مؤتمر صحفي مشترك لوزارتي الصحة والتربية للوقوف عند مجزرة سعوان
المسيرة | محمد حتروش
أعلنت وزارةُ الصحة العامة والسكان، أمس الاثنين، في مؤتمرٍ صحفي، أن ضحايا استهداف العدوان لمدرسة وحي سكني بسعوان بلغ 109 شهداء وجرحى معظمُهم طلاب.
وحسب إحصاءات وزارة الصحة، فقد بلغ عددُ الشهداء 14 شهيداً منهم 13 طفلاً، فيما بلغ عدد الجرحى 95 منهم 43 طفلاً و22 امرأةً.
وفي المؤتمر الذي أقيم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وأمانة العاصمة، أكّـــد وزيرُ الصحة الدكتور طه المتوكل، أن مستشفياتِ العاصمة لم تتسع للضحايا مجزرة سعوان؛ نظراً لكبر العدد وأن الضحايا وزعوا بمختلف المستشفيات الحكومية والخاصة، معزياً أسر الضحايا الذين سقطوا إثر تلك الجريمة.
وقال المتوكل: “الجريمةُ جاءت بالتزامن مع إحياء اليوم العالمي للصحة، وأن العالمَ احتفل باليوم العالمي للصحة ورفعوا شعار (الصحة حقٌّ للجميع)، بينما دولُ العار على رأسها السعودية والإمارات وبإرادة أمريكية رفعوا شعار القتل لجميع اليمنيين، مُضيفاً: تواصلنا مع المنظمات الطبية في البلد، تواصلنا مع منسقة الشئون الإنسانية، نسقنا مع الصحة العالمية ومع مكتب حقوق الإنسان؛ للنزول إلى مسرح الجريمة والتغطية ومعرفة الضحايا.
وطالب المتوكل المنظماتِ الطبيةَ التي تعملُ في البلد بالنزول إلى المستشفيات والاطلاع على ثلاجة الموتى ليعرفوا حجمَ الجريمة البشعة، مؤكّـــداً أن معظمَ الضحايا أطفال يتراوح أعمارهم ما بين السادسة والسابعة إلى سن الثانية عشرة ولم يكن بين الشهداء سوى واحدٍ كبيرٍ بلغ من العمر (38) عَـاماً.
وقال المتوكل: “في اليوم العالمي الصحي أرادوا قتْلَ أكبرَ عدد من اليمنيين، سواء من قبل الطائرات القتل المباشر أَو بطريقة أخرى”، مؤكّـــداً أن الشعبَ اليمني يعاني من الأوبئة التي يلقيها العدوانُ على الشعب اليمني.
وحمّل المتوكلُ الأممَ المتحدة ومبعوثَها الخاص إلى اليمن مسئوليةَ تمادي تحالف العدوان في ارتكاب المجازر بحق الشعب اليمني جرّاء الصمت عن الجرائم السابقة، داعياً القطاعَ الصحي في العالم وأحراره إلى إدانة هذه المجزرة وعدم السكوت عن ما يتعرض له الشعبُ اليمني من جرائمَ وممارسة الضغوط لإيقاف العدوان.
وتطرق المتوكل إلى أن معظم الأجهزة والمعدات قد خرجت عن عمرها الافتراضي، وأن الأجهزة التي انتهى عمرُها الافتراضي بلغت نسبتها (97)%، مُضيفاً: “نحن في القطاع الصحي المتعب والمثخن بآلاف الجرحى وآلاف الشهداء وبالأجهزة التي تكاد ينتهي عمرُها الافتراضي.
وفي ذات السياق، أشار وزيرُ التربية والتعليم، يحيى الحوثي، إلى مكان وزمان الجريمة، قائلاً: “يوم أمس الأحد 7 إبريل في الساعة 11:30 قام تحالفُ العدوان بشن غارة على الأحياء السكنية في سعوان، على مدارس أهلية وحكومية لا ذنب لهم كما قال الله تعالى (بأي ذنب قُتلت) أسفرت عن(109) ضحايا ما بين شهيد وجريح.
