السيد حسين بدر الدين الحوثي.. من الولادة إلى معراج الشهادة
عبد الرحمن محمد حميد الدين
في مرحلة كانت اليمن والمنطقة تمرّ بأصعب مراحلها التاريخية، وخيَّم فيها واقعُ اليأس، والقنوط، والحيرة على العالمين العربي والإسلامي، وتجذرت ثقافة الانحلال عن القيم، والانفصال عن الدين كمواكبة للركب الغربي، فأصبح الكثيرُ من قادة التيارات المناهضة للاستعمار البريطاني والأوروبي – من ثوار، وعلماء، ومثقفين، ومفكرين، وكُتاب – تشرأب أعناقهم لزيارة بريطانيا ودول أوروبا، وينبهرون بالمظاهر “الجذابة” والبنايات الشاهقة في أحياء لندن، وباريس، وروما. لتتحول تلك العواصم إلى مقبرة للثوار والمثقفين العرب..!!
في هذه المرحلة انتقلت الأمة من عصر (الاستعمار العسكري) لتدخل في عصر الغزو الديني، والثقافي، والأخلاقي. فخرجت من استعمار لتدخل في استعمار أشد وأفظع..
وفي وسط هذا المخاض العسير التي تعيشه الأمة أطلَّ نورٌ على هذا العالَم بولادة السيد حسين بن بدر الدين بن أمير الدين الحوثي في رحاب أعظم بيتٍ من بيوت العلم والجهاد، وفي أسرة شرَّفها اللهُ بالانتساب إلى خاتم الأنبياء، وإمام الأوصياء.
ففي شهر شعبان من العام 1379هـ الموافق شهر فبراير من العام 1960م كانت ملامح (مرحلة جديدة) تتشكل من خلال هذا المولود الذي فتحَ عينيه على الحياة ليخرج من رحمِ القرآن والعترة، ويرسم ميلادَ مشروعٍ عالميٍ لم ولن يستطيع أحدٌ تجاهله، أو العيش بمعزلٍ عن أحداثه.
منطقة (الرويس) بني بحر بمحافظة صعدة كانت مهبط النور، ومحطّ النعمة الإلهية، والتي أشرقت لها مدرجات هذه المنطقة، وعانقتها جبالها ووديانها..
في أجواء من التقوى وعبق الإيمان ترعرع السيد (حسين) طفلاً في كنف والده العالم الكبير والمجاهد بقلمه، ومواقفه المشهودة: السيد بدر الدين بن أمير الدين الحوثي؛ لينهل من معين القرآن، ومن ينابيع الإيمان عقيدة ومنهجاً وسلوكاً..، ويعيش أجواء العلم والعمل، و(استشعار المسؤولية) تجاه أمته، وتجاه دينه منذ طفولته، والتي رافقت والده السيد (بدر الدين) الذي حملَ همَّ هذه الأمة في وجدانه، ومواقفه، ليغرسها كثقافة ومنهجية في جميع أولاده الثلاثة عشر وعلى رأسهم السيد (حسين).
شبَّ السيد (حسين) وكبرت معه معالم التقوى، والإيمان الواعي، والتي كان يفتقدها معظم الشباب في ذلك العصر، حتى أصبح شاباً يُشار إليه بالبنان لما منحه اللهُ من علم، وحكمة، وبصيرة، وذكاء فذ، وشجاعة، وسعة صدر، وكرم، وأخلاق عالية..، وغيرها من صفات الكمال التي لا تجدُها إلا في عظماءِ الأمة.
وكان السيد (حسين) أين ما حلَّ وارتحل يلفت الأنظار، ويبهر العقول بما يتميز به من مواصفات إيمانية، وإنسانية، وبما يحمله من رؤى في نظرته للأحداث، وقراءته للمتغيرات من حوله. حتى أصبحت معالم العظمة، ومؤهلات القيادة ترافق محياه، وتنعكس على واقعه شيئاً فشيئاً.
