دمُك يا حُسين ثورةٌ وقِيم .. بقلم/ مطهر يحيى شرف الدين
في ظلامٍ موحشٍ يفتقدُ إلى النور، هيّأ اللهُ أسبابَ الضياء والشروق وفي طغيان يسود وظلمٍ يُبيد أنزل الله عدالته في رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمن رحم المعاناة والمظلومية والاستكانة التي واجهت استبداداً وطغياناً واستكباراً ولد الأمل والتفاؤل بشعوبٍ حرة وأرضٍ مستقلة تسودها العزة والكرامة.
فمن منا كان يحيي أمة ويبعثُ الفكر نورانية متقدة ويدير مدرسةً مشتعلة بالإيمان وهّاجةً بالقيم والمُثل؟!، من منا كان سيحملُ المشروعَ وَالقضية ويقدم الثقافة القرآنية ويرسخ المفاهيم الصائبة؟، من منا كان يتحدى ويواجه ويقاوم ويجاهد محور الشر والنفاق ويرفع كلمة الحق عالية لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى؟، من منا كان سيخرج إلى الميدان وفي الساحات وعلى المنصات وفي المساجد والمدارس ليُفقه ويُعلم ويوصل هدي الله إلى الناس؟!.
من منا كان سيسلك التوجهات الدينية الصادقة المخلصة لله ولرسوله؟، من منا كان سيواجه الطغيانَ ويفضح الدين المزيف في زمن الخنوع والذل والهوان وفي زمن المصالح الدولية المتبادلة؟، من منا سيحدد موقفا شجاعا من سياسة البطش والتسلط العالمي ويصرخ في وجه أعداء الله ورسوله والمؤمنين ويعلنها حرباً ضد الفساد والظلم والاستكبار في زمن الوصاية والتبعية للطاغوت والعبودية والارتهان للمال المدنس، من منا كان يجرؤ ويتكلم ضد المداهنين والمتماهين مع الباطل المبتعدين عن الحق الذين تركوا دين الله ورائهم واتخذوا اللهو واللعب والاستبداد وسيلة وغاية في حياتهم؟!
من منا كان يقرأ ويتمعن ويغوص ويتعمق في آيات الله ويدرك فعلاً ماذا يريد الله منا أن نفعل وما يريد منا أن نترك حباً فينا ووداً لنا وعشقاً للمبادئ العظيمة والقيم النبيلة؟!، من منا كان سيضحّي ويبذل ويعطي ويصدق ويوفي العهود ويطبق أحكام الله تعالى وينفذ توجيهاته ويعمل كما عمل أنبياء الله ورسله وأئمة المسلمين في تحمل المسؤولية الدينية والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف على الاختلالات والفساد في السياسة الاقتصادية للدولة؟!
من منا كان سيدفعُ أمراً كان شره مستطيراً ويوضح مسائلَ كانت شائكة واللبس فيها بيّن فجاء وفسّر وعلّم وقوّم المعوج وأنار الدربَ وصوّب الأخطاء والتفت حوله يواقيتٌ يانعة ودررٌ ناصعة نشأت على الصلاح والاستقامة وبُني في دمائها حب الانتماء للأرض والغيرة والحمية لدين الله وللأرض وللعرض والانتصار للضعيف والمظلوم؟!
من منا كان يقلقُ على مصير الأمة الإسلامية والعربية من أخطار محدقة ومن مؤامرات تحاك ومن مخططات ترسم ومن أطماع غربية صهيونية ومن ثقافات مغلوطة ومن عقائدَ باطلة ومن حرب صليبية ومن أدوات أمريكية مفضوحة ومن عملاء لا يهمهم سوى كسب ودّ الأمريكي والبريطاني والفرنسي والإسرائيلي؟!
من منا كان سيقفُ شامخاً أَنِفاً قوياً شجاعاً معلِّماً حكيماً يضيءُ للأجيال طريقَهم والنهج الذي ينبغي أن يسلكه الكبير والصغير المتعلم وغير المتعلم طريق النجاة وطريق عزة الشعوب وكرامتهم وسيادتهم واستقلالهم والنأي بها عن الأباطيل وأسطورة القوى الدولية التي لا تهزم؟!
من منا فيه صلابةُ الموقف وعظيم المبدأ وقوة في الحُجَّة وثورة في دمه وقيمٌ عظيمة في صدره وغيرة وحمية على أرضه وعرضه وسماحة ولين في تعامله وكرمٌ وسخاء في عطائه وبذله وشيمٌ وإخلاصٌ في توجهاته وتحركاته الصادقة المخلصة لمبادئ الإسلام العظيمة؟!
من منا فريدٌ متميزٌ في هذا العالم يقول لا للطاغوت الأكبر شيطان هذه الأرض أمريكا ويقول في آخر لحظة من حياته وهو يرى الشهادة أمام عينيه فوزاً عظيما اللهم ثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا؟!.
سلام الله عليك يا سيدي الشهيد حسين بدر الدين الحوثي يا مَن حملت المشروعَ القرآني النهضوي التحرّري الذي شعرَت بخطورته دول الاستكبار والطغيان وقامت الدنيا ولم تقعد بحروبٍ كربلائية جعلت من دمه ثورةٌ وانتصاراً على الآلة الحربية والإعلامية المجرمة.
ثورةٌ من القيم والمُثُل والمبادئ العظيمة التي واجهت التيه والضلالَ والانبطاح، ثورةٌ تبتلعُ البُغاة وترفُضُ الذلَّ والانصياعَ لجبابرة الأرض وطواغيتها.
فسلام الله عليك يا سيدي، وهنيئاً لك نيل شرف الشهادة على جبال مران الشامخة الأبية وفي جرف سلمان الحزين، فسيدون التأريخ في أنصع صفحاته بصماتك المشرقة والمحفورة على تلك المرتفعات والجبال التي أشعلت في صدورنا ثورة وفي دمائنا غيرةً وحمية.