صحيفة “المسيرة” تزور أقرباء الضحية بأحد المراكز الخاصة:
المسيرة: عباس القاعدي:
نادية ناصر صالح الصيراني، امرأةٌ في الثلاثينيات من عمرها تسكنُ مع زوجها محمد محمد صالح الصيراني في قرية عصيران مديرية الرجم محافظة المحويت ومع أولادها الأربعة، وكان حالهم مستوراً، لكن بسَبب العدوان الذي يستخدم الصواريخ المدمرة والقنابل العنقودية والغازات الكيميائية المسمومة التي تنتشر عبر الهواء، تأثرت الأجنة في الأرحام وأَصْبَــحت نادية لا تعلم ما تخفي لها الأَيَّامُ من معاناة ومرض وحزن، ولم تعلم أن طفلها الذي تنتظره سيكون ميتاً ولم تتوقع أنها تصبح ذات يوم على سرير العذاب وبين أيدي الذئاب.
ناديةٌ فارقت الحياة ثلاثةَ أشهر في غيبوبة تجعل زوجها الفقير والمسكين يعاني فيها الأَيَّام العصيبة، بما فيها ويتنقل بها من مستشفى إلى آخر؛ بسَببِ الأخطاء الطبية التي جعلتها إحدى الضحايا وبين الحياة والموت، وهذا بسّبب غياب الرقابة الطبية وموت ضمير الإنْسَانية، وأن يكون مستشفى “يوني ماكس” المستقَر بالنسبة لهما وأن يتركوا أولادهما الأربعة مشردين وجعلوا من المستشفى منزلاً جديداً ولم يسأل عنها لا صديقٌ ولا قريب؛ بسَببِ الفقر.
وبما أن المريضة معاناتها تزداد، قامت صحيفة المسيرة بزيارة خَاصَّـة إلى مستشفى “يوني ماكس”، والاطلاع على حال المرأة التي تصارع الموت فكانت الحصيلة كالتالي:
مراكزُ خَاصَّـة تستهترُ بحياة البشر
من جانبه قال محمد محمد صالح الصيراني –زوج المريضة- بأنه “ذات يوم اتصلت به زوجته وأخبرته أنها تشعر بألم في بطنها وهي حامل في الشهر السادس، وترك عمله وسافر إليها وكانت في صحة تامة من الله وتنجب الأولاد بولادة طبيعية من أجل معالجتها، ومع عدم توفر الأطباء والعلاجات في مديرية الرجم، قرّر إسعافها إلى صنعاء ووصلت إلى مستشفى 22 مايو بضلاع همدان عملوا لها كشافة فوجدوا الجنين ميتاً، بعدها قرّروا لها عملية على أساس إخرَاج الجنين”، مُشيراً إلى أن الظروف لا تسمح بإجراء عملية ولا توجد امكانيات؛ وبسبب ذلك أخرجها من المستشفى بعيون باكية وقلب حزين.
وأضاف الصيراني في تصريح لصحيفة “المسيرة”: “وبينما أنا أفكر في حال زوجتي دلني صاحب باص على المركز اليمني الصيني الطبي الحديث، بمديرية بني الحارث، وقال إن فيه دكتورة نساء وولادة وَمتخصصة، وتعمل لها طلقة صناعية وتنزل الجنين بشكل طبيعي دون أي ضرر وبتكاليف بسيطة، ومع الفقر والحال الذي أنا فيه قلت مناسب وذهبت إليه، وبعد وصولنا إلى المركز اليمني الصيني الطبي الحديث واستقبلتنا الدكتورة حنان الجبوبي وعملت لزوجتي أشعة وفحوصات، وقالت: لا تخَف؛ لأَنَّ الجنين ميت ولا يخرج سوى بعملية أَو بطلقة الصناعية، وفي كُــلّ الأحوال نخرجه على ضمانتي لا تقلق.. وجعلتني بكلامها أثق فيها وأشعر أنها متخصصة، ولم أعرف أنها قابلة إلّا بعد أن فات الأوان”.
وأضاف الصيراني: “أدخلت الدكتورةُ زوجتي إلى غرفة الرقود وأعطتها حبوب كثيرة وثلاث أَو أربع إبر، كُــلّ هذا ما أسمته الطلقة الصناعية ودون موافقتي، وكانت زوجتي تتولد وتعاني بشدة؛ بسَببِ الحبوب والإبر وَبدون نتيجة، وحدث لها ما حدث وبسبب ذلك أُصيبت بغيبوبة وَبفشل كلوي حاد وأَصْبَــحت طريحة الفراش في مستشفى “يوني ماكس” وتتلقى العلاج فيه”.
موتُ الضمير
وأوضح زوج المريضة أنه وصل إلى مستشفى المتحدون وليس معه فلوس عندها طلب منه الدكتور المستلم بندقاً أَو أي شيء رهناً عندهم من أجل أن يدخلها العناية المركزة؛ لأَنَّها في حالة غيبوبة وحالتها خطيرة، بعدها وافق واتصل لأخيه بأن يعطيه البندق ويأتي إليه إلى المستشفى، وبعد أن وافق قام الدكتور بإجراء فحوصات وأعطى لها أشعة ووجد أن في رحمها بقايا جريمة الخطأ الطبي ووجد أن الكليتين قد توقفتا.