استشعارُ المسؤولية:
كان تصدي السيد حسين بدر الدين الحوثي للمد الوهابي هو بداية مسيرته الجهادية -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-، حيث كانت دول الخليج، ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا تدعم ذلك المد الشيطاني وبقوة. فتحرك السيد (حسين) جنباً إلى جنب مع والده السيد العلامة المجاهد بدر الدين بن أمير الدين الحوثي (طيب الله ثراه) فكان عوناً وسنداً له في مواجهة ذلك الفكر الذي كان من المخطط نشره في كافة أرجاء اليمن، وعلى وجه الخصوص (محافظة صعدة).. فكان السيد (بدر الدين) وابنه السيد (حسين) أبرز الذين استشعروا مسؤوليتهم الدينية، والأخلاقية تجاه ذلك الخطر الذي كان تمهيداً لتقسيم اليمن واحتلاله، ومسخ هويته الثقافية..، وهذا ما أيدته أحداث عام 2011م في اليمن، وبعض الدول العربية، وما تلاها من تداعيات؛ حيث توجهت أمريكا – مستغلة فتيل الثورات – لتقسيم العراق، وليبيا، وسوريا، أما اليمن فكان البلد العربي الوحيد الذي فشلت أمريكا وأذيالها في تقسيمه لأسباب كان من أبرزها، وأهمها اتساع دائرة الاستجابة المجتمعية للمسيرة القرآنية في معظم محافظات اليمن، والتي أفرزت فيما أفرزته الوعي بالخطر الأمريكي والإسرائيلي في اليمن والمنطقة.
وقد كان لمؤلفات السيد (بدر الدين) في الرد على الوهابية دور مهم في فضح الانحراف العقائدي الذي تم الترويج له في أوساط المجتمع اليمني، وكان السيد (حسين) خير عون لوالده في طباعة، ونشر تلك الكتب، والردود، والتحرك في أوساط المجتمع على أساسها.
كما انطلق السيد (حسين) مع والده، ومع مجموعة من العلماء لإنشاء (المدارس التعليمية) في عدة قرى، ومديريات لنشر الوعي، وتحصين المجتمع من خلال ذلك، ومن خلال الوعظ، والإرشاد الواعي، والدؤوب في العديد من المحافظات.
وكانت كل تحركات السيد (حسين) نابعة من استشعاره للمسؤولية، وخشيته الشديدة من الله سبحانه وتعالى، فكان لا يخوض ميداناً من الميادين إلا إعلاء لكلمة الله، ورغبة في تغيير باطل، أو نصرة للحق. حتى انخراطه في حزب الحق كان ينشد من خلال ذلك الانخراط صناعة أمة قوية تستعيد من خلال مذهب أهل البيت الكرام مجدَها التليد، وسؤددها الذي غاب واضمحل نتيجة الزحف الوهابي، والتشويه الإعلامي تجاه مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لعدة قرون..
وكان انخراطه -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- في عضوية مجلس النواب عام 1993م من منطلق استشعاره للمسؤولية؛ ولم يكن طمعاً في سلطة، أو رغبة في منصب؛ بل لأنه كان يتألم لمعاناة الناس، وخاصة في محافظة صعدة، وما حولها، والتي كانت من أكثر المحافظات حرماناً، ومعاناة من ناحية انعدام ونقص الخدمات العامة كمشاريع المياه، والكهرباء، وشق الطرقات، والمدارس، والمستشفيات، أو المراكز الصحية التي كانت شبه معدومة في تلك المناطق، وغيرها من الخدمات الأساسية.
وكانت العبارة التي أطلقها السيد (حسين) خلال فترة الانتخابات وهي قوله: (أنا لا أعدكم بشيء ولكني أعدكم أن لا أمثلكم في باطل) تختلف عن سائر العبارات التي نقرأها، أو نسمع عنها في أي انتخابات تُقام، وخاصة عند احتدام التنافس. فهي كلمة تخفي ورائها الكثير من المعاني، والقيم الصادقة، والواقعية.
وقد أثبتت الأحداث في تلك الفترة أن السيد (حسين) لم يمثل الأمة في باطل مطلقاً، ومن شواهد هذه المسألة أنه كان يرفض التوقيع أو المصادقة على أي قرض من القروض التي كانت تُمرر عبر (البرلمان) تحت عناوين وهمية؛ لعلمه -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- بأن تلك الديون لا تزيد الشعب اليمني إلا بؤساً، وارتهاناً لدول الاستكبار العالمي، وعلى رأسها أمريكا، وإسرائيل، تحت غطاء (البنك الدولي). وغير ذلك من المواقف الكثيرة التي نُقلت عنه -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- تحت قبة البرلمان، أو خارجه والتي لا يتسع الحديث لذكرها..
وعندما وصل إلى مجلس النواب – ومن منطلق حرصه الشديد على رفع المعاناة عن الناس – كان -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- يقوم ببذل مرتبه من المجلس في متابعة بعض المشاريع الخدمية، فلم يكن يشغل باله بما يتجشمه من تبعات لمواقفه تلك؛ بل كان يصبر ويتحمل الظروف الصعبة.
