شعارُ البراءة والعدالة الإنسانية .. بقلم/ أمل المطهر
لطالما سمعنا دول الاستكبار في العالم وهي تتحدث عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل وحتى الحيوان.
في محاولة منها لإظهار وجه آخر غير ذلك الذي يخفونه ومن جانب آخر طريقة لامتصاصِ غضب وسخط الشعوب عليها.
تلك المسكنات الموضعية والمهدئات التي ظلت تحقننا بها طويلاً لم تعد تجدي نفعاً أَو توثر في الشعوب المستضعفة المستهدفة من بطشها ومكرها وقهرها.
فطوال هذه السنوات ترى الشعوب أن أحوالها تزدادُ سوءاً رغم كُــلّ تلك الشعارات الزائفة والوعود الكاذبة من أمريكا، سواءٌ أكانت وعوداً مباشرة منها أَو عن طريق الحكام العملاء الموالين لها.
رغم تلك الوعود والشعارات التي تتحدث العدالة والمساواة والحرية وغيرها من الأكاذيب لم تتحسن وضعيةُ الشعوب ولم تنتصف لهم من أي ظلم وقع عليهم، لم تعد لهم حقوقهم كُــلّ ما حدث أن أوطانهم احتُلت وثرواتهم نهبت ودماؤهم سُفكت باسم تلك الشعارات.
شعارات مجحفة بحقهم وبحق إنسانيتهم وكرامتهم؛ لأَنَّها تنطلق من فم عدوهم الأول والأخير واللدود.
وها هي تلك الشعارات تسقط ويتبين زيفها ويظهر نفاقُ مطلقيها.
بمجرد أن أطلقت صرخة البراءة من فم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي كان لذلك الشعار أهميته الكبيرة في إعادة الأمور إلى نصابها بعد أن أصبحت غير مسايرة للطبيعة والفطرة البشرية. فعندما يقع على رأسك كُــلّ ذلك الظلم والأذى وتسحق إنسانيتك وتهدر كرامتك ولا تحَـرّك ساكنا أَو تعبر عن سخطك ورفضك لهذا الامتهانِ عندها تكون قد تخليت عن حقك في العيش بكرامة وعزة.
عندما تظل تُضْرَبُ وَتُضْرَبُ وأنت تتلقى الضربات في صمت مخزٍ ولا تعرف حتى من أين تأتيك ولماذا؟!!
لذا كان شعار البراءة مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالعدالة الإنسانية التي تحفظ للإنسان نفسه من الهوان والرضوخ، فتلك الصرخة التي أطلقها الكثيرون من بعد الشهيد القائد حسين بدر الدين كانت متنفساً لهم وإطلاقاً للسخط الذي يملأ جوفهم ليعبر عن رفضهم لأن يكونوا مداسين بأقدام هذا العدو.
شعار براءة مكون من خمس أسطر..
فلنتأملها جيداً لنعرف علاقتها وارتباطها بالعدالة الإنسانية.
الله أكبر..
تكبير وتعظيم لله الواحد القاهر فوق عباده تكبيراً يسمو بالنفس البشرية بحيث لا ترى دونه كبيراً ولا ترجو سواه صغيرا حقيراً، فيجعل منك إنساناً تنتصف لنفسك ولا تركعها وتعبدها لغيره الله الأكبر.
أليس هذا السمو والتحرّر لتلك النفس يعد من العدالة الإنسانية بحقها؟
الموت لأمريكا..
الموت لإسرائيل..
عدو شيطان أكبر يدمّــر الأوطان ويحتل ويسفك الدماء وينشر الفساد والموت أينما حل، أليس من العدالة الإنسانية أن تصرخ الشعوب بموته هو يُمِيتُها ويقتلها فعلاً، أليس من العدل بحقها أن تصرخ من أعماقها بموته؛ كي يعرف أنها تتمنى مواجهته والانتصاف لنفسها ولكل تلك الدماء التي أراقها بدون وجه حق. وذلك الموقف يهز ذلك العدو من الداخل مهما حاول التظاهر بعدم المبالاة من ذلك الشعار إلا أننا نرى موافقه وتحَـرّكاته ضده وضد من يصرخون به تخبرنا بعكس ذلك تماماً.
فهو حينما يرى ذلك السخط وَإعلان الموقف منها بذلك الشكل وتلك القوة في إخراجه يجعله يحسب ألف حساب لكل تحَـرّك ضد تلك الشعوب، فأمريكا وإسرائيل تعرفان جيداً أن تناميَ ذلك السخط يولد طاقةً إيجابية اندفاعيةً نحو تحويل ذلك الموقف إلى فعل واقع ويُحيِي الأملَ بداخل النفس الإنسانية قناعةً بأن من يتخذ الموقف سيتحَـرّك نحو تطبيقه الفعلي ومن يكبت بداخله قهره وظلمه ولا يحاول الانتصاف لنفسه ولو بالتعبير عما يرفضه وينبذه لن يتحَـرّك أبداً مهما نزلت على راسه الضربات الموجعة من عدوه.
اللعنة على اليهود..
جماعة حاقدة ناقمة مجرمة معروفة بجرائمها الكثيرة ضد المسلمين وضد كُــلّ من يقف ضد مشروعهم لاحتلال العالم وتطويعه لخدمتهم، فهم غدة سرطانية خبيثة لُعِنَت من الله والملائكة والناس أجمعين، فكيف لا تذكرهم بهذا الخزي الذي هم عليه كيف لا تلعنهم وهم يلعنونك أنت ودينك ونبيك؟ أليس من العدالة الإنسانية لنفسك ولمنهجيتك التي أنت عليها؟.
أنت تلعن من لعنتهم السماء لخبثهم ومكرهم وكيدهم حينما تلعنهم فأنت تلعن كُــلّ أفعالهم وجرائمهم ضدك تلعن تكبرهم وتجبرهم تلعن انتهاكهم لكل حرماتك وتعديهم لحدود الله في أرضه.
النصر للإسْلَام..
أصرخ بها عالياً وبكل فخر واعتزاز بدينك الذي هو دين السلام والرحمة دين العدالة الإنسانية لكل البشرية بلا استثناء.
في كُــلّ ساحة ومنبر ومترس فلن تنتصرَ وتنصفَ لإنسانيتك وتحقّــق العدالة التي تضمن لك العيش الكريم إلا بانتصار هذا الدين دين الإسْلَام المحمدي بمنهجيته القويمة السمحة بتلك الكلمات وبذلك الشعار أصبح الكثير من شعوب العالم الإسْلَامي يُخرِجون سخطهم ويعبّرون عن رفضهم لهيمنة عدوهم ويصرخون بقوة الحق الكامن في صدورهم ليحقّــقوا بذلك العدالةَ الإنسانية بكل معانيها، وذلك ما توقع حدوثَه الشهيدُ القائد حينما قال: (اصرخوا وستجدون من يصرخ معكم في أماكن أُخْــرَى).
فهو كان يعلم أن ذلك الشعارَ يحرِّكُ الغريزةَ الإنسانية والفطرة في الدفع عن النفس والانتصاف لها من أي انتهاك وأذى.