الشهيد الشاهد (6) الشهيدُ القائد وخصوصيةُ البصيرة في الشخصية الرسالية .. بقلم/ أم مصطفى محمد
إننا أردنا من خلال حديثنا عن تفريطنا بالشهيد القائد -رِضْـوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ- أن نتعرفَ على أنفسنا أَكْثَــرَ وأن نراجعَ مواقفَنا؛ لكي لا نقعَ في نفس المشكلة ونظلم قيادتَنا الحالية، فقد نكون سائرين في نفسِ طريق الظلم بدون شعور منا فنفرِّطُ في قيادتنا الحالية المتمثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله كما فرطنا سابقاً في القيادة المتمثلة بالشهيد القائد -رِضْـوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ- فما القيادةُ الحالية إلا امتدادٌ من القيادة السابقة، فلقد كانت مسألة وجود شخصية تخلف الشهيد القائد رضوان الله تعالى مسألة مهمة ومسألة مصيرية، حَيْــثُ كان لا بُـدَّ من قائد يقود مسيرة الثورة إلى أهدافها المنشودة بكل أمانة وإخلاص؛ ولكون الله تعالى قد تعهد بحفظ جهود العاملين في سبيله وفي سبيل إعلاء كلمة الحق كما في قوله تعالى (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيعُ عملَ عامل منكم من ذكر أَو أنثى) وكذا قوله تعالى (إنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ المحسنين) فقد قيض الله تعالى لهذه المسيرة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ليكون أهلاً لمقام القيادة ولتصبح مهمة الدفاع عن بلادنا منوطة به وموكولة إلى قيادته وحكمته في إدَارَة الثورة والدولة، ولذلك ينبغي على السائرين على خط الشهيد القائد -رِضْـوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ- أن يسخروا جميع إمْكَانياتهم وقدراتهم ويضعوها تحت تصرف السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله حتى يتمكّن من النجاح في أداء مهمته الخطيرة، وهذه المسألة ليست اختيارية أَو اعتباطية بل هو واجب علينا فبلدنا أحوج ما تكون الآن إلى قيادة ثابتة ونحن نواجه هذا العدوان، ولقد أثبت السيد القائد بقيادته الحكيمة وقدرته السياسيّة والإدارية وبمنهجه الشامل بقاء شخص الشهيد القائد -رِضْـوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ- بشخصه وفكره بيننا، فالمتتبع لخطابات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله يجد أنه قد نهج نفس النهج الذي سار عليه الشهيد القائد -رِضْـوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ-، حَيْــثُ الحصيفُ يدرك أنه يركِّزُ على مفصلٍ حيويٍّ مهم في إدراك مجريات الساحة المعاصرة وفرز معادلاتها وأطرافها وتياراتها ألا وهو البصيرة، فالسيد القائد حفظه الله يؤكّــد بشكل متكرّر ومضاعف وبطريقة مباشرة وغير مباشرة على أهميّة البصيرة ودورها الأَسَاسي في التعامل مع تحديات الحياة وفتنها وتقلباتها خُصُوصاً في هذه المرحلة الحساسة التي انتقل فيها العدوّ الاستكباري من أدوات الحرب العسكريّة الخشنة في محاولة إلحاق الخسائر والهزائم بالجبهة الإسْــلَامية الحقة، إلى الحرب الناعمة بأشكالها المختلفة الثقافية، والإعلامية والنفسية، فهي حرب لا تخترق الخنادق الحدودية المادية بل تُحطم الهُــوِيَّة المعنوية للإنْسَان الإسْــلَامي من الإيْمَـان والوعي والهمة والعزيمة، وهذا التأكيد الشديد من السيد القائد على خصوصية البصيرة في الشخصية الإسْــلَامية الرسالية والفاعلة وصَلَ إلى حَــدِّ الاقتران الأكيد بين السيد القائد والبصيرة حتى بات نموذجًا ناصعًا وواضحًا ((للقائد البصير)) الذي يلهمُ أتباعَه ومحبيه الوعيَ والإيْمَـانَ والاستقامة، وليس هذا بغريب فمن تربي على حب محمد وآل محمد فلابد أن يذوب فيهم فيُمنحُ بذلك البصيرة النافذة التي تكفل له ولأتباعه النصر القريب.