بعضُ مواقفه الإنسانية (اجتياح الجنوب في صيف 94م نموذجًا):
وعقب أحداث صيف عام 1994م التي وقعت بين حزبي المؤتمر والإصلاح من جانب، وبين الحزب الاشتراكي من جانب آخر؛ كان للسيد حسين بدر الدين الحوثي موقف مشهود وبارز، حيث تمثل في رفضه المطلق والمعلن لهذا الاجتياح وللحرب بشكلٍ عام، وتعزز الرفض لتلك الحرب في الأوساط العامة داخل محافظة صعدة بالموقف المعلن للسيد المجاهد بدر الدين الحوثي (رحمة الله عليه).
وباعتبار السيد (حسين) عضواً ضمن لجنة المصالحة بين طرفي الحرب؛ حاول -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- رأب الصدع، ولمّ الشمل، والحيلولة دون وقوع تلك الحرب الكارثية التي كان اليمنيون في غنىً عنها، والتي كان يرى فيها السيد (حسين) أنها لا تخدم سوى أعداء الأمة.
وعندما وجد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- أن الأحداث تتجه نحو الحرب؛ قرر مغادرة العاصمة كموقف مبدئي يعبر عن رفضه لتلك الحرب، بالرغم من توجيهات السلطة بمنع مغادرة جميع أعضاء مجلس النواب العاصمة صنعاء؛ لإضفاء شرعية لهذه الحرب. فغادر السيد (حسين) صنعاء غير مبالٍ بتوجيهات السلطة، ليتلوها بمجموعة من المواقف اللاحقة التي سلبت النومَ من عيون تجار الحروب.
حيث قاد السيد حسين بدر الدين الحوثي في محافظة صعدة العديد من المظاهرات المناوئة لتلك الحرب، وظل -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- على موقفه حتى نهاية الحرب، وبعد “نشوة الحسم العسكري” الذي حصل في الجنوب قررت السلطة معاقبة من وقفوا ضد اجتياح الجنوب؛ لتدفيعهم ثمنَ تلك المواقف الدينية، والإنسانية، والأخلاقية التي اتخذها السيد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-، ووالده السيد (بدر الدين).
فعندما كان السيد حسين بدر الدين الحوثي في صنعاء قامت السلطة – بعد انتهاء الحرب في الجنوب – بإرسال حملة عسكرية كبيرة على منطقة (مران) في يوم السبت 27 / 8 /1994م، واستهدفت منزل السيد المجاهد بدر الدين الحوثي، وغيره من بيوت العلماء، كما اعتُقل العشرات من طلاب السيد (بدر الدين)، وغيرهم من أفاضل المنطقة. حيث ظل البعض منهم في السجن لأكثر من عام رغم المحاولات الحثيثة للسيد حسين بدر الدين الحوثي، والعمل المتواصل على إطلاق سراحهم، إلا أن السلطة في ذلك الحين كانت تضغط بذلك طامعة في أن يتنازل السيد (حسين) -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- عن مواقفه المشرفة والمعلنة تجاه اجتياح الجنوب، ولكن دون جدوى.
بعض المعالم الإيمانية والإنسانية للشهيد القائد:
كان كل من يتعرف إلى السيد حسين بدر الدين الحوثي أو يلتقي به ويسمع حديثه، ومنطقه يتمنى ألا يقوم من مجلسه، أو أن يحالفه الحظ ليلتقي به مرة أخرى. ومهما حاولنا أن نطرق هذا الجانب من شخصية الشهيد القائد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- فلن نعطي الموضوع حقه مهما أطنبنا في عرض ذلك.
فالسيد (حسين) كان أنموذجاً متكاملاً في الأخلاق والقيم، وكان مدرسة في ثقته بالله، وفي إيمانه، ومواقفه، وإحسانه الكبير.. فقد جسَّـد (الإيمان الواعي والمتكامل) من خلال ارتباطه الوثيق بالله سبحانه وتعالى، وبالقيم التي حملها من خلال القرآن الكريم، فتجلى في أخلاقه، وقيمه، ووجدانه، وكان إيماناً يتحرك، وقرآنا ناطقاً يمشي على الأرض. وسنذكر على عجالة بعض هذه المعالم لشخصيته العظيمة وبشكل موجز:
- كان على درجة عالية وكبيرة من الخوف من الله سبحانه وتعالى، لدرجة أنه لم يعد يخشى إلا الله.
- الرحمة، والإحساس بالأمة، واستشعار المسؤولية كانت حالة متميزة في شخصيته.
