اختطاف النساء في المناطق المحتلّة.. جرائمُ تستنهضُ الشعبَ لوقف تمادي العدوان وحماية الأرض والعرض
المسيرة | محمد ناصر
لا يتورَّعُ مرتزِقةُ العدوان والاحتلال عن ارتكاب أية جريمة بحق المواطنين ولا يرُدُّهم دينٌ أَو عُرْفٌ عن ارتكاب الكبائر وما يحرِّمُه الشرعُ ويُنكِرُه المجتمع، فما تزال المناطقُ المحتلّة في الجنوب والساحل الغربي وتعز وغيرها تشهد جرائمَ يوميةً بعضها جرائم لم يكن المجتمع اليمني يسمع بحدوثها ولم يكن أحد يتجرأ على فعلها، فمن جرائم اغتصاب الأطفال في تعز إلى اغتصاب واختطاف الفتيات في عدن وُصولاً إلى ما حدث قبل أيام في مديرية التحيتا بالساحل الغربي، حيث أقدم مرتزِقةُ العدوان على اختطاف امرأة وطفلَتيها واقتيادهم إلى مكان مجهول دون معرفة أية أخبار عن مصيرهم وسط تجاهل واضح وفاضح من قبل المنظمات الدولية وخُصُوصاً منظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن.
ورغم التجاهُلِ من قبل المنظمات الحقوقية الدولية إلا أن هذه الجريمة لم تمر بصمتٍ من قبل المكونات الوطنية السياسية والقبلية وكذلك ما تزال القضية تشهد تفاعلاً شعبياً غاضباً رصدت صحيفة المسيرة جانباً منه في إطار عملها المهني والإنساني والوطني في كشف جرائم العدوان ومرتزِقته.
حقوقيةُ أنصار الله تدينُ الجريمةَ وتستنهضُ سكانَ المناطق المحتلّة
في سياق التفاعلات السياسية والحقوقية والشعبية مع جريمة اختطاف امرأة وطفليها من قبل المرتزِقة، أدان عبدُالوهاب المحبشي -رئيس الدائرة الحقوقية بالمكتب السياسي لأنصار الله- في تصريح للصحيفة، جريمة الاختطاف قائلاً: “نحن ندين ونستنكر الجرائم البشعة التي يرتكبها دول العدوان بمختلف مناطق سيطرته والتي كان آخرها جريمة اختطاف مرأةٍ وابنتيها في مدينة التحيتا.
وأضاف المحبشي: “ندين صمت الأمم المتحدة وتنصلها عن القيام بمسؤوليته، ونحمل المبعوث الأممي مسؤولية هذه الجريمة والتي تجاهلها ولزم الصمت ولم يُدِنْ ويعبر عن قلقه كما يفعل إزاء كُــلّ جريمة يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني المظلوم”.
وطالب المحبشي، كُــلّ الشرفاء والأحرار في المناطق المحتلّة بالاستنهاض وطرد المحتلّين وأن يأخذوا الدروس والعبر من هذه الجرائم التي تطال الأشياء المقدسة والتي يرفضها كُــلّ يمني شريف وحرٍّ وغيور.
من جانبها، ترى الأوساط الأكاديمية اليمنية أن جرائم العدوان ومرتزِقته وارتكابهم الكبائر دليل انحطاط أَخْــلَاقي وقيمي وناتج عن فشل ميداني في مواجهة الأبطال من الجيش واللجان الشعبية، حيث يؤكّـــد أحمد عَبدالسلام -الأمين العام المساعد لجامعة المعرفة- في تصريح للصحيفة، أن جريمة العدوان بحق أختنا العزيزة وابنتَيها في مدينة التحيتا تدل على الانحطاط الأَخْــلَاقي والفشل الذريع الذي وصل إليه العدوان ومرتزِقته، داعياً الأحرار بمناطق الاحتلال إلى مواجهة الغازي المحتلّ ومساندة الجيش واللجان الشعبية حتى يتمَّ تطهيرُ مختلف الجبهات من دنس الغزاة وَالمحتلّين.
بدوره تحدث الدكتور عبدالعزيز الترب -مستشار رئيس الجمهورية- في تصريح للصحيفة قائلاً: “إن هذه الأساليب تؤكّـــد للشعب اليمني أن لا مصداقية للمرتزِقة وَأنهم يغرقون في الوحل ويمارسون سياسةَ الصهيونية وأمريكا بدرجة رئيسية، وهذا ليس موجوداً في تراثنا ولا عاداتنا الإسْلَامية”، مطالباً أبناء الشعب في كُــلّ المحافظات بالنهوض أمام ما يُطرَحُ من شائعات وعدم تداولها والتصدي لمروجيها.
