الجيلُ الواعي والعدوانُ الباغي .. بقلم/ عبدالسلام الطالبي
اعتدوا وبغَوا وتجبّروا لا لأن لهم ثأراً لدى اليمنيين أو رحمة بدعاة “الشرعية” وإنما خدمةً للمشاريع الأمريكية الإسرائيلية؛ وتصدياً وحرباً لله ولرسوله ولمَن حمل مشروعَه القُــرْآني واستوعبه وتنامى معه وعيُه وتصحّحت له من خلاله مفاهيمُ تعاملاته في كُــلّ شئون الحياة..
من هُنا جاء البغيُ، ومن هنا برزت أمامَهم المشكلةُ التي ضاقوا بها ذرعاً وانزعجوا لها انزعاجاً كبيراً..
ابتكروا كُلَّ أساليب المكر والخداع، واستخدموا كُــلّ ما لديهم من إمكانات لتخويف الناس وخلق الإرجاف في نفوسهم، جنّدوا الأبواقَ الإعلامية الخادمة لهم بالمال الرخيص؛ لإسكات صوت الحق وصرف أنظار الناس عن هذا المشروع وهذه الرؤية الحكيمة التي تحوّلت رغم كُــلّ ما شنّوه لحربها وإخضاعها فكانت النتيجةُ عكسَ ما يريدونه..
تسبّبوا في إيقاف مرتبات المعلمين؛ لغرض شل العملية التعليمية، فتحولت ساحاتُ المدارس إلى منصات لغرس ثقافة الحب العميق للأوطان والتصدي الواجب لكل قوى العدوان، وعرفت الأجيال مَن هي قرن الشيطان وأن ما يحصل من جرائمَ بحق النساء والأطفال هو خدمةٌ لمشاريع اليهود والأمريكان، وأن ما يقومُ به أبطالُ الجيش واللجان هو واجبٌ مقدَّسٌ وشريفٌ، وسيتخلدُ في ذاكرة الأذهان جيلاً بعد جيل.
تحوّلت ميادينُ التربية والتعليم إلى جبهة تربوية متكاملة أسهمت في تعزيز حالة الصمود بين الطلاب والآباء والأمهات، تعلم منها الجميعُ معنى الجلادة والصبر على العَنَاء، فكان لوقفاتهم الاحتجاجية عند كُــلّ صباح وأناشيدهم الحماسية والثورية التي تردّدها حناجرُ الصغار والكبار وَقْــــعُها العظيمُ في إحباط كُــلّ مؤامرات الأعداء.
عرف الجيلُ مَن هو عدوُّه واستنكر لفعاله وجرائمه البشعة التي لم تستثنِ أحداً في كُــلّ الأنحاء.
فكانت الأجيالُ حاضرةً في كُــلّ الفعاليات والمناسبات الدينية والوطنية، آخر موطن لحضورها كان في فعالية مرور أربعة أعوام من الصمود الأسطوري الذي أذهل العالم وكسر هيبةَ الطاغي والمعتدي الأثيم.
عرفوا ماذا يعني أن الدفاعَ عن النفس واجبٌ مقدَّسُ، وأن الجهادَ الذي حذفتموه من مقرّرات التعليم يجبُ أن يكونَ هو المشروعَ والمنطلَقَ للدفاع عن النفس والأرض والعرض.
عرفوا بأن ما تدّعونه من الدفاع عن الإنسانية والحقوق والإدانة للانتهاكات و… إلخ عناوينُ كاذبةٌ تختلف عما تقولونه وتتغنون به جُملةً وتفصيلاً.
عرفوا ماذا يعني الاعتمادُ على النفس في الزراعة والصناعة والتعليم.
عرفوا ماذا يعني التسلُّحُ برداء الإيْمَــان والوعي لمواجهة كُــلّ مشاريعكم الهدامة الهادفة لإفساد المجتمعات المناهِضة والحرة..
عرفوا بأن اليمنَ مقبرةُ الغزاة، ورضعوا خلالَ كُــلّ السنوات العجاف الماضية ماذا يعني بأن اللهَ حليفُ المؤمنين وأن العاقبةَ للمتقين وأن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.