طلاب وأطفال اليمن يشيعون زملاءَهم شهداء مجزرة سعوان
المسيرة: أيمن قائد
بحضورٍ رسمي وشعبي واسع، يتقدمهم التربويون والأطفال والطلاب، شُيِّعَت بالعاصمة صنعاءَ، أمس الأول، في موكب جنائزي مهيب، جثامين ١٢ طالباً وطالبة من شهداء جريمة مجزرة سعوان التي ارتكبها طيرانُ العدوان وراح ضحيتها ١٠٩ شهداء وجرحى.
وفي موكب التشييع المهيب الذي تقدمه وزراء التربية والتعليم يحيى الحوثي وَالإعلام ضيف الله الشامي والعدل القاضي أحمد عقبات والتعليم العالي حسين حازب والخدمة المدنية طلال عقلان والدولة نبيه أبو نشطان وأمين العاصمة حمود عباد ونائب وزير التعليم الفني الدكتور خالد الحوالي ومستشار المجلس السياسي الأعلى الشيخ مجاهد القهالي، أكّــد المشيعون أن دماء الشهداء الذين سقطوا في مجزرة سعوان وغيرها من المجازر وصمة عار في جبين المجتمع الدولي ودول تحالف العدوان ومرتزِقتها، وأن هذه الدماء لن توهن من العزم اليمنيين بل تزيدهم قوة وتماسكاً وثباتاً على المواجهة مهما بلغت التضحيات.
وندد المشيعون باستمرار استهداف العدوان للمدنيين والأحياء السكنية والمدارس وَالمنشآت التعليمية، متوعدين دول التحالف بأن الدماء التي سُفكت غدراً وعدواناً لن تذهب هدراً وسيتم الاقتصاص لها عاجلاً أم آجلاً.
واعتبر المشيّعون جريمةَ طيران العدوان في حي سعوان تعدياً صارخاً لكل الأديان السماوية والقيم والأعراف والقوانين الإنسانية والدولية.
ووُريت جثامين الشهداء في روضة شهداء الحافة بعد الصلاة عليهم في دوّار شارع الأربعين بسعوان.
وفي تصريح خاص لصحيفة المسيرة وجه وزير التربية والتعليم الأُستاذ يحيى بدرالدين الحوثي رسالته إلى قوى العدوان بأنهم واهمون في تحقيق أهدافهم وأن الشعب اليمني لن يخضع لأحد..، مضيفاً: “نحن مستعدون أن نواجه حتى ألف سنة ونحن على موعد مع النصر وقد واجهنا كُــلّ المخاطر بكل إرادَة وصمود وتَحَــدٍّ ومستمرون بإذن الله”.
من جانبه أكّــد زير الإعلام الأُستاذ ضيف الله الشامي أن دماء الطالبات اللواتي بعمر الزهور لن تذهب هدرا وأن الشعب اليمني هو شعب قوي ومتماسك مهما ازداد من آلام وجراح فإنه يزداد قوةً وصلابة.
وأشار إلى أن استهداف الطالبات بوقت الازدحام إنما هو استهداف معتمد وبترصد وباعتراف من أبواق العدوان الإعلامية مهما حاول تزييف الحقائق.
فيما قال محافظ محافظة مأرب، علي محمد طعيمان: مجزرة سعوان أوجدت روح الجهاد فينا من جديد، مضيفاً: “وهذه الجرائم لا تزيدنا إلّا عزماً وصلابة في مواجهة العدوان وأدواته”.
ووجّه طعيمان رسالته إلى النواب المرتزِقة المتواجدين في سيئون تحت حماية النظام السعودي والإماراتي بأنكم أثبتم خيانتكم للوطن خنتم الوطن مقابل الريال السعودي.
بدوره، عزّا وزير التعليم العالي، الشيخ حسين حازب عبر للمسيرة أسر ضحايا مجزرة سعوان، مؤكّــداً أن حضور الحشود الغفيرة للتشيع يعد إدانة للأمم المتحدة والمنظمات التي تجاهلت الجريمة البشعة في الوقت الذي اعترف به العدو.
وقال حازب: المرتزِقة موقفهم من هذه الجريمة المؤلمة لن يكون أكثر من رضاهم بالعدوان ومساندته بالقول والفعل على مدى أربعة أعوام، مؤكّــداً أن جرائم العدوان وانتهاكاته لن تزيد اليمنيين إلّا عزماً وإرادَةً في مواصلة مشوار التحرر والاستقلال.
وأردف بالقول: ما يرتكبه العدوان ومرتزِقته من جرائم طوال أربع سنوات ظلم كبير بحق الشعب اليمني، ونهاية الظلم كما وعد الله عباده المستضعفين هو الزوال؛ لذلك فإن النصر حليفنا بعون الله، مضيفاً: ما يقوم به العدوان هو تنفيذ للأجندة الأمريكية وجرائم قتل النساء والأطفال كفيلة بإطاحة الظالمين.
وقد أجرت صحيفة المسيرة مقابلة مع جد الطالبة الشهيدة أميرة الذي قال: “إن حفيدتي أميرة هي وحيدة أبيها وهي من أفضل بنينه وبناته من خدمة وعمل وهمّة في الدراسة”.
وأضاف والدمع في عينيه: “إن والد الطفلة الشهيدة لا يعرف بمصير ابنته حتى اللحظة؛ كَوْنه مريضاً بحالة نفسية”.
موجهاً غضبَه المختلط بالحزن إلى القتلة والمجرمين: “إذَا كانوا رجالاً فليواجهوا أبطالنا في الجبهات، ولكننا سنأخذ بالثأر وسنقاتلهم ولن نقاتل النساء والأطفال كما يعملون”.
من جانبه، تحدث ابن عم الشهيد ناصر علي جحاف للمسيرة أن أسرة الشهيد نزحوا من حجة نتيجة المعارك التي حصلت في حجور وأن الطالبَ الشهيدَ هو وحيدُ أبيه، مضيفاً: “سنقدم الشهداء تلو الشهداء وحتى لو لم يبقَ أحدٌ منا وسنستمرُّ في دعم الجبهات بالأموال والأولاد وكل ما نمتلكُ حتى تحقيق النصر”.