المحايد.. إن تحمِلْ عليه يلهث أَو تتركه يلهث .. بقلم/ زينب إبراهيم الديلمي
لم تتضحْ لمُدَّعي الحياد صُوَرُ ووثائقُ مجازر العدوان بعد وآخرها مجزرة سعوان.. فللعام الخامس من القصف والإجرام والتزوير والافتراء وتحقيق انتصارات أسيادهم الواهية ”كما يفترون“ ولا زال كفيفو البصيرة يفقدون الوعيَ أسوأ من السيء؛ بحثاً عن مُخيلاتهم وأحلامهم لينضموا إلى صفوف أولياء نعمتهم من أرباب الفنادق والقصور..
لقد أعميت أعينُهم عن الحقائق، فلم يعُد بإمكانهم رؤية الواقع بوضوح، وماتت بصيرتهم وضمائرهم بالكامل ولم يفيقوا من سُباتهم العميق.. ولم تعد ضمائرهم الميّتة تُحرّك ساكناً وأضحت إنْسَــانيتُهم النائمةُ لا موقظَ لها ولا مُنبّه يوقظها، فقد انعدمت وخُمِدت تماماً وأصبحوا لا خيرَ فيهم ولا إنْسَــانية يُنتَفعُ بهم، بل هم جواري وعبيدٌ أصبح الانتفاعُ بهم في الشر والمكر لدى مواليهم..
فجعلوا أصابعَهم في آذانهم من سَمَاعِ البشائر الإلهية التي يُحقّقها خيرة الرجال، ومن مجازر العدوان بحق الأبرياء فينفروا منها، ويميلون إلى سماع الأكاذيب والزور من وسائل إعلام الأعراب؛ ليُصدقوا تلك الافتراءات وتلك الأبواق والهالات الإعلامية العدوانية ويُكذِّبون الدماءَ التي سقطت وآهاتِ الثكالى وأنينَ الأطفال وصُراخَ الكُهول..
المحايدون النائمون على فراش الإرجاف هم جزءٌ من أوراق العدوان وأدواته، إذ أقفلوا آذانَ بصيرتهم ولم يعد يُبالون بما فعل سفهاؤهم، فهم تارةً كالكلب إن تحمل عليه يلهث أَو تتركه يلهث.. وتارةً أُخْــرَى كالحمار يحملُ أسفاراً ولا يفقهُ شيئاً ولا يعلم ما وراء ظهرهِ من أثقال..
فمرضُ الحياد قد تفشّى في أوساط بعضٍ ممن جعلوا دماءَ الأبرياء لا عزاءَ ولا بواكيَ له.