نجاح الانتخابات التكميلية تعكس وعي اليمنيين الكبير بالجمهورية والديمقراطية
المسيرة| هاني المحويتي:
لم يقتصرْ صمودُ وثباتُ الشعب اليمني الأسطوري لأكثرَ من أربع سنوات على مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي والحصار الظالم فحسب، بل وكما هي عادتهم استطاع أبناءُ هذا البلد أن يبهروا العالم مرةً أخرى عبر مشاركتهم في العُرس الديمقراطي وممارسة حقوقهم الدستورية وفقاً للقانون اليمني والمتمثل في العملية الانتخابية التكميلية التي أجريت بنجاح منقطع النظير، أمس الأول الأحد، 13 إبريل لمِلء المقاعد الشاعرة في 24 دائرة انتخابية بأمانة العاصمة وصعدة وعمران وحجة والمحويت والحديدة، واختيار أعضاء جُدُدٍ في مجلس النواب بعد وفاة النواب السابقين وخلو مقاعدهم لسنوات طويلة.
ولم يمنع استمرار العدوان والحصار المواطنين من المشاركة في عملية الاقتراع بتلك المراكز الانتخابية لاختيار ممثليهم في البرلمان بطريقة دستورية وحضارية ونزيهة وشفافة، فيما وقف العدوان السعودي ومرتزِقته عائقاً أمام إجراء الانتخابات في 10 دوائر تقع في مناطق سيطرته هي عدن وأبين وحضرموت ومأرب.
وقد سارت عملية الاقتراع في الانتخابات النيابية الشاغرة بالدائرة 17 أمانة العاصمة بصورة طبيعية، حَـيْـثُ بلغ عدد اللجان الانتخابية بالدائرة 112 لجنة، وكان إقبال المواطنين في هذه الانتخابات التي يتنافس فيها أربعة مرشحين من مختلف الأحزاب السياسية كبيراً جداً.
أما في محافظة المحويت فقد أجريت عمليةُ الاقتراع في 82 لجنة فرعية موزعة على 25 مركزاً انتخابياً لاختيار ممثل الدائرة 242 بمديرية شبام كوكبان في مجلس النواب، حَـيْـثُ كان نسبة التصويت من قبل الناخبين كَبيراً وغيرَ متوقعٍ، أما في محافظة تعز فقد حقّقت العملية الانتخابية نجاحاً باهراً عكست حجم مشاركة الناخبين للتصويت على ملء المقعد الشاغر في الدائرة 33 بصالة.
وفي محافظة عمران شارك المواطنون في عملية الاقتراع بالدائرة 289 في انتخابات ملء المعقد الشاغر في مجلس النواب وفقاً للقانون والدستور، كما شهدت محافظة إب حضوراً فاعلاً وزخماً شعبياً من قبل الأهالي المشاركين في الانتخابات البرلمانية لملء المقاعد الشاغرة بالمحافظة في أربع دوائر هي 88 بمديرية بعدان، والدائرة 91 و92 بمديرية المخادر والدائرة 109 بمديرية القفر، وبلغت عدد المراكز الانتخابية فيها 51 مركزاً فيها 328 صندوق اقتراع، كما بلغ إجمالي عدد رؤساء وأعضاء الفرعية في هذه الدوائر 984.
وشارك أبناءُ محافظة الحديدة في هذا العرس الديمقراطي من خلال تفاعلهم وحضورهم الكبير والملفت رغم ما تعانيه المحافظة من حصار وعدوان على مدار الساعة من قبل قوى الغزو والاحتلال، في عملية الاقتراع وانتخابات ملء المقاعد النيابية الشاغرة في خمس دوائر تضم 78 مركزاً انتخابياً.
رقابةٌ دولية واسعة في العملية الانتخابية
وتأتي عمليةُ التصويت التي أجريت، أمس الأول الأحد، بعد يومين من دعوة اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء الناخبين للتوجّـه إلى صناديق الاقتراع في انتخابات ملء المقاعد الشاغرة في مجلس النواب الذي يحظى بأغلبية ساحقة من الأعضاء في العاصمة صنعاء ومستمرّ بعقد جلساته دون انقطاع، مهيبة بكافة الناخبين في الدوائر المحدّدة الحرصَ على ممارسة حقهم في اختيار ممثليهم في مجلس النواب بالتوجّه إلى مراكز الاقتراع المسجلة أسمائهم في جداولها.
ونوّهت اللجنةُ الناخبين باصطحاب البطائق الانتخابية أَو إحدى وثائقَ إثبات الهُـويَّة وهي البطاقة الشخصية أَو العائلية أَو العسكريّة أَو جواز السفر معهم، لافتةً إلى أن اللجانَ الفرعية ستباشر عملَها في تمام الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة السادسة مساءً.