واعتبر الترب هذه الجريمة إحدى الممارسات التي يرفضها الدين والأَخْــلَاق والعادات، ويرتكبها المرتزِقة من أجل إذلال الأحرار في المناطق المحتلّة.
قبائلُ اليمن: لا بديلَ عن التحَــرّك وحماية الأرض والعرض
حول جريمة الاختطاف والجرائم المتكررة التي يرتكبها العدوان ومرتزِقته في المناطق المحتلّة يقول الشيخ ضيف الله رسام -رئيس مجلس التلاحم القبلي- في تصريح للصحيفة: “إن ما حدث في التحيتا ليس أول ولا آخر جريمة؛ لأَنَّ مذهبَ العدوان ومرتزِقته هو القتل والاختطاف وهتك الأعراض بل ويتشافون بهتك أعراض المسلمين في كُــلّ مكان وما قد حصل في اليمن أقلُّ مما يحصل في سوريا والعراق وكل مكان؛ لأَنَّهم يعرفون مَن هم اليمنيون، لكن من شذ منهم ما هو إلّا دليل لما يخفون من إساءة وَسوء معاملة للمسلمين ولإخوانهم”.
وأضاف رسام في حديثه لصحيفة المسيرة: “نحن مدعوون إلى أن ندعم الجبهات ونقوّيَ عزائم المجاهدين لمواجهة هؤلاء الفئات الشاذة الذين لا يعتبرون من الإسْلَام ولا من الإنسانية”، متابعاً “لأن الإنسانية لا تقبل من هذه التصرفات العوجاء ويجب على جميع اليمنيين ترك المناكفات وأن يقوموا لمثل هذه الأعمال التي لا ترضي اللهَ ولا رسوله ولا تليق بمبادئ وقيم اليمنيين”.
من جانبه، قال الباحث السياسي أنس القاضي: “إن اختطاف المرأة وبناتها هو نتيجة طبيعية لما يقوم به العدوان وهو جزء من أعمال مرتزِقته والتكفيريين المنحلين أَخْــلَاقياً”، مضيفاً “هذه طبيعتهم وأعمالهم والجزء الآخر مرتبط بإهانة الشعب اليمني وإهانة كرامته وإهانة المجتمع”.
وتابع القاضي مؤكّـــداً أنه “يجب علينا أن لا نقف أمام هذه الجرائم بسذاجة واستحياء بل ننظر لها بعمق؛ لأَنَّها جريمة بعد جريمة تؤدي من انتهاك جزئي إلى انتهاك شامل، بمعنى يتحول من انتهاك فردي إلى انتهاك جماعي كما قامت به الجماعاتُ التكفيرية في العراق والسوريا بالانتقال من فتاة إلى عشرات ومئات الفتيات”.
الجرائمُ اللاأَخْــلَاقية دليلٌ إفلاس العدوان وحقده
وفي إطار رصد التفاعلات السياسية والقبلية والشعبية والثقافية مع جريمة اختطاف امرأة التحيتا وطفليها، تحدثت الدكتورة ابتسام المتوكل -رئيس الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان- لصحيفة المسيرة، مشيرة إلى أن جرائم العدوان كثيرة وخُصُوصاً بحق المدنيين وعلى وجه الأخص بحق النساء والتي تعبر عن إفلاسٍ وهزيمة ونوعٍ من الحقد الهمجي ضد الانتصارات اليمنية، مضيفةً أنه “كلما انهزم العدوان في جبهات العزة والكرامة ولقنهُ رجال الرجال دروساً في البطولة والشجاعة كلما رأيناه يذهب إلى الأبرياء والعزل وخُصُوصاً في مناطق سيطرته وفي مناطق مرتزِقته”.
وأضافت المتوكل: “إن اختطاف النساء ليست هذه المرة الأولى، بل هناك اختطاف واغتصاب وانتهاك للعرض، وهذه الجرائم كلها مرفوضة إنسانياً ودينياً أَخْــلَاقياً حتى في القانون الإنساني الدولي، ومع ذلك يغُضُّ العالَمُ طرفَه عن كُــلّ هذه الممارسات وتبقى طعنةً في الخصر، مضيفةً “هذه الجرائم لن تزيد الشعب اليمني إلّا صموداً ولن تزيد رجال الرجال إلّا إصرارا على تلقين العدو الدروسَ المناسبةَ في كُــلّ الجبهات”.
كما أدانت المتوكل، الصمتَ أمام الأعمال الإجرامية وَالجرائم والتي أكّـــدت أنه بلا شك ستكون نهاية المرتزِقة وإن كانت موجعة إلّا أنها ستحصُدُ نهايةَ الارتزاق ونهاية أعمال العدوان”.