- كان على درجة عالية من (الإيمان الواعي) والنظرة الصائبة، والعميقة، ويكفي لإثبات ذلك الاطلاع على محاضراته ودروسه القرآنية التي تدل على أنه كان رجلاً استثنائياً.
- كان عزيزاً، وأبياً، يأبى الضيم، ويرفض الذل، والقهر.
- كان الإحسان من أبرز الصفات الملازمة لشخصيته، فقد ذاب في خدمة الناس، وكان ذلك جلياً في مواقفه الكثيرة والمشهودة، وكانت محاضراته ودروسه تزخر بالحث على الإحسان بشكل كبير، وقد توج ذلك الإحسان بتقديم ماله ونفسه في سبيل الله، وفي سبيل المستضعفين.
- كان مثالاً في الكرم، والسخاء، والبذل، والعطاء، ويشهد بذلك القريب، والبعيد. وهذا شأن أولياء الله، وعظماء الأمة الذين يتميزون بهذه الخصلة الكريمة والعظيمة..
إن المرء ليخجل ويهطع رأسه إجلالاً، وإكباراً للخصال السامية، والمعالم الإيمانية التي كان يحملها الشهيد القائد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-، ومن الصعب الإحاطة بأبعاد هذه الشخصية العظيمة في محور، أو في كتاب، أو مجلد، ويظل مشروعه القرآني -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- – من خلال دروسه، ومحاضراته – هو الأبلغ، والأوفى، ليدرك الجميع أننا أمام شخصية فريدة واستثنائية.
رحلة مع القرآن الكريم:
وبالرغم أن السيد (حسين) عاش مع القرآن منذ نعومة أظافره، وتربى في بيتٍ من بيوت القرآن الكريم، إلا أنه في مرحلة من مراحله العمرية هيأ اللهُ له بعض الأسباب ليعيش -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- مع القرآن الكريم عيش المتأمل الواعي، والمتدبر الخاشع الذي يتألم لواقع الأمة، وينشد الحل.
فبعد أن تخرج -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- من كلية الآداب قسم (الدراسات الإسلامية)، سافر إلى السودان لاستكمال الدراسات العليا، وبعد عدة سنوات عاد إلى اليمن ليواصل رسالة (الماجستير) والتي كانت في موضوع (علوم القرآن)..ومن هنا بدأت رحلة جديدة مع القرآن الكريم، رحلة اختزلها (المشروع القرآني) الذي تحرك من خلاله -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-.
فكان في رؤيته الفريدة، ومواقفه الشجاعة قرآناً يمشي على الأرض، وبركاناً يزلزل مضاجع أئمة الكفر والنفاق، وعلى رأسهم أمريكا، وإسرائيل، وأذيالهم من الأعراب.
ومن خلال القرآن الكريم تأمل السيد (حسين) في واقع الأمة، يقيم وضعيتها، ويدقق في الأسباب والعوامل التي جعلتها تصل إلى ما وصلت إليه من انحطاط، وتيه، وهوان، وذل، ويبحث عن الحلول في طيات هذا الكتاب العظيم بتأملٍ محمدي، ووعيٍ علوي. فتحرك -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- مستنيراً بهدى القرآن، يرقب الأحداث برؤيته الاستباقية – من خلال القرآن الكريم – فكانت نظرته إلى الأحداث العالمية، وسائر قضايا الأمة الكبرى ليس باعتبارها آنية لها حدود معينة، ولم يكن يتعامل معها في إطار سياقها الإعلامي، أو الميداني. فقدم الرؤية في زمن اللا رؤية، وقدم الحل في زمن اللا حل، وعزز الثقة بالله في زمن اليأس، والإحباط، والقنوط.
انطلاق المشروع القرآني:
تحرك السيد حسين بدر الدين الحوثي في هذا الواقع صادعاً بالحق يحمل همَّ أمة جده محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) مستنهضاً إياها لدفع الخطر والشر عن واقعها، واستنقاذها من مستنقع الباطل، ووحل التيه، داعياً إياها إلى العودة إلى الله من خلال (العودة العملية) والواعية إلى القرآن الكريم في مقام الاستهداء بهديه، والاستنارة بنوره. فكان أكثر ما ركز عليه -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- هو الاستهداء بالقرآن الكريم الذي تحرك من خلاله النبي محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) في بداية البعثة، فسار على خطى جده لاستنقاذ الأمة، وإصلاح شأنها بما صلح أولها.