وقد أجريت الانتخابات بطريقة دستورية وقانونية وفي أجواء ديمقراطية يسودها النزاهة والشفافية، وبمشاركة مراقبين دوليين ومحليين، حَـيْـثُ أكّــد محمد الجلال -الأمين العام للجنة العليا للانتخابات والاستفتاء-، في حوار سابق مع صحيفة “المسيرة” أن اللجنةَ العليا للانتخابات قامت بمهامها وواجباتها وأنشطتها بشكل كامل ولم تتح فرصة لأية منظمة سواء أجنبية أَو محلية إلّا ودعتها إلى المشاركة في الرقابة والاطلاع على الانتخابات؛ كَـون اللجنة العليا للانتخابات ومقرُّها في العاصمة صنعاء هي المخوّلة قانونياً بإجراء هذه العملية وكون المجلس لا يزال قائماً ويحظى بمشاركة الأغلبية من الأعضاء في تلك الجلسات، مبيناً أن هناك منظمات استجابت للدعوة وقد بلغ عددُ هذه المنظمات 45 منظمة، حَيْـثُ تم عقد دورات تدريبية لهذه المنظمات وصُرفت بطائقهم وقد تم تحَـرّكهم إلى الميدان للرقابة على هذه الانتخابات في مختلف الدوائر، والأهم في هذا أن عدد المنظمات التي طلبت المشاركة لم يسبق له مثيل في أية انتخابات ماضية، بمعنى أن هناك رقابةً حقيقية وفاعلة من قبل هذه المنظمات.
وأوضح الجلال أن اللجنة العليا للانتخابات وجّهت رسائلَ للأمم المتحدة والمنظمات الدولية المهتمة بالرقابة على الانتخابات وسبق لها أن قامت بالرقابة في انتخابات ماضية عبر وزارة الخارجية، بما في ذلك مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، أي أن اللجنة اتخذت كافة الخطوات القانونية في سبيل إنجاح هذه العملية.
حكومةُ المرتزِقة ترفُضُ مسارَ الجمهورية
وبما أن اللجنة العليا للانتخابات التي تتخذ من العاصمة صنعاءَ مقراً لها هي مَن تتمتعُ بالمعايير الدولية المعترَف بها من قبل المجتمع الدولي، فقد كان لزاماً عليها وفقاً للدستور والقانون اليمني الإعلانُ عن خلو المقاعد الشاغرة في مجلس النواب بكافة محافظات الجمهورية بما فيها المحافظات المحتلّة الواقعة تحت سيطرة الغزو والاحتلال البالغ عددها 10 دوائر في محافظات عدن وأبين وحضرموت ومأرب، إلا أن مجاميع المرتزِقة في تلك المحافظات حالت دون إجراء العملية الانتخابية هناك وامتنعت عن استقبال اللجان الإشرافية والفرعية.
وبالرغم ما نسمع دائماً عن الشعارات التي تردّدها حكومة الفارّ هادي عن الجمهورية والديمقراطية والتعددية السياسية، إلا أن تعاملها مع العملية الانتخابية لمِلء المقاعد الشاغرة في مجلس النواب التي أجريت، أمس الأول الأحد، بكل وقاحة واستخفاف وامتناعها عن المشاركة فيها رغم الرقابة الدولية يدل على أن تلك الشعارات كاذبة، فمن المستحيل أن ينصاع للدستور والقانون من هو فاقدٌ لها ومَن يمثِّلُ وجودُه خروجاً عن القانون، بينما حقّقت الانتخاباتُ في العاصمة صنعاءَ وغيرها من المحافظات الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ نجاحاً باهراً عكست تمسُّكَ أبناء تلك المناطق بالجمهورية والديمقراطية والدستور اليمني بشكل عملي، من خلال المشاركة في عملية التصويت بالانتخابات التكميلية وقبلها فتح المجال أمام الجميع للترشح والتنافس على عضوية مجلس النواب.
اللجنةُ العليا تشيدُ بتفاعل المواطنين
إلى ذلك أشاد محمد الجلال -الأمين العام للجنة العليا للانتخابات والاستفتاء-، بالوعي الكبير والمسئول لأبناء الشعب اليمن الذي تجسد من خلال المشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية التكميلية التي أجريت، أمس الأول الأحد، في أكثرَ من 24 دائرة انتخابية بعموم المحافظات اليمنية.
وقال الجلال في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن الانتخابات سارت بشكل طيب وسلس وبطريقة نزيهة وشفافة ولم تسجل اللجنة العليا أية حالة مخالفة أَو اختلال باستثناء مشكلة صغيرة في أحد المراكز الانتخابية بمحافظة إب تم احتواؤها بسرعة.
وأشار الأمين العام للجنة العليا للانتخابات إلى أن اللجنة لم تكن تتوقع الإقبال الكبير للمواطنين المشاركين في عملية الاقتراع ومِلء المقاعد الشاغرة واختيار ممثليهم في مجلس النواب، مؤكّــداً حرصَ الشعب اليمني على أن يكونوا هم من يؤمِّنُ سير العملية الانتخابية ولهم الفضلُ في نجاحها.
وكشف الجلال عن إعلان نتائج التصويت في الانتخابات التكميلية خلال الساعات القادمة، مبيناً أن المدةَ القانونية والدستورية لإعلان النتائج هي 72 ساعة، لافتاً إلى أن اللجنةَ العليا للانتخابات تعملُ على قدم وساق وبشكل مستمرّ في استقبال النتائج من المحافظات قبل الإعلان عنها نهائياً بشكل رسمي وخلال مؤتمر صحفي اليوم الاثنين أَو غداً الثلاثاء بإذن الله.