رئيس الهيئة العليا للأدوية يطالب الأمم المتحدة بالضغط على دول العدوان لرفع الحصار على الدواء
المسيرة| هاني أحمد علي:
تضعُ دولُ تحالف العدوان بقيادة السعوديّة وأمريكا آلافَ المرضى اليمنيين في اتّجاه إجباري نحو الموت المحقّق؛ بسَببِ استمرار الحصار الدوائي وإغلاق المنافذ الجوية والبرية والبحرية.
وكشف تقريرٌ صادر عن الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية بصنعاءَ عن انعدام 120 صنفاً من أدوية الأمراض المزمنة وعدم توفرها في مخازن وزارة الصحة خَاصَّـة أدوية “زارعي الكلى وأمراض السرطان” التي تمثل 50 % منها، وأكّد التقرير أن ذلك جزء يسير من تدهور الوضع الدوائي في اليمن الذي تسبب به العدوان والحصار.
وتشير البيانات الصادرة عن الهيئة العليا للأدوية إلى انخفاض مؤشر استيراد الأدوية حسب الأسماء التجارية وعدد المستوردين إلى ما يقارب 60 % من متوسط الاستيراد في السنوات ما قبل العدوان على بلادنا.
وبحسب الهيئة فَإن 362 اسماً تجارياً يحتاج إلى ظروف نقل خَاصَّـة وتبريد وهذه الأدوية متوفرة بالحد الأدنى في السوق اليمنية منذ إغلاق مطار صنعاء، وتؤكّــد الهيئة أن أغلب هذه الأدوية من الأصناف والمستلزمات المهمة ومنها الأدوية الهرمونية والأمصال ومشتقات الدم والأدوية المناعية ومثبطات التخثر وأدوية الإنعاش والتخدير وغيرها من الأدوية.
ومنذ شن العدوان والحصار على اليمن حظرت دول العدوان بعض المواد الطبية اللازمة للصناعات الدوائية ومنعت دخولها عبر المنافذ والموانئ اليمنية، بالإضَافَة إلى ما تقوم به دولُ العدوان من عرقلة وصول الشحنات المحملة بالأدوية والمستلزمات الطبية والتي تم منحها وثائق الموافقة على الاستيراد ودخول الأراضي.
وأشارت الهيئة إلى فرض دول الحصار قيود وإجراءات تعسفية على دخول السفن المحملة بالأدوية مما يعرض الشحنات للتلف ورفع تكاليف شحنها وتأمينها، وذكرت البيانات تأثيرَ نقل مقر البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن على توفير الأدوية، حيث أشارت إلى أن نقل البنك أثّر على قدرة وزارة الصحة في توفير الأدوية التي يحتاجها القطاع العام والذي كانت الوزارة توفرها باستمرار لأَكْثَــر من 600 ألف مريض ومصاب بأمراض مزمنة مختلفة كزراعة الكلى ومرضى السكر والسرطان وغيرها إضَافَة إلى صعوبة فتح اعتمادات وَالتحويلات للمستوردين لاستيراد الأدوية.
وفي السياق ذاته أكّــد رئيس الهيئة العليا للأدوية الدكتور محمد المداني في تصريح خاص لصحيفة المسيرة، أن العدوان قد تسبب في تأثر نشاط مئات المستوردين، لافتاً إلى أن اضطراب أسعار الدواء؛ نظراً لعدم القدرة على ضبط أسعار الصرف نتج عنها فقدان 50 % من الصيادلة لوظائفهم وتأثر النشاط الاستثماري في مجال صناعة الأدوية.
وطالب الدكتور المداني في هيئة الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي الإنْسَانية والحقوقية بإلزام دول العدوان باحترام مواثيق الأمم المتحدة والعالم في تحييد الدواء وعدم عرقلة وصوله إلى محتاجيه من المرضى في بلد كان وعلى أي أرض بالعالم.. مؤكّــداً أن آلاف المرضى اليمنيين خَاصَّـة مصابي الأمراض المزمنة بحاجة ماسة للأدوية وأن هناك من فقد الحياة وآخرين تدهورت حالتهم الصحية؛ بسَببِ غياب الأدوية.
وأضاف رئيس الهيئة العليا للأدوية أن هناك أدويةً يحتاج نقلها إلى ظروف خَاصَّـة كالمحاليل والانسولين وأدوية الأمراض المزمنة ولا يمكن نقلها عبر البحر الذي يأخذ وصولها ما بين أربعة إلى ستة أشهر؛ بسَببِ الحصار المفروض على اليمن، مناشداً الأمم المتحدة بإيجاد وسائل نقل هذه الأدوية إلى مطار صنعاء وميناء الحديدة بأسرع وقت، محملا الأمم المتحدةً نتائج غياب *وتأثر* هذه الأدوية وتدهور صحة المرضى وموت بعضهم لعدم اتخاذها إجراءات حازمة لرفع الحصار الدوائي وتطبيق قوانين العالم الإنْسَانية، مشيراً إلى أن وزارة الصحة والهيئة العليا للأدوية قد أطلقت عدة نداءات استغاثات في هذا الجانب دون أي رد إيجابي من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.