وأطلق مشروعه العظيم -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- في أوساط الأمة، وقدم (مشروعاً عملياً) متناولاً كافة الجوانب الروحية، والعرفانية، والتشريعية، والتربوية، والحياتية، والقضايا المصيرية؛ بدءً بالعودة الواعية إلى القرآن الكريم، وتعزيز الثقة بالله من خلال معرفته الكاملة، وصولاً إلى اتخاذ (موقف عملي) يندرج في مواجهة العدو التاريخي للأمة، وذلك من خلال رفع هتاف الحرية المتمثل في شعار: (الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام) والمقاطعة الاقتصادية لأئمة الكفر من الذين يسعون لإطفاء نور الله في هذه الأرض.
رفع الشعار في ساحة الجامع الكبير بصنعاء:
كانت أول (خطوة عملية) في هذا المشروع هو رفع شعار: (الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام) والتي كان لها ارتداداتها منذ انطلاقتها، حيث تداعت السفارة الأمريكية لهذا الشعار، وخاصة بعد رفعه في جامع الإمام الهادي (عليه السلام) في مدينة صعدة، وفي ساحة الجامع الكبير بصنعاء، مما جعل السفير الأمريكي في ذلك الحين (أدموند هول) يقوم ببعض الجولات الميدانية في صنعاء وصعدة، بتوجيهٍ من البيت الأبيض لتكثيف تحركاته، وخصوصاً في محافظة صعدة ليلتقي بمسؤولي المحافظة، وبعض شيوخ القبائل، ويحرضهم على السيد (حسين) وعلى طلابه وأتباعه المؤمنين؛ فنزل ليطوف سوق السلاح في منطقة (الطلح) في صعدة، ووجَّه بسحب الأسلحة من السوق، كما وجَّه بخدش الشعار من على جدران المحافظة، وبعض مديرياتها، وأعلن حينها خشيته عبر وسائل الإعلام من: (تحوّل عداء الشعب العربي لأمريكا إلى عداء ديني). كما صرح أيضاً لوسائل الإعلام بقوله: (تستشعر حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ما يشكله حسين بدر الدين الحوثي من خطر على مصالحها في المنطقة).
حينها تحرك المؤمنون الذين استشعروا مسؤوليتهم ليرفعوا الشعار في ساحة الجامع الكبير بصنعاء من كل جمعة، حيث أن رمزية هذا المعلم الإسلامي الأصيل وغيرها من العوامل هو ما جعل (الشهيد القائد) يرى فيه أول ساحة للمعركة مع الشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل، فكان السيد (حسين) حريصاً على أن يكون الجامع الكبير هو أول انطلاقة للشعار في صنعاء؛ حيث قال في ذلك -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-:
((القرآن هو يبني النفوس بتوفيق الله على هذا النحو، أن تظهر مثلاً فئة صادقة، يُسجنوا ولا يبالوا، يُكبِّروا، ويسافروا إلى هناك يكبروا، قد أصبح الجامع الكبير أشبه شيء بعبارة عن ميدان – فيما بين الناس، وفيما بين الأمريكيين – مواجهة، هذه المواجهة لها آثار فيما يتعلق بالجوانب النفسية، والجوانب التي يسمونها: الجوانب السياسية، والمعنوية، لو لم تكن مواجهة مسلحة. هؤلاء يُكبِّرون، وكل جمعة وهم أكثر، وكل جمعة ما توقفت على الرغم من أنهم يسجنون، وكل أسبوع يسجنون عدداً منهم، بلغ في بعض الجمع إلى أن سجنوا ثماني عشر شخصاً، وبعد كل جمعة يكون عندهم خلاص، يمكن أنهم قد نجحوا، أو ربما قد توقفوا، وتضعضعوا، وأيسوا! ورأوهم مُكبِّرين، وسجنوهم، ورأوهم ثاني جمعة مكبرين، وهكذا، وهكذا.. هذا في الأخير يعني: أن هذه أمة صامدة، وأنه هكذا يكون الناس إذا ساروا على هدى الله)). (دروس رمضان – الدرس العاشر)
وكان يقول -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: ((ساحة المعركة بيننا وبين أمريكا الجامع الكبير)).
