الطفولة المذبوحة.. أقلامُنا وصواريخُهم بنفس الزاوية .. بقلم/ صادق المحدون
أَيَّــتُها الأُمَــم المتحدة، أيها العالم المتحضر، يا مَن تحرِصون على إبعاد كُـــلّ وسائل الضجيج عن منشآت ومدارس التعليم؛ حرصاً على التعليم ليتم في بيئة هادئة وإيجابية وَما بين أنامل طالبة ترسُمُ بالقلم ملحمةَ الصمود والكفاح في وجه جهلكم وتجهيلكم، وبين أنامل تضغط على زر الإطلاق لصاروخ بنفس الزاوية المرتكز بها القلم، وبحسابات الإنْسَانية المفقودة في زمن الاستكبار حتماً ستنطفئ نيرانكم بنور صمودنا واستمرار كفاحنا في ميادين العلم والتعليم.
إن الإنْسَانية التي تتشدقون بها وتتغنون بها قُتلت بأيديكم منذ زمن ولم تشاركوا في جنازتها بل اتخذتموها مطيةً للقتل والدمار بمباركة منابر الفتنة والتضليل وخدام الصهيونية في معابد اليهود والأمريكان.
إن الطفولة المذبوحة في يمننا الحبيب لن تجف دماؤها وسيكتب بها ملحمة النصر المؤزر وستظل تغلي وتغلي في قلب كُـــلّ إنْسَان حر ولن تسقط بتقادم الدهور والأجيال.
صحيحٌ أن في أروقة الأُمَــم وثيقةً عالميةً تسمى بحقوق الأطفال يعترفُ بها كُـــلّ شعوب العالم ولكن هل لأطفالنا نصيب من ذلك؟! وهل من حق أطفالنا أن تمسك أناملهم الأقلام ويكتبوا مستقبلهم كما يحلو لهم ام أن الشظايا والنيران هي قدرهم الذي تريدونه بصواريخكم وطائراتكم في الوقت الذي أبنائكم أيها الأمريكان ويا آل سعود يرفلون في النعمة والنعيم والأمن والأمان؟!
لماذا كانت الحرب هذه استثنائية ولا حدود لتجاوزاتها في حين أن منشآت التعليم هي خطٌّ أحمرُ والطفولة خط أحمر في مواثيقكم وفي كُـــلّ الأعراف والشرائع؟، لماذا يحقد الصاروخ على القلم؟ ولماذا تساوون بين القنبلة والممحاة؟ ولماذا ترون فصولَ مدرستهم معسكرات تدريب؟ هل تظنون أنكم بذلك ستوهنون من عزائم شعب صمد خمس سنوات واستمرت منظومته التعليمية حتى اليوم صامدةً بكل قوة وصلابة.
وفي الأخير تكونُ المؤامرةُ من البيت الأبيض وبمباركة الموساد وأعراب الخليج وتخطيطهم وتقلع طائرات الـF16 لتحلق في سماء مدرسة الشهيد وتستهدف الطفولة البريئة التي لا ذنب لها إلا البراءة.
ومهما يكن فأنتم قتلة الأنبياء ولكن ليسوا بأنبياء وليسوا في جبهات القتال ولا سلاح لهم إلا القلم وحقائبهم المدرسية ولكن ربما ومن المؤكّــد أن حقدكم الطويل يرى في الغد القريب أنهم سيصنعون وطنا حرا نزيه قويا مستقلا لا وجود لأمريكا وإسرائيل والمرتزِقة فيه، وسيكون هو المنطلق للتغيير والبناء وإرساء شرعية العدالة السماوية الإلهية (ن والقلمِ وما يسطرون)، وستظل مدارسنا هي منصات العلم والنور التي ينطلق منها الأمل المفعم بالقوة ولا نامت أعين الجبناء.