً إلى زملائهم الديمقراطيين في التصويت على القرار وتحدي ترامب.
من جهته قال السيناتور المرشح للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي إلى السباق الرئاسي بيرني ساندرز: “اتخذنا اليوم موقفاً واضحاً ضد الحرب والمجاعة ولمنح الكونغرس سلطات الحرب.. وذلك من خلال تصويتنا على إنهاء اشتراكنا في الحرب في اليمن”.
بدوره، قال رئيسُ لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إليوت إنغل: “سيتعين على ترامب مواجهة حقيقة أن الكونغرس لم يعد يتجاهَلُ التزاماته الدستورية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية”.
ويمثل هذا التصويت سابقةً في الولايات المتحدة؛ لكونها المرة الأولى التي يحد فيها الكونغرس من صلاحيات الرئيس فيما يتعلق بالحروب في الخارج، بينما توقع مراقبون أن يلجأ ترامب إلى الفيتو لتخطّي هذا القرار.
وعقب التصويت على القرار، كشف البيتُ الأبيض بشكل صريح عن توجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو استخدام صلاحياته لمنع العمل بقرار الكونجرس.
وقال متحدثٌ باسم البيت الأبيض: إن ترامب سيستخدمُ الفيتو ضد قرار الكونجرس الذي اعتبره مساساً بصلاحياته في رسم السياسة الخارجية لأمريكا ويضر بعلاقاتها مع من وصفهم المتحدث بحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، في إشارة لدول العدوان.
ويعطي القانونُ الأمريكي الصلاحيةَ الكاملةَ للرئيس في نقضِ أي قرار يصدر من المجلس من خلال استخدامه قرار النقض الفيتو، وقد لوّح ترامب خلال الشهر الجاري إلى حقه في استخدام الفيتو من خلال تغريدة على موقعه الشخصي في تويتر وذلك عقب مصادقة مجلس الشيوخ على القرار والذي أحيل إلى مجلس النواب للتصويت، وفي حال استخدم ترامب الفيتو تكتمل مسرحية الحزبين من سيكسب أصوات الناخبين في الانتخابات القادمة.
يشارُ إلى أن وزيرَ الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال في وقت سابق إن بلاده ستستمر في دعم السعودية خلال عدوانها على اليمن، الأمر الذي يكشف التمسكَ الأمريكي باستمرار العدوان ودعمه والمشاركة فيه لتحقيق أهداف واشنطن من العدوان والحصار.