إذا الشعب يوما أراد… بقلم د/ أحمد الصعدي
أخيراً أدرك بشيرُ الشؤم، طاغيةُ السودان، كم هو خادعٌ بريقُ السلطان وصولجانُه، بعد أن تُرِكَ وحيداً يواجهُ مصيرَه، وتخلّى عنه رفاقُ دربه في الاستبدادِ والإجرامِ والفساد، ومستخدموه من طُغاةِ العرب الخليجيين والغرب الإمبريالي. هذا درسٌ إضافيٌّ جديدٌ لكُلِّ حاكم يتَّكِئ على حمايةِ الإمبريالية والصهيونية مفادُه أن لا ملاذَ آمناً له إلا شعبه، إذا تصالح معه وعمل على خدمته وكسب رضاه وتأييده. والدرس الثاني هو: أن صوتَ الشعب قد يغيبُ وقد يُكتَمُ ويضعُفُ حتى يظُنَّه الاستبدادُ منعدِماً فيعجز عن إدراكِ أن ما يعتقدُه سُكوناً مطلقاً هو مُـجَـرّدُ تباطؤٍ في عملية تراكُمٍ تأريخية لظروفٍ وعواملَ موضوعيةٍ وذاتية إلى أن تبلُغَ من النضوج والتوتر مرحلة إنفاذ إرادة الشعب. وعندئذ تأخُــذُ سُنَنُ التأريخ مجراها، وتتجسَّدُ حقيقتُه الدائمةُ: ((إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياة – فلا بـُـدَّ أن يستجيبَ القدر)).