عندما تصبح “الولّاعـة” فخراً للأجيال القادمة؟! بقلم/ شهيد عبدالله يحيى الحوثي
ستُروى أجمل الذكريات للأجيال القادمة بمُجَــرّد أن تمر بسيارتك أنت وأفراد أسرتك من أمام (جولة الولّاعة)، ويبهرُهم ذلك المنظرُ الجميلُ والماءُ يصعَدُ من على فم الوَلَّاعَـة باتّجاه الأعلى، فيتسلق ابنُك الصغير على رقبتك وأنت تقودُ السيارة ويسألُك: يا باباه لماذا نُصبت هذه الجولة بشكل وَلَّاعَـة!!؟
فتتوقف قَليلاً بسيارتك وتَسردُ لهُ صمودَ شعب يماني عظيمٍ أمام طغيانٍ سعودي مهينٍ استمر لسنوات، وَواجَهَ هذا الطغيانَ باستبسالٍ منقطع النظير وأشّد تنكيل حّل بمن جاؤوا إلى هذا البلد غزاةً.
وكانت يا بُنَي السلاحَ الفعّال والأَقْوَى الذي استخدمه المقاتلُ اليمني في مواجهة أَقْوَى ترسانة سلاح بالعالم، كان سلاحه بعد الثقة بالله وثقتهِ بنفسه هي هذه الوَلَّاعَـة التي تشاهدُها أمام ناظرَيك، حيث كان أبطالنا المجاهدون يقتحمون مواقعَ العدو وينهلون عليها بالرصاص وينقضّون بعدَها على الآليات والمدرعات التي هي فخرُ الصناعة الأمريكية فيحرقونها بوَلَّاعَـة مسنودةٍ بكرتونٍ صغير ما تلبثُ إلا أن تتصاعدَ ألسنةُ اللهبِ والدخانِ منها و”تتقارح” بقيةُ الذخائر بجوفها، ويصرخُ المجاهدون صرخاتِ الحق مُجلجلةً بالموت للمستكبرين:
الموتُ لأمريكا وإسرائيل..
مُقدمين للأمة شاهداً حياً على أنّ الاسلام لا يقبلُ الهزيمةَ وأنّ الباطل لا يستطيع أن يقفَ بقدمهِ أمام الحق وأهلهِ دقيقةً واحدة، فيشرئب عُنق ابنِك، مما سمع ويقف في دهشة مما حكيت لهُ ويصبح فخوراً جداً جداً بنفسه وأبناء جلدتهِ الذين قاموا بتأمين هذا المستقبل الرائع والأفضل له ولبقية إخوانه.
بعد ذلك وقد انتهيتَ من الحديث معه انتقلت للحديث مع زوجتك..
وهنالك ما زال الولدُ شاخصاً ببصره إلى جسم هذه الوَلَّاعَـة والصمتُ يخيِّمُ عليه وفي ذهنه سؤالٌ لا بـُـدَّ أن يطرحَه عليك ويريد أن يتخيرَ الوقتَ المناسبَ لذلك فيلتفت يمنةً ويسرة.. وإذا برجل المرور قد جاء إليك يدق على زجاج سيارتك ويقول لك: اطلع يا عم لقد سببت لنا زحمة سير؛ لأَنَّ هذا ليس المكان المناسب لتركن سيارتك فيه.
فتمشي بسيارتك من ذاك المكان متجهاً إلى وجهتك السابقة ومشوارك الأول، والولد في حيرة من أمره، إذ أنه لم يطلق سؤاله عليك، فتقول له: ما بك يا بُني صمتَّ فجأةً أَوَلستَ سعيداً معنا؟.
نعم سعيد يا أبتي لكني أريد أن أسألك سؤالاً؟
تفضل واسأل يا بني!
أبتي أين كان موقعُك؟، وما هو موقفُك؟، وماذا قدمت، وهل كنتَ أحد المجاهدين أمام العدوان الذي شن علينا؟
كلمني عنك أنت شخصياً؟!
فيا ترى ما هو جوابُك لهذا السؤال في ذلك اليوم!.