كذلك اعتبرت هناء العلوي -عضو المكتب السياسي لأنصار الله- أن ما يقومون به من أعمال بشعة وإجرامية هي ممارسة وحشية وهي ناتجة عن فشلهم الذريع في كُــلّ المجالات التي اتجهوا إليها في حربهم وعدوانهم على الشعب اليمني ونتيجة عن انحراف أَخْــلَاقي واجتماعي، متابعة بالقول: “الشعب اليمني شعب أصيل وعريق ومتمسك بعاداته وتقاليده وهو من أفضل الشعوب، وهذه الأمور لا يأتي إليها إلّا الإنسان النذل والساقط والسفيه وهذه ممارسات دخيلة”.
ووجّهت العلوي رسالةً “إلى كُــلّ من يقترف هذه الأعمال بأن يتذكروا بأنهم قطعة من هذا الشعب إذَا كانوا من أبناء الشعب اليمني، أما إذَا كانوا مرتزِقة من الخارج سودانيين وغيرهم ويعتبرون مسلمين فَإنَّ الإسْلَامَ بريء من أعمالهم وسلوكياتهم ولا ينتمون إلى الإسْلَام بالفعل وانما ينتمون إلى القوم الذي تبرّأ الله منهم”.
من جانبها، قالت هناء الوجيه -مدير عام الإعلام في الهيئة الوطنية للشؤون الإنسانية- في تصرح للصحيفة: “إن اختطاف قوات تحالف العدوان امرأة وطفليها من مديرية التحيتا واقتيادهم إلى مديرية الخوخة ثم تدمير منزلهم أمر مستنكر يتنافى مع كُــلّ القيم والمبادئ والأعراف الإنسانية والقوانين الدولية وَيمثل وصمة عار في جبين دول العدوان ومرتزِقتها ومن يقف خلفها، مضيفة: إن هذا النوع من الاستهداف المهين هو محاولة لسلب كرامة اليمنين وَإهانتهم لكن هيهات أن يصلوا لذلك.
وتابعت بالقول: “كلما استمرار العدوان في ارتكاب الجرائم كلما زاد الشعب صموداً وتحدياً وإصراراً على المواجهة وَحماية كرامة الشعب وَاستعادة أراضيه، موضحة أن هذه الجرائم تدل على الانحطاط الأَخْــلَاقي الذي وصلت إليه تلك القوى.
وأكّـــدت الوجيه، أن الشعب اليمني سيظل صامداً بوجه العدوان وسيواجه بكل عزم وقوة حتى يندحرَ الأعداء ويتحقق النصر بإذن الله.
طابعُ الإجرام العدواني يستفزُّ كُــلّ اليمني ولا ينبغي السكوت
وفي ذات السياق، قال الأُستاذ محمد المنصور -المدير التنفيذي لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمنية-: “ما جرى للفتاة اليمنية وأسرة أحد الإخوة في مديرية التحيتا وابنتيها من اختطاف وغيرها من الجرائم البشعة الاستفزازية والمنافية لكل القيم والأعراف والعادات والتقاليد الإسْلَامية إنما تدل على طابع الإجرام المتوحش لدى العدوان وعلى أنه يستفز كُــلّ يمني بهذا الجرائم التي لا ينبغي السكوت عليها”.
وأضاف المنصور في حديث لصحيفة المسيرة “يجب أن تكون هناك هبة مجتمعية بوجه هذا العدوان؛ لأَنَّ هذه الجرائم قد تمادت وَقد أصبح الوضع لا يطاق في أراضي المرتزِقة المسيطرين عليها بل ويريدون نقل هذه التجربة إلى المناطق التي ليست تحت سيطرتهم”، داعياً إلى هبة شعبية في مواجهتها.
من جانبه، أشار أمين عام الدائرة الثقافية لمواجهة العدوان محمد العابد، إلى أن المناطق الواقعة تحت سيطرة العدوان ومرتزِقته هي حالة خطيرة جداً وتستهدف الرجال والنساء الصغار والكبار.
وقال العابد: “إن جريمة الاغتصاب التي حدثت قبل فترة وجيزة والتي تعامل معها المرتزِقة أنها قضية لا تمس الأعراض أَو الأَخْــلَاق نتيجة انهم مرتزِقة باعوا وطنهم ومتوقع أن يبيعوا أي شيء”، مضيفاً “إن حادثة الاختطاف تعتبر كحادثة الاغتصاب ومن أغراض إجرامية وشيطانية يقومون بها دائماً وهي حادثة ليست بعيدة عن أَخْــلَاقياتهم وعن انتماءاتهم وارتزاقهم.