جلسةُ النواب الخونة.. شرعنة للاحتلال وتمرير صفقاته .. بقلم/ محمد أمين الحميري
حشدت السعوديةُ قُــوَّاتٍ عسكريةً تابعةً لها إلى حضرموت؛ لاستكمال الاحتلال -والمبررُ حمايةُ أعضاء مجلس النواب الخوَنة لعقد جلستهم التي بدأت أعمالُها بالأمس كما تابعنا-، ويخرج بعضُ السطحيين للحديث عن مستقبل حضرموت السياسي الرائع، وأنها ستُعيدُ اليمنَ إلى الواجهة السياسية بقُــوَّة، ومتناسين فشلَ هادي في عقد المجلس في عاصمتهم المؤقتة عدن، ومتجاهلين أَيْضاً مختلف الحقائق التي تكشفت خلال أربعة أعوام، وأنه حتى الآن لا قرارَ بأيديهم ولم يسمح لهم المحتلّ حتى العودة إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم كما يدّعون، فهم كالأسرى في فنادقه.
وبعيداً عن التوصيف الحقيقي لطبيعة هذه الجلسة وبأي عدد، فهي غيرُ قانونية لحيثيات متعددة غيرِ خافية على أحد، السؤال: ما الذي سيقدمُه هؤلاء الأعضاءُ للوطن الذي ساعدوا على احتلاله وتدميره وقتل شعبه، وكان الأولى بهم بعد أربعة أعوام اليقظةُ وصحوةُ ضمير تدفعُهم للمراجعة والتكفير عن خطيئتهم؟!، هل يمكن لمجلس يعقد تحت ضغط المحتلّ أن يكونَ إلى جانب الشعب؟ أم أن اللعبة مكشوفة وهو الشرعنة أَكْثَــرَ للعدوان وتمرير صفقاته في نهب الثروات والسيطرة على المواقع الحسّاسة في البلد، وأَكْبَــرُ فرصة هي وجود هذا القطيعُ من المرتزِقة الفاسدين المشهورين بالفساد والإجرام منذ عقود، وبالتالي أمرُ ممارسة دور السمسار بالنسبة لهم عملٌ هم ماهرون فيه وأَكْثَــر، ومن الأهميّة بالنسبة لقوى العدوان الاستفادةُ منهم وشراء ذممهم بثمن بخس؟!.
في المقابل: هل ستقومُ السلطةُ الشرعية في صنعاء ممثلةً بالمجلس السياسي الأعلى ومجلس النواب الشرعي بالوقوف أمام هذا العبث بمسؤولية واتخاذ كُــلّ الإجراءات اللازمة والعقوبات الرادعة لكل من شارك في هذا اللقاء؛ لتكونَ ردةُ الفعل هذه رادعةً لغيرهم من المرتزِقة أَو من المتواطئين في الداخل ودافعةً لصحوة الكثير وعودتهم إلى صف الوطن؟! شيءٌ جيدٌ ملءُ المقاعد الشاغرة في المجلس في دوائر المتوفين، لكن نطمح أن نسمع خلال الأيّام القادمة تحَــرّكَ أبناء دوائر الأعضاء الخَوَنة وإعلان البراءة منهم، واعتبار الجهات المختصة مقاعدَهم في المجلس مقاعدَ شاغرةً، ما هي خطةُ مجلس النواب بعد إجراء الانتخابات التكميلية، وخَاصَّــةً على الصعيد المجتمعي وتفعيل الأعضاء كوجاهات اجتماعية، فتحَــرّكُهم الجادُّ وقُربُهم من ناخبيهم بلا شك سيكون له دوره في تعزيز عوامل الصمود؟ فنحن نعرفُ أن بعضَ أعضاء المجلس قاعدون في بيوتهم وجالسون يمتنُّون بأن أَكْبَــرَ منجز هو عدمُ وقوفهم في صف العدوان، وأن حضورَهم بعضَ جلسات المجلس يكفي، وإنْ كنا حقيقةً نشكُرُ كُــلّ الأعضاء الوطنيين الذين استمروا داخل بلدهم رغم كُــلّ الإغراءات، لكنَّ هناك جهوداً أَكْبَــر لا بد أن تكون.
في هذا السياق أَيْضاً والشيءُ بالشيء يُذكَرُ، المرحلةُ القادمةُ مرحلةٌ ينبغي أن تشهَدَ حالةً من التعامُلِ الحازم للأجهزة القضائية والأمنية، وخَاصَّــةً فيما يتصلُ بجُــــرْمِ العمالة والخيانة وتقديم الإحداثيات وخدمة العدوان من الداخل، ينبغي أن يتكامَلَ دورُ السلطات الثلاث بالشكل الذي يضمن تجاوزَ مختلف القضايا العالقة وإصلاحَ المسار فيما يلمسُ الناسُ فيه الخللَ والترهُّل، قوى العدوان في حالةٍ من الإحباط واليأس والهزيمة بما في ذلك مرتزِقتها من عسكريين وسياسيين، وهذا يتطلَّبُ تحملاً للمسؤولية وليقوم كُــلٌّ بما عليه من موقعه لا الاتكال والرهان على ذلك الضعف كطريقٍ للفشل التام، فالضعفُ هذا لم يكن ليحصُلَ لولا اللهُ وتمسُّـــكُ الشعب بعدالة قضيته وتضحيات الجيش واللجان، والجهود العظيمة للرجال المخلصين في كُــلّ مؤسسات ومرافق الدولة على الصعيد الداخلي، ولهذا.. الأمر يستدعي المزيدَ من الفاعلية والعمل؛ ليكونَ النجاحُ أفضلَ والإنجازاتُ أوسعَ.