استنكار واسع لموقف الأمم المتحدة المضلل تجاه قصف العدوان لمدرسة البنات بسعوان
المسيرة: إبراهيم السراجي
على الرغم من الانتقادات الداخلية والخارجية التي طالت الأممَ المتحدة على خلفية مواقفها السلبية من الجرائم التي ارتكبها تحالفُ العدوان بحق الأطفال والنساء في اليمن على مدى أكثرَ من أربعة أعوام، إلا أن تلك المواقفَ التي كانت تقفُ عند الحد الأدنى تدهورت بشكل كبير أثار استغرابَ واستنكار المكونات السياسية والعلمائية والاجتماعية والشعبية بعد الموقف المتواطئ لهذه المنظمة الدولية تجاه جريمة العدوان التي وقعت، أمس الأول، بالعاصمة صنعاءَ والتي أدّت لسقوط 109 شهداء وجرحى جُلُّهم من طالبات المدارس بحي سعوان.
وتجاهلت الأمم المتحدة والمنظمات التابعة له العاملة في اليمن اعترافَ وسائل الإعلام الرسمية لدول العدوان التي أعلنت خبر الغارات الجوية على منطقة سعوان وسط الأحياء السكنية في وقت الظهيرة، موقعة تلك الخسائر البشرية الهائلة، حَيْــثُ اكتفت الأمم المتحدة ببيان يشير إلى قلقها مما حدث، غير أن الأخطر من ذلك أن البيان وصف عملية القصف الجوي بـ “التفجير” مما أتاح لتحالف العدوان ووسائل إعلامه تمييع الجريمة بشكل أثار الكثير من التساؤلات الشعبية حول تدهور موقف الأمم المتحدة من الموقف السلبي إلى الموقف المتواطئ.
ولم تكتف الأمم المتحدة بتجاهل الإعلان الصريح من قبل إعلام العدوان الذي اعترف بشن عدة غارات على حي سعوان، بل تجاهلت أيضاً مقاطع الفيديو التي وثّقها المواطنون ونُشِرت على نطاق واسع في مواقع التواصل ووسائل الإعلام المختلفة التي تُظهِرُ بوضوح لحظةَ وقوع الغارات الجوية التي شنها طيران العدوان على حي سعوان بالقرب من إحدى مدارس البنات التي تعرضت لأضرارٍ كبيرة وسقطت عدة شهيدات من الطالبات المنتميات للمدرسة.
كذلك قامت منظمات الأمم المتحدة العاملة في صنعاء بتمييع الجريمة من خلال بيانات تعبر عن الأسف لسقوط ضحايا دون أية إشارة للجناة المتمثلين بدول العدوان، داعية الأطرافَ المختلفة إلى ضبط النفس، رغم أن العاصمة لا تشهد معاركَ بين أطراف بل تتعرضُ لغارات جوية من قبل العدوان، كما ورد في بيان منسقة الشؤون الإنسانية ليز غراندي التي يرى مراقبون أنها انصاعت لتهديداتِ دول العدوان وحكومة المرتزِقة بعد تعرضها خلال الفترة الماضية لحملات إعلامية وتهديدٍ بعدم السماح لها بمواصلة العمل والمطالبة بتغييرها، حَيْــثُ أشار المراقبون إلى أن موقفَ غراندي تجاه مجزرة العدوان بحق طالبات المدرسة في سعوان جاء بعد أسابيعَ من توقّف الحملة الإعلامية والسياسية ضدها من قبل دول العدوان وحكومة المرتزِقة.
من جانب آخر، عبّر الناشطون اليمنيون والعرب عن استنكارهم للموقف المخزي من قبل الأمم المتحدة، حَيْــثُ علّقوا بآرائهم على موقع الأمم المتحدة الرسمي الإلكتروني الذي نشر البيان وكذلك فعل الناشطون في ردودهم على الخبر عبر صفحات الأمم المتحدة في مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن الأممَ المتحدة قدمت نفسَها كشريك للعدوان في جرائمه وتلعب دوراً خطيراً في محو آثار الجرائم التي يرتكبها كما فعلت في جريمة قصف طالبات المدرسة بسعوان.