العدوان يستبيحُ دماءَ أطفال المدارس
تقرير| هاني أحمد علي:
في اللحظاتِ التي كان يهمُّ فيها الطلابُ والطالبات في منطقة سعوان بأمانة العاصمة لمغادرة فصولهم بعد انتهاء يومهم الدراسي أثناء الظهيرة، كانت طائراتُ العدوان السعوديّ تتجول في الأثناء محلقةً فوق رؤوسهم؛ لارتكاب جريمة جديدة بشعة بحق أطفال اليمن مع سبق الإصرار والترصد، راح ضحيتها ما يقارب 100 طالب وطالبة ما بين شهيد وجريح.
وتكراراً لسيناريو القتل والإجرام، استهدف الطيران الأمريكي السعوديّ، ظهر أمْس الأحد، طلاب أربع مدارس حكومية وأهلية تقع في نطاق مديرية شعوب بمنطقة سعوان أمانة العاصمة وهي مدرسة الشهيد محمد حسين الراعي، ومدرسة الأقصى، ومدرسة الأحقاف، ومدرسة نجوم اليمن، سقط خلالها 13 شهيداً من الطلاب والطالبات، أغلبهم من طالبات مدرسة الراعي، بالإضافة إلى سقوط أكثر من 87 جريحاً حالةُ أغلبهم حرجة.
من جانبه، قال عبدُالله علي النعمي -وكيل وزارة التربية والتعليم-: إن جريمة العدوان، أمس الأحد، تأتي في إطار الاستهداف الممنهج للعملية التعليمية باليمن، ودليلاً كَبيراً على النية المبيّتة لدى تحالف العدوان السعوديّ الأمريكي لقتل المزيد من أبناء الشعب اليمني، لا سيما الأطفال، مبيّناً أن هذه الجريمة البشعة وغيرها من الجرائم لن تسقط بالتقادم وأن الدم اليمني ليس رخيصاً وعلى الأمريكي وأدواته القذرة أن تدرك ذلك.
وأشار الوكيل النعمي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، إلى أن طيران العدوان السعوديّ الأمريكي استهدف حيا سكنيا مكتظا بالمواطنين في منطقة سعوان وتحيط به أربع مدارس حكومية وأهلية، حيث وقع القصفُ أثناء خروج الطلاب والطالبات من تلك المدارس إلى منازلهم، ما أَدَّى إلى استشهاد 13 طالبة وطالباً واحداً، أغلبُهم من طالبات مدرسة الشهيد الراعي للبنات، وكذا إصابة نحو 90 من طلاب وطالبات مدارس الراعي والأحقاف والأقصى ونجوم اليمن، حالاتُ بعضهم خطرة، كما أن عدد الشهداء مرشَّحٌ للارتفاع.
وأوضح وكيلُ وزارة التربية والتعليم أن الجريمة كان لها أثرٌ مأساويٌّ ومؤلمٌ في نفوس الطلاب والطالبات والمعلمين والأهالي الساكنين بجوار تلك المدارس جراء الهلع والخوف والفزع الكبير الذي خلفته تلك الغارات الإجرامية، مستهدفةً الأطفال الأبرياء.
جرحى يكشفون الواقعة
وحول الجريمة، قال والد الطالبة ملحة حسن -إحدى الجريحات جراء قصف العدوان-: إن طيران العدوان قام ظهر، أمس بشن غارة قرب مدرسة الشهيد محمد حسين الراعي – التي تدرس فيها ابنته- ما تسبّب في وفاة عدد من الطالبات وإثارة الهلع والفزع بصفوف المعلمات والطالبات والأهالي المجاورين للمدرسة.
وأكّـــد والدُ الطالبة المصابة في تصريح خاص لـ “المسيرة”، عدمَ سكوت أولياء الأمور على هكذا جرائمَ تودي بحياة فلذت أكبادهم الأبرياء، وأنهم سيقاتلون؛ دفاعاً عن وطنهم وأنفسهم حتى آخر نفَس.
ويضيفُ أحدُ طلاب المدارس المستهدفة في جريمة، أمس، بمنطقة سعوان، أنهم وأثناء ما كانوا يدرُسون داخل فصولهم سمعوا تحليقَ الطيران، وبعدها شن الغارة الأولى، ما سبّب هلعاً وفزعاً كبيرَين داخل الفصول، فما إن عاود الطيران شن الغارتين الثانية والثالثة حتى تسببت في استشهاد الطلاب أثناء مغادرتهم المدرسة؛ خوفاً من القصف.
