السل يصيب 13 ألف شخص سنوياً في اليمن ونعمل في كُــلّ المحافظات رغم استمرار العدوان والحصار
المسيرة| هاني أحمد:
أكّــد الدكتورُ عادل المداني -نائبُ مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل-، أن إحصائيات البرنامج ومنظمة الصحة العالمية تشير إلى أن عدوى السل تصيب 13 ألف شخص سنوياً في اليمن، بينما خضع 30 ألفاً من المرضى المشتبه إصابتهم بالسل للفحص خلال العام الماضي 2018، موضحاً أنه تم اكتشاف 9700 حالة إصابة مؤكَّــدة بالسل العام الماضي خضعوا جميعُهم للعلاج في وحدات مكافحة السل المنتشرة في معظم المديريات.
وقال الدكتور المداني في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن هناك أنشطة توعوية متعددة تهدفُ إلى التعريف بالمرض وأعراضه وكيفية الوقاية منه، مشيراً إلى أن البرنامج الوطني لمكافحة السل ينفّــذ حالياً حملةً توعوية لطلاب المدارس في 8 محافظات تزامناً مع مناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل وبالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية، حَيْــثُ تستهدف الحملة طلاب وطالبات حوالي 70 مدرسة في كُــلٍّ من “أمانة العاصمة، عدن، تعز، الحديدة، حجة، عمران، ذمار، إب”، مبيناً أن التوعية والتثقيف الصحي تهدف أيضاً إلى تعريف الطلاب بأعراض السل وطرق انتقاله وكيفية الوقاية منه، بالإضَـافَـة إلى طرق تشخيص المرض والعلاج.
وأشار المداني إلى أن البرنامج الوطني لمكافحة السل تمكن من الوصول إلى معظم المصابين في عموم محافظات اليمن رغم الحصار والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب العدوان الحصار، وكذلك بسبب محدودية الدعم الخارجي لأنشطة مكافحة السل، مؤكّــداً أن البرنامج واصل تقديمَ الخدمات التشخيصية والعلاجية لمرضى السل في معظم المديريات، حَيْــثُ يتم تقديم الخدمة من خلال العاملين الصحيين في مكافحة السل بجميع الوحدات الصحية في مختلف المديريات، وكنتيجة لهذه الجهود فقد نجح البرنامج في الحد من انتشار المرض والتخفيف من معاناة المرضى بتوفير الأدوية المجانية لهم في مراكز المديريات.
وكشف نائب مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل في تصريحه للصحيفة، عن تعرض مركز مكافحة السل في مدينة تعز للنهب والتخريب بشكل كامل، ما جعل حياة أكثرَ من 800 مريضٍ بالسل ممن كانوا يتلقون العلاج بالمركز في خطر، موضحاً أنه تم فتحُ وحدة مكافحة سل في مستشفى الثورة في مدينة تعز وتعمل حالياً بشكل منتظم في تأمين تقديم الخدمة للمرضى، بالإضَـافَـة إلى إعادة تنشيط وحدات مكافحة السل في معظم مديريات المحافظة منذ بداية العام 2019 بعد تنفيذ الدورات التدريبية للكادر الصحي فيها وبعد فترة توقف دامت أكثرَ من سنتين.
ولفت الدكتور المداني إلى أهمّ الصعوبات التي تواجه البرنامج وهي قلة الدعم المقدم من ألمانحين وكذلك تسرب معظم الكوادر الطبية بحثاً عن مصدر آخر للدخل بعد توقف مرتباتهم لأكثر من 3 أعوام تقريباً جراء نقل تحالف العدوان ومرتزِقته للبنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن المحتلة، موضحاً أن نشاطَ البرنامج حالياً يعتمد بشكل كلي على ما يقدمه الصندوق العالمي لمكافحة السل والإيدز والملاريا من دعم، مضيفاً أن توقف هذا الدعم سيؤدي إلى تحول المرض إلى وباء يحصد أرواح المئات من الأبرياء، خَاصَّــةً والعدوى تنتقل عبر الهواء أثناء سُعال أو عطس المصاب، خَاصَّــةً في ظل توفر عوامل انتشار المرض مثل الفقر والمجاعة وسوء التغذية.