فكان لرفع الشعار في كل يوم جمعة في الجامع الكبير بصنعاء، وفي جامع الإمام الهادي (عليه السلام) بصعدة، وفي العديد من المناطق الأخرى كان له صدىً كبيراً، وكانت ترى فيه أمريكا أعظم من أي حربٍ عسكرية تجاه مصالحها في اليمن، والمنطقة. فكان مصدر إزعاج كبير لأروقة البيت الأبيض، ومجلس الشيوخ اليهودي في واشنطن، وذلك واضح من خلال بعض تصريحات السفير الأمريكي التي ذكرناها، والتي عبرَ فيها عن انزعاج حكومته. لتتجه الأحداث إلى منحى آخر تمثل في محاولة تصفية القرآن الكريم (قيادة ومشروعاً)، وذلك من خلال تكثيف الضغوط الأمريكية على السلطة بشن حرب لتصفية السيد (حسين)، وتكبيل أنصاره المكبِّرين.
كما أنه واستباقاً للحرب العسكرية، ومواكبة للهجمة الإعلامية الكبيرة؛ فقد تم سجن الكثير ممن كانوا يرفعون الشعار وخاصة في الجامع الكبير، كما تم فصل العديد من موظفي الدولة، وطلاب المدارس الذين كانوا يرفعون شعار الحرية، أو الذين كان يتم رفع تقارير بحضورهم محاضرات ودورس السيد حسين بدر الدين الحوثي.
مواجهةُ المشروع القرآني:
لقد كان من بواعث الطمأنينة – كسُنّة ثابتة من سنن الصراع بين الحق والباطل – أن تظهر العديد من الشواهد على فعالية هذا (المشروع الإلهي الكبير) الذي تحرك من خلاله الشهيد القائد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- والتي تمثلت في مواجهة هذا المشروع القرآني كما وُوجه يوم نزوله على قلب النبي محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
ففي هذه المرحلة تم مواجهة القرآن الكريم في رؤيته، ودعوته، وثقافته، من خلال الاستهداف الكبير للشهيد القائد بكافة وسائل الاستهداف، حيث انبرت جبهتان في وجه هذا المشروع، واستمرت لمدة عامين قبل أن تشن السلطة الظالمة حربها الأولى. وهاتان الجبهتان هما:
- جبهة (دعاة الصمت، والعجز، واليأس، والإحباط، والاستسلام، والخنوع، والإرجاف، والتثبيط) تحت عناوين متعددة استخدمت أكثر من قناع: فتارة تحت عناوين دينية، وتارة تحت عناوين سياسية.
- جبهة (العمالة، والنفاق، التي تمثلت في السلطة حينها؛ والتي أعلنت انضوائها في التحالف الأمريكي ضد ما يسمى الإرهاب) إضافة إلى بعض القوى السياسية، والإخوانية التي كان أبرزها حزب الإصلاح.
وقد تم توظيف كافة الوسائل لمواجهة هذه المشروع القرآني عبر ماكينة إعلامية ضخمة تحركت لها كافة إمكانيات السلطة من قنوات فضائية، وإذاعات، وصحف، وكُتاب مأجورين، وتوجيه معنوي، وكذلك تحرك التكفيريون، والإخوان المتأسلمون من حزب الإصلاح ليدلو بدلوهم، وفجورهم المفضوح عبر منابر المساجد، وخطب الجمعة، وتوزيع المنشورات التكفيرية، والمحرضة، ونشر البيانات العلمائية، والقَـبَلية، وجميعها كانت موجهة نحو هذا المشروع القرآني، ونحو شخص السيد حسين بدر الدين الحوثي، بدءً بنشر الدعايات، والأكاذيب في مواجهة شخص السيد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- من خلال اتهامه بدعاوى ملفقة: كادعاء (النبوة) وتارة (الإمامة) وتارة أخرى (المهدوية)!! ووصولاً إلى تلفيق تهم سخيفة: كالسحر، وما شابه ذلك..
وفي مقابلة أجرتها قناة الـ (بي بي سي) مع السيد حسين بدر الدين الحوثي اعتبر -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- أن جميع الدعايات التي شنتها السلطة، وحلفاؤها من التكفيريين والإخوان المتأسلمين إنما كانت مجرد غطاء، وتبريرات لشن الحرب. ومما قاله في هذه المقابلة:
((المسألة دعاية، أنا أريد أقول لك إن كل الدعايات التي قالوها إنما قالوها من بعد الحملة للتضليل، ليصنعوا غطاءً ليضربونا تحت هذا الغطاء، وإلا فالحملة هي امتداد لما عملوه من سجون، ومعاملات سيئة من أجل إسكات أي صوت مناهض لأمريكا وإسرائيل، هؤلاء هم ممن يعبدون أمريكا يا أخي، هؤلاء ممن يسترضون أمريكا كغيرهم من زعماء العرب، وغيرهم الكثير من زعماء العرب، والحكومات العربية، هم هكذا، هذا معروف عند العرب الأن استرضاء أمريكا، التقرب إلى أمريكا؛ ليقدموا شعوبهم، وليقدموا دماء شعوبهم قرباناً على المعبد الأمريكي، لترضى عنهم أمريكا، معروفٌ هذا))(1).