وأضاف: “استشهدت (14) طالبة بينهم واحد بالغ، الجرحى (95) منهم (43) أطفال و(22) نساء و(30) رجلاً.. هذه الإحصائية مؤكّـــدةٌ من وزارة الصحة، ناهيك عن الأضرار المادية في الأحياء المجاورة، وأوضح أن منظمة الطفولة تكفلت بمعالجة الجرحى”.
بدوره، استنكر وزير الدولة أحمد القنع، جريمةَ العدوان في استهداف مدرسة بحي سكني بسعوان، مُعتبراً هذا الاستهدافَ جريمةَ حرب تضافُ إلى سلسلة جرائم الإبادة الوحشية التي يمعن العدوان في ارتكابها بحق أبناء الشعب اليمني، لافتاً إلى دور الإعلام في كشف جرائم العدوان وفضح مؤامراته ومخطّطاته التي تستهدف النيلَ من أمن اليمن واستقراره.
فيما أكّـــد أمينُ العاصمة، حمود عباد، أن العدوان يحاولُ استئصالَ أبناء البلد بلا استثناء، مشيراً إلى أنه استعمل خلال عدوانه مختلفَ الجرائم المروّعة والمعارِضة للحقوق والدساتير المتعارَف عليها في بلدان العالم.
وتطرق إلى أن الشعبَ اليمني قادرٌ على مواصلة الصمود أمام التحالف العالمي ورغم جرائمه، مبينًا استعدادَ اليمنيين إلى السلام المشرِّف، مؤكّـــداً أن العدوانَ يسعى من خلال عدوانه إلى استئصال طموح وآمال الشعب اليمني في نيل حريته واستقلاله.
ودعا مختلفَ القوى السياسية وكافة أبناء الشعب اليمني إلى توحيد الكلمة والصف وتوجيه بوصلة العداء باتجاه العدوان الذي يستهدفُ الجميعَ بلا استثناء، مُضيفاً: “أتساءل ماذا تبقى للمحايدين بعدَ كُلّ هذه الجرائم التي تطالُ البُنية التحتية وتقتُلُ أبناءَ الشعب اليمني؟، أية قيمة أَخْــلَاقية وأي مسوغ أَخْــلَاقي يبرِّرُ لهم ما يقومون به؟”.
وشجب عباد بشدة، الصمتَ العالمي والتخاذل الأممي أمام الجرائم المرتكَبة بحق الشعب اليمني، مُضيفاً: “الصمت العالمي مغموسٌ بالرشوة على حساب دماء وأشلاء اليمنيين”.
وفي الوقت ذاته، استنكر طلاب وطالبات المدارس، الجريمة البشعة التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق طلاب مدرسة الراعي والتي راح ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى، مؤكّـــدين أن استهداف المدارس يدل على دناءة وحقارة العدوان السعودي الأمريكي.
وأكّـــد البيان الصادر عن الطلاب، مواصلةَ العملية التعليمية وصمودهم بجبهة التعليم، مضيفاً: “مهما تمادى العدوان في سفك دمائنا وتدمير مدارسنا سنواصل دراستنا وبناء بلدنا”.
إلى ذلك، أشاد عصام العابد بالصمود الأسطوري من قبل التربويين ودورهم البارز في إكمال العملية التعليمية وإفشال مخطّطات العدوان في تعطيل الدارسة، مؤكّـــداً أن أشلاء وجروح الأطفال والمدنيين تمثل جسراً للوصول إلى الانتصار والتغلب على قوى الإجرام العالمي.
واختُتم المؤتمرُ بكلمة لمديرة مدرسة الأحقاف أشارت خلالها إلى واقعة جريمة العدوان بحق مدرسة الراعي وكيف حصل الرعب في قلوب الطلاب والترويع في أنفسهم، مضيفة: “المدرسات قُمْن بإخلاء المدارس من الطالبات وأيضاً بالمشاركة مع فرق الإسعاف في إنقاذ الضحايا.