دماءُ الزاكيات الطاهرات.. لن تذهبَ هدراً .. بقلم/ محمد عبدالمؤمن الشامي
منذ اللحظات الأولى شنت طائراتُ دول العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي غاراته الجوية على العاصمة صنعاء وأعلنت السعوديّةُ من واشنطن بـــِدْءَها العدوانَ على اليمن تحت مسمّى عاصفة الحزم بتأريخ 25 آذار/ مارس 2015م، ومنذ اللحظات الأولى للعدوان عمد إلى استهداف المدنيين والمستشفيات والمسعفين والمدارس والأسواق والمساجد والطرق العامة والجسور وشبكات الاتصالات ومحطات الكهرباء والمعالم الأثرية والممتلكات العامة وكل مقدرات الشعب اليمن، عدوان وحصار شامل برا وبحرا وجوا، ولم تقتصر هذا العدوان على ذلك فحسب، بل طال المقابر قتلٌ وتدميرٌ مستمرٌّ، طال البشر والشجر والطير والحجر، على مرأى ومسمع المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والعربية والإسلامية، على مرأى ومسمع كل العالم أجمع دون أن يحرّك ساكناً لمشاهِد أبشع الجرائم والمجازر الوحشية التي ارتكبتها دولُ العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي بحق المواطنين اليمنيين، غيرَ آبهة بحجم الدماء وَالدمار الذي تسببت به في صفوف المدنيين بمختلف المحافظات.
أن تقومَ طائراتُ العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي بقصف مدرسة الشهيد الراعي للبنات بحي سعوان بالعاصمة صنعاء، ما أدى إلى استشهاد 13 طالبة وَجرح قرابة الـ120 أُخريات في حصيلة غير نهائية، فهذا يدُلُّ أنه لم يبقَ في أجندتها أو في بنك معلوماتها شيء حتى تقصفه، فقد قتلت الإنسان والطير ودمّرت الشجر والحجر وحتى الهواء.
إن استمرارَ العدوان ما هو إلا دليلٌ على العجز والفشل والانحطاط الذي وصلت إليه قيادة هذه الدول.. التي تعتقد أن استمرار ضربات طيرانها العشوائي قد يصنع لها نصراً مفاجئاً للخروج بماء الوجه من هذا المأزق.. وهذا مستحيلٌ بالطبع؛ لذلك فهذه الدماء دماء الزاكيات الطاهرات ليست رخيصة، وَلن تذهب هدراً.
فصمود شعب الإيمان في وجه العدوان أمام صمت العالم على مدى أربع أعوام متتالية في المواجهة هو بحدِّ ذاته صفعة قوية للعدوان وضربة قاتلة لهم ورسالة قوية للعالم تعكسُ مدى عظمة شعب الايمان ومدى صموده الذي لن يُقهر، صمود يمني أسطوري لا نظير له فاجأ العالم، وأرعب المُعتدين ولن يستكين.
ولقد تجلت حلقاتُ هذا الصمود الشعب بخروج مئات الآلاف من اليمنيين إلى ميدان السبعين وفي عدة محافظات يوم الثلاثاء الموافق 21/3/2019م للاحتفال بمرور 4 أعوام من الصمود في وجه العدوان العسكري السعوديّ الإماراتي الأمريكي.
إن الأيامَ القادمة ستكشفُ ببركة دماء الشهداء وسواعد المجاهدين الأبطال، وصمود أبناء شعبنا المجاهد، أن دول العدوان حكمت على نفسها بالهلاك، وستكشف أن اليمن سينتصر وسيُنهزم العدوان طال الزمن أم قَصُرَ.