مرحلة استهداف الشهيد القائد:
في يوم الأحد السادس والعشرين من شهر رجب الحرام؛ الموافق: 17 / 6 / 2004م الساعة العاشرة صباحاً قامت السلطة الظالمة، والعميلة، والمأجورة بشن حرب بالوكالة عن محور الشر (أمريكا وإسرائيل)، حيث حشدت كل ثقلها في هذه الحرب، بالإضافة إلى العديد من آلاف المرتزقة، والبشمركة، والتكفيريين؛ لتشعل حرباً يصعب وصفها، ويتيه العقل في تفاصيلها، وأحداثها الرهيبة. حيث كان القصف ليلاً ونهاراً؛ واستُخدم في هذه الحرب الطائرات الحربية، والدبابات، والمدافع، والرشاشات، وغيرها من مختلف أنواع الأسلحة. وقد شارك في هذا العدوان الوحشي أكثر من (أربعة وأربعين ألف جندي ومرتزق)!! أي: (ثلاثين ألفاُ من الجنود النظامية)، و(أربعة عشر ألفاً من المرتزقة والتكفيريين).
حيث تم محاصرة منطقة (مران) من جميع الجهات، ومنعوا دخول الماء، والغذاء، والدواء، ليقصفوا منازل المواطنين الآمنين في مران بكل أنواع الأسلحة الثقيلة، والمتوسطة. وعندما طالت الحرب وعجزوا عن الحسم العسكري قاموا باستخدام (الغازات المحرمة) في تلك العمليات العسكرية الظالمة..!
وفي مقابلة مع شبكة الـ (بي بي سي) اعتبر السيد (حسين) خلال توصيفه لضراوة هذه الحرب الظالمة، واصفاً إياها بأنها أشد مما ضربه الأمريكيون على بغداد، والفلوجة..! ومما قاله -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- في هذه المقابلة:
((هم ينفذون توجيهات أمريكا، هذه الحرب شنوها علينا يا أختي بشكل نحن قلنا بأننا كنا نشاهد في الفضائيات الضرب على بغداد؛ ما ضربوه علينا في يوم واحد، يوم واحد في يوم الخميس قبل الماضي أكثر مما شاهدناه مما ضربه الأمريكيون علــى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- صفحات مشرقة من حياة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – إعداد/ يحيى قاسم أبو عوّاضة – الطبعة الأولى – 1434هـ – 2013م – صعدة – ص (114).
حيٍ من أحياء بغداد، أو على الفلوجة. الطائرات أكثر من خمسين طلعة بالطائرات الحربية، وطائرات الهليو كبتر، وقاذفات الصواريخ من كل الاتجاهات، والمدافع، والرشاشات. يعني بشكل… بشكل أكثر بكثير مما شاهدنا الأمريكيين صبّوه على بغداد، وعلى الفلوجة، وليعلم الناس المستمعون، ليعلم المستمعون لإذاعتكم بأن الحرب لا تزال مستمرة، وأنهم يحاولون أن تكون ضربة قاضية لنا في ظل صمت، صمت وتكتم متعمد إعلامي، وعالمي، فحتى التلفونات هم يقطعونها علينا، ليس لدينا أي وسائل اتصال إلا التلفون هذا، ليس لدينا صحيفة، ولا إذاعة، ولا تلفزيون))(2).