وتابع الصيراني: “قال الدكتور تحتاج دماً وصفائحَ ولا توجد إلّا في مستشفى السبعين، وهذا هروبٌ من المسؤولية، قلت له يا دكتور زوجتي تموت أنقِذها من الموت وعملوا خيراً؛ لأَنَّها ما توصل السبعين إلّا وقد ماتت، فلم يستمع لنا الدكتور، وأخرجناها وعدت بها إلى مستشفى 22 مايو بضلاع همدان مرة ثانية، واستقبلنا دكتور يُدعى جميل وقام الدكتور جميل بفحص التقارير التي أعطاها مستشفى المتحدون، وبعد ذلك قال لا توجد عندنا الصفائح الدموية والدم وسرت إلى مستشفى السبعين واشتريت الصفائح وسهّل الله باثنين متبرعين أعطوا لنا الدم، وبعدها قال الدكتور جميل: هذه الحالة أمانة ما نقبلها وطلب مني أن أرجعها إلى الذي فعل هذا العمل وقال لي بأنهم لا يستطيعون فعل شيء، قلت له: يا دكتور أين أسير بها زوجتي في غيبوبة وَتموت”.
ثلاثة أشهر في غيبوبة داخل العناية المركزة
وأوضح الصيراني في حديثه قائلاً: “وبينما نحن نتحاور جاء سَائق باص الإسعاف التابع لمستشفى 22 مايو وسألني عن حالتي، وبعد أن شرحت له الموضوع قال: أدلكم على مستشفى “يوني ماكس” وإنْ شَاءَ اللهُ يستقبل الحالة ويساعدكم، وأخرج تلفونه وتصل بأحمد شرف الدين مدير علاقات مستشفى وشرح له الموضوع وأخبره أن حالتنا المادية ضعيفة ولا يوجد معنا شيء، قال سهل جيبها وإنْ شَاءَ اللهُ ما يكون إلّا خير، وصلنا إلى مستشفى يوني مكس وقد الدكتور محمد الحسيني جاهز قد اتصلوا به مباشرة، أخذ مني التقارير واطلع عليها وعمل لها أشعة وحوّلها إلى العمليات مباشرة وأجرى لها عملية وهي ما زالت في غيبوبة، وبدون أن يطلبوا مني أجورَ العملية أَو علاجات أَو أشعة، وعندما سألت عن ذلك قال الدكتور الحسني أولاً ننقذ المرأة من الموت، وبعد إجراء العملية أدخلها العناية المركّزة وجلست فيها ثلاثة أشهر”.
الأخطاء الطبية نزعُ الأرواح بلا شفقة
وأشار زوج المريضة إلى أن وبعد أن فاقت زوجته من الغيبوبة، كان جسمُها منتفخاً وتصيح من الألم في أضلاعها، عندها قرّر الدكتور الحسيني إجراءَ غسيل للكلى لها؛ لأَنَّ وظائف الكلى كانت قد توقفت، مضيفاً: “أخرجناها إلى مستشفى آزال بمساعدة الدكتور الحسيني ومدير المستشفى الذي وقف معنا وَركّبوا لها قسطرة وعملوا لها أول غسلة للكلى والثانية وكل غسلة ترتفع الوظائف؛ بسَببِ أنها أُصيبت بفشل كلوي حاد، وبعد ذلك أرجعناها إلى مستشفى يوني ماكس الذي تساعد معنا مديره الدكتور باسم وبذل كُــلّ جهده وقبل أن يعالجها ولنا الآن ستة أشهر داخل المستشفى نعالجها، وأَصْبَــحت مديوناً له أَكْثَــر من ستة ملايين ريال مقابل رقود وعلاجات وعناية، وَإلى الآن مدير المركز اليمني الصيني والدكتورة حقه لم يعبرونا وكأنهم لم يرتكبوا الجريمةَ القاتلة والوحشية”.
التنازلُ مقابل تسديد الدين
ويضيف الزوج: “بعد أن رفعنا شكوى إلى وزارة الصحة اتصلت الوزارة بالدكتور باسم بأن تؤجل تكاليف العلاجات حتى اتخاذ الإجراءات اللازمة، وبعد الاتصالات التي أجراْها الدكتور باسم والحسيني مع مدير المركز اليمني الصيني والقابلة التي أجرت العملية جاء إلى مستشفى يوني ماكس وبعد أن شاهدوا حالة زوجتي قالوا نتنازل من القضية ويسددوا الدين للمستشفى، أجابهم الدكتور باسم: لا يمكن أن يحدث هذا والمريضة ما تزال تحت العلاج ولديها فشل كلوي وهي الآن بين الحياة والموت”.
وأضاف “إن المجلس الطبي بعد أن أخذ إجراءاته القانونية أصدر حكما بإغلاق المركز ومنعوا عليهم السفر ودفع تكاليف معالجة زوجة الصيراني لمستشفى يوني مكس ومعالجة المريضة في أي مستشفى، حتى تعود لها صحتها ولم ينفذ من الحكم إلى إغلاق المركز فقط، أما الديون ما زالت علينا ولم تسلم والعلاج علينا وما زلنا في مستشفى يوني مكس ولم يتم ضبط مدير المركز بتنفيذ الحكم، وأنا قد بعت كُــلّ ما أملك من أجل علاج زوجتي التي أَصْبَــحت طريحةَ الفراش وأولادي مشردين بدون رعاية أَو اهتمام في البلاد”.
السرطان نتيجة الصدمة
بدورها، تروي تقية حسن المروي أم المريضة قصتها قائلة: “دخلت العناية عند ابنتي فشاهدت وجهها وكل جسمها منتفخاً ومصابة بورم لم أصدق أنها ابنتي، انصدمت وأغمي علي وَأخرجوني من العناية، وبعد أن فقت شعرتُ بألم في ثديي الأيسر، وبقيت أسبوعاً وأنا أتألم ولم أشعر بألمي؛ لأَنَّ حس%8