أما إحدى المصابات وهي طالبات مدرسة الشهيد محمد حسين الراعي الصف التاسع، فأوضحت أنهم كانوا داخلَ الفصل يدرسون حصة القرآن الكريم، وفجأة سمعوا الضربة الأولى التي دفعت الطالبات للصراخ والخوف ومحاولة الهرب إلى خارج المدرسة قبل أن تباغتهم الغارتان الثانية والثالثة، مضيفة: ضربونا وخوّفونا، حرام عليهم، الله لا سامحهم.
العدوان يحتفي باليوم العالمي للصحة على طريقته
إلى ذلك، أكّـــد الدكتور يوسف الحاضري -الناطق الرسمي لوزارة الصحة العامة والسكان- أن ارتكاب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، أمس الأحد، 7 إبريل2019 جريمة بشعة باستهدافه عدداً من مدارس ومنازل المواطنين في منطقة سعوان مديرية شعوب بأمانة العاصمة قبيل الظهر والطلاب يتأهبون للخروج من المدرسة، ما أَدَّى ذلك إلى استشهاد 11 طالباً وطالبة وإصابة 39 طالبة، وإصابة مواطنين كانوا بالقرب من الجريمة تم إسعافُهم إلى مستشفيات العاصمة، عوضاً عن الهلع والخوف الذي أصيب به آلاف الطلاب والطالبات والمواطنين والذي انعكاساته النفسية أشد من الجسدية، مما سيؤدي لظهور عدد من الأمراض كالسكري والكبّــد والضغط وغيرها.
وقال ناطق وزارة الصحة في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن هذه الجريمةَ تضافُ إلى جرائم الحرب السابقة التي ارتكبها العدوان باستهدافه المباشر للآمنين وطلاب المدارس في عموم محافظات الجمهورية، مبيناً أن قصف الطيران تسبب أيضاً بتدمير عشرات المنازل المجاورة لمدرسة الشهيد الراعي للبنات في سعوان وإصابة عدد من النساء.
وأضاف الدكتور الحاضري في تصريحه: في يوم الصحة العالمية الموافق 7 إبريل والذي يحمل شعار (الصحة للجميع) يحتفي تحالفُ العدوان بطريقته المعروفة عبر أشلاء ودماء الأطفال والنساء في اليمن، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته الإنْسَانية والأَخْــلَاقية تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم إبادة وحصار ظالم.
بدوره، أدان العميد يحيى سريع -الناطق الرسمي للقُــوَّات المسلحة-، الجريمة البشعة التي ارتكبها طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، أمس الأحد، من خلال استهدافه مناطقَ سكنيةً آهلة بالسكان في منطقة سعوان مديرية شعوب أمانة العاصمة.
وأكّـــد العميد سريع في بيان نشره، أمس، على صفحته بـ “فيسبوك” أن الجريمة استهدفت بشكل مباشر العديدَ من المدارس في المنطقة، ما أَدَّى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الطلاب والطالبات، بالإضافة إلى إثارة الهلع والخوف في نفوس المواطنين المجاورين للمدارس.
ووجّه ناطقُ القُــوَّات المسلحة رسالةَ تحذير شديدة اللهجة لقوى العدوان بأن مثلَ هذه الجرائم لن تمُرَّ دون رد.
علماءُ اليمن تدعو إلى النفير
وفي إطار التنديدات الحكومية والرسمية والشعبيّة بالجريمة، أكّـــدت رابطة علماء اليمن أن تصعيد تحالف العدوان لجرائمه واستهدافه للأحياء السكنية يعكس مدى التمادي والاستهانة بدماء اليمنيين، مبينةً أن المجتمع الدولي يشارك تحالف العدوان جرائمه في اليمن بصمته المخزي طيلة 4 سنوات.
وأوضحت رابطة علماء اليمن في بيان، أمس الأحد، أن التحشيد والنفير ورفد الجبهات بالرجال بات ضرورةً ملحة لمواجهة قتَلَة الأطفال والنساء والأخذ بالثأر، مضيفة بأنه لا تعويلَ ولا أمل في الأمم المتحدة التي لم تحَـرّك ساكناً ولم تتخذ موقفاً إنْسَانياً لائقاً بدورها ومهمتها، لافتةً إلى أن الأمم المتحدة جعلت من المأساة اليمنية فرصةً للمزايدة والمتاجرة بدماء شعب يُستهدَفُ بالحصار والقصف والأوبئة.