وقد اعتبر السيد (حسين) أن هذا المشروع منسجم مع “الحكم الديمقراطي” في بلادنا فضلاً عن انسجامه مع الدين، كما أوضح -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- أن المستهدف الحقيقي هي (الأنظمة) و(الشعوب)، ومما قاله في مقابلة مع شبكة الـ(بي بي سي):
((عمَلُنا أساساً منسجم مع التوجه الديمقراطي في بلادنا، زيادة على أنه منسجم مع الدين، رفع الشعارات في وضعية أو في أي بلد يحكمه نظام ديمقراطي قضية طبيعية، هذا الشعار يُرفع في المساجد وبطريقة سلمية، نحن لا نقوم بالمظاهرات في الشوارع ونكسر سيارات، وننهب محلات تجارية؛ نحن نرفع الشعار في مساجدنا.. نعم.. هم ليسوا محرجين مع أمريكا ولكن هكذا سياسة الكثير من زعماء العرب، وحكومات العرب أن تسترضي أمريكا استرضاء طاعة، طاعة، سمعاً، وطاعة لأمريكا، استرضاءً لأمريكا، وهم لا يعرفون أن الله قال: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (البقرة: من الآية 120) لن ترضى عنهم حتى لو فكروا بأنهم يستطيعون أن ينهونا فإنما أزالوا عقبة في وجه أمريكا من طريق إبادتهم هم، المستهدف هي الأنظمة، إضافة إلى استهداف الشعوب، ونحن انطلقنا على أساس مسؤولية دينية، على أساس القرآن الكريم، وخوف من الله، ولعلمنا بأن هذه الأنظمة لم تعد تكل أي وسيلة دفاع لشعوبها في مواجهة عدوان أمريكا وإسرائيل))(3).
وقد طالت المعركة ولكن دون جدوى، حيث أن (التأييد الإلهي، والسند الإلهي)، كان مرافقاً للسيد (حسين) ولأنصاره المجاهدين، ولولا (التفريط) و(قلة الثبات) اللذان ظَهرَا في آخر أيام الحرب لظلت هذه الحرب لسنوات دون أن تجد السلطة مخرجاً منها.. وفي الأيام الأخيرة من الحرب استخدمت السلطة، وأزلامها العديد من وسائل المكر؛ حتى تستطيع اختراق منطقة (مران) للوصول إلى السيد(حسين) وأنصاره ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- صفحات مشرقة من حياة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – مصدر سابق – ص (122).
- صفحات مشرقة من حياة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – مصدر سابق ص (135).
المجاهدين؛ مستخدمة خدعة (الوساطات) عدة مرات؛ لتتمكن من الوصول إلى منطقة المجاهدين.
وبعد أن وصلت الحشود العسكرية الضخمة إلى (مران) حوصر السيد حسين بدر الدين الحوثي مع أطفاله ونسائه، وثلة من المجاهدين في (جرف سلمان)؛ فقاموا بصب (البنزين) إلى ذلك المكان الذي كان مترساً من متارس القتال في سبيل الله، وصبّوا جام غضبهم سعياً في إحراق من بداخله..!!، وازدادت حدة الخناق والحصار، لكن الشهيد القائد لم يتضعضع، أو يتراجع بل كان يواجه ذلك بكل إيمان، وثقة كبيرة بالله، وباستبسال، وشجاعة لا نظير لهما على الإطلاق.. فقد برز (الإيمان كله) إلى (الكفر والشرك والنفاق كله)..
وبعد أن وصل (حلف الشيطان) إلى السيد (حسين) وهو مثخنٌ بجراحه الطاهرة صبّوا عليه رصاصات الحقد.. فغادر هذه الحياة الدنيا لينتقل للحياة الأبدية في اليوم السادس والعشرين من شهر رجب لعام 1425هـ الموافق 10 / 9 / 2004م، ولقي الله ثابتاً كثبات جده علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وكانت آخر كلمة قالها -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: ((اللهم ثبتني بالقول الثابت))..
فكان الاستهداف للسيد(حسين) استهدافاً للقرآن الذي تحرك بحركته، ودعا الأمة كل الأمة للعودة إليه.. كان استهدافاً للحقيقة الغائبة التي أبصرت النور.. واستهدافاً لصوت الحق الوحيد في هذا العالم الصامت الذي حاولت دول الاستكبار الصهيوأمريكي القضاء عليه وإطفائه ولكن الله متم نوره..
وقد ظن حلف الطاغوت الصهيوأمريكي أنه قد قضى على هذا المشروع بالقضاء على السيد (حسين)، ولم يعلموا بأن هذا المشروع الإلهي الكبير وراءه الله، وأنه مكتوب له البقاء ليتحقق الوعد الإلهي بتمكين عباده المؤمنين ليظهروا دين الحق على كافة أرجاء المعمورة..
وقد تحقق على يد هذا الرجل العظيم نتائج كبيرة جداً، كان من أبرزها الانتقال بأتباع هذه المسيرة القرآنية من وضعية الاستضعاف، إلى وضعية الغلبة والظهور بقوة الله، وتأييده، وبالتالي صناعة أمة قوية في ثقتها بالله، وفي إيمانها ووعيها، بقيادة سماحة السيد المجاهد / عبدِالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) الذي تُعَدُّ قيادته امتداداً لقيادة الشهيد القائد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-.