مركز الدراسات السياسيّة والاستراتيجية اليمني يحيي الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
المسيرة | محمد حتروش
نظّم مركَــزُ الدراسات السياسيّة والاستراتيجية اليمني، بصنعاء، أمس الأحد، ندوةً بعنوان “في ذكرى الشهيد القائد.. المسيرة القُــرْآنية معالم هداية ومشروع نهضة وتجليات صمود”؛ وذلك إحْيَاءً للذكرى السنوية للشهيد القائد.
وتناولت الندوة التي حضرها رئيس مجلس التلاحم القبلي ضيف الله رسام ومستشار رئيس الجمهورية عَبدالعزيز الترب عدةَ جوانبَ من شخصية الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، حَـيْـثُ تحدث الدكتور أحمد الشامي خلال المحور الأول من محاور الندوة عن شخصية الشهيد وثقته بالله، مُشيراً إلى بعض المواقف المشرفة للشهيد القائد التي تجسد ثقته بالله أثناء محاصرته في جرف سلمان من قبل النظام في الحرب الأولى، مضيفاً: “الشهيد القائد آمن بالمشروع القُــرْآني وانطلق به واستشهد من أجله”.
وقال الشامي: “الخطوة الأولى للمشروع القُــرْآني، هي كسر الهيمنة الثقافية؛ لأَنَّه كان يعتقد أن كُــلّ الهيمنات هي امتدادٌ للهيمنة الثقافية، مستدلاً بما عمله الأنبياء والصالحون ابتداءً بنبي الله آدم، وُصُولاً إلى نبي الله محمد خاتم الأنبياء والمرسلين حينما بدأوا دعوتَهم بكسر الهيمنة الصنَمية”، وبيّن أن الشهيد القائد بدأ بكسر الهيمنة الثقافية بشعار الصرخة.
وأوضح الأساليب التي استخدمها الكيان الصهيوني في احتلال اليمن منذ عام 2001م ابتداء من زج الجيش اليمني ضمن تفكيك الاتّحاد السوفيتي، مروراً بإنشاء حروب الانفصال، وُصُولاً إلى هيكلة الجيش اليمني، اختتاماً بالعدوان الذي كان إعلانه من واشنطن، مؤكّـــداً أن قُــوَّة الجيش وصمودها وصناعتها العسكريّة التي هي عليه اليوم، والإنجازات الأمنية الرائعة، تعود بعد فضل الله إلى المشروع القُــرْآني.
وأضاف الشامي: “الشهيد القائد انطلق من النص القُــرْآني الكريم كمنطلق ورؤية” مردفاً بالقول: “النقطة الثانية هي الهُـويَّة الجامعة، حَـيْـثُ رفض الرؤية الضيّقة، ودعا إلى الهُـويَّة الجامعة دون أن يلغيَ التركيب الطبيعي الاجتماعي للشعوب”.
وأكّـــد الشامي أن الشهيد القائد نظر للبُعد الحضاري المتجسِّد في الدور العبادي للإنْسَان وهو ما لم يتطرق إليه أيُّ عالم من علماء المسلمين، مضيفاً: “الدور العبادي للإنْسَان هو علاقته بالطبيعة بمعنى الاختراع والاكتشاف ليس من باب الحاجة أُمّ الاختراع بل من باب العبادة”.
وفي ذات السياق، تطرق القاضي عَبدالوهاب المحبشي -رئيس الدائرة الحقوقية لأنصار الله- في المحور الثاني من محاور الندوة إلى المقارنة بين المشروع القُــرْآني وبين غيره من المشاريع، حَـيْـثُ قال: “الشهيُد القائد شخّص المشكلةَ قبل الانطلاقة في المشروع، حَـيْـثُ أنه قال بأن الأُمَّــة الإسْلَامية تعاني ثقافاتٍ تراكمية أوصلتها لما هي فيه”.
وأضاف ” أي مدرسة تدعي الكمال الثقافي وانها لم تخترق وَلم ترتكب اخطاء ثقافية قاتلة، فانه لابد أن تكون ارقى مدرسة إسْلَامية ولابد أن ينعكس عملها على الواقع الميداني” وأوْضَحَ أن “خضوع الأُمَّــة الإسْلَامية لهيمنة اليهود والنصارى معاناه اننا نعاني من تراكمات ثقافية ”
وقال المحبشي: إن الشهيد كان يحرص على العودة الجادة إلى القُــرْآن الكريم وعرض مختلف الأفكار والسلوكيات والتصرفات على القُــرْآن الكريم، مؤكّـــداً أن الشهيد القائد انطلق بالمشروع القُــرْآني وفق الديمقراطية التي تدّعيها الأمم المتحدة وأن النظام لم يجد أي مبرّر في محاربة الشهيد القائد وأنصار الله طوال الحروب الست.
بدورها، تحدثت هناء العلوي -عضو المكتب السياسيّ لأنصار الله- في المحور الأخير من محاور الندوة عن الجانب التنموي الذي ركّز عليه الشهيد القائد ضمن مشروعه القُــرْآني، حَـيْـثُ قالت: “إن الشهيد القائد جعل الدين هو أساسَ الدولة”.
وأشارت إلى كلام الشهيد القائد حول الفساد التي تعيشه الأُمَّــة الإسْلَامية وأثره في انتقاص البركات وتقلص الخيرات، مشيرة إلى الملازم التي تتحدث عن النهوض والتنمية كملزمة نعم الله وملزمة عظمة الله سبحانه وتعالى، وأن نهوضنا في جميع المجالات مرهون بعودتنا إلى الله.
وبيّنت أن المجتمعَ كُــلّ ما اتجه إلى العولمة كلما ابتعد عن الاكتفاء الذاتي، وهو ما جعل الأُمَّــة الإسْلَامية لا تستطيع النهوضَ بذاتها والوقوف على قدَمَيها.