شبحُ الكوليرا.. كابوسٌ جاثمٌ في العقول والقلوب .. بقلم/ محمد عبدالمؤمن الشامي
في الساعة الثانية بعد منتصف الليل بتوقيت اليمن من يوم الخميس 26 مارس 2015م، وبدون سابق إنذار، شنت طائراتُ دول العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي غاراتِها على العاصمة صنعاء ومناطقَ متفرقة من اليمن، معلنة بذلك بدء عملية العدوان علي اليمن، وفي نفس العام تعرضت اليمن لهجمةٍ قوية من وباء الكوليرا وبصورة مفجعة وَمخلفةً وراءها عشراتِ الوفيات والمصابين، أعدادٌ تتزايدُ معدلاتها من عام لآخر وبشكل غير عادي ما بين وفيات وإصابات، اليمن يتعرضُ لأعنف عدوان تدميري غاشم على شعب ووطن يمن الحضارة والتأريخ، ويتعرض أيضاً لأعنف موجة من موجات الإصابة بوباء الكوليرا على مدار التأريخ المعروف.
الكوليرا هي عدوى حادةٌ تسبِّبُ الإسهال وقادرة على أن توديَ بحياة المُصاب بها في غضون ساعات إن تُرِكت من دون علاج؛ لذلك أصبحت الوفيات وَالإصابات بوباء الكوليرا في اليمن خبراً يومياً، فلا يكاد يمر يومٌ علينا إلا ونسمع خبر وفيات؛ بسَببِ بمرض الكوليرا، ومئات المصابين جراء تفشّي وباء الكوليرا، أصبحت المستشفياتُ والمراكزُ الصحية في اليمن في حالة استنفار دائم؛ سعياً منها لإنقاذ الكثير من الأرواح اليمنيين من تفشّي وباء الكوليرا، في ظل معاناة وعدوان مستمرّ خلفها العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي.
لذلك أصبح وباءُ الكوليرا هَــمًّا لا ينفك بل كابوساً مرعباً، يلازمنا في كُـــلّ لحظة من لحظات حياة اليمنيين، يطــال الجميع، لا يوجد أحدٌ من اليمنيين إلّا وفقد أخاً أَو أباً أَو ابناً أَو قريباً أَو صديقاً، جراء الوباء الكوليرا، وإن الناظر إلى إحصائيات وفيات الكوليرا الصادر عن وزارة الصحة العامة والسكان ومنظمة الصحة العالمية الأخيرة في اليمن لَيرى أنها مرعبةٌ وخطيرة.
لذلك علينا الاعترافُ بأن وباء الكوليرا يهدّدُ الملايينَ من اليمنيين، بل أصبحت يهدّد كلَّ اليمنيين، وَكل شخص موجود في اليمن، بل أصبح يهدّد دولَ الجوار، ربما ينتقل أيضاً إلى تلك الدول.
شبحُ الكوليرا يطالعُنا بالإحصائيات المؤسفة والمؤلمة، الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة يقول: إن الترصد الوبائي في ديوان عام الوزارة سجّل خلال الثلاثة الشهور الأولى من هذا العام 128 ألف حالة إصابة بالكوليرا توفي منها 140 حالة؛ لذك يجبُ على الجهات المعنية اتّخاذ الحلول والإجراءات والوقوف أمام تفشّي وباء الكوليرا، فالمسئوليةُ هنا أولاً هي مسئولية الجهات المعنية وهي وزارة الصحة العامة والسكان ووزارة المياه والإدَارَة المحلية والأشغال والنظافة والمجالس المحلية في أمانة العاصمة والمحافظات.
واللومُ لا يوجَّهُ إلى جهة واحدة، بل إنها مسئوليةٌ تضامنية جماعية ويجب أن يسهمَ فيها الجميع، وَيتطلب من الجميع الوقوف أمام الوباء وتضافر الجهود للقضاء عليه، وحماية المجتمع من تفشي الكوليرا ونتائجها المأساوية.