السجون السرية في مأرب: إخفاء قسري وتعذيب حتى الموت
المسيرة/ وائل شاري
يتم الاعتقالُ للمدنيين المسافرين من المناطق الشمالية من الطلاب والتجار والمواطنين في نقطة الفلج على مدخل مدينة مأرب وبطريقة مهينة واستفزازية.
وقال المعتقل “م. ج”: “اعتقلت وأنا على الباص مسافر إلى سيئون ومنها إلى القاهرة عقب إجازة السنة الدراسية؛ وذلك لمواصلة الدراسة الجامعية في كلية الطب، تم إنزالي من على الباص وأصدقائي رفضوا تركي ونزلوا معي وتم وضعنا في غرفة صغيرة بجانب النقطة حتى أتى طقم عسكري ونقلونا إلى سجن يسمى المحكمة، تم إهانتنا وتهديدنا بالسلاح والسب والشتم”.
بدوره المعتقل مهنا زبيبة، تاجر تم اعتقاله وهو ذاهب إلى مدينة شحن لشراء السيارات، وَقال لصحيفة المسيرة: “تم إلقاء القبض علي وأنا مسافر في طريق مأرب إلى شحن لشراء السيارات، وتم ضربي مباشرة في النقطة وألقوا بي إلى ظهر طقم وأنا مغطّى العينيين ونقلوني إلى إدارة أمن مأرب”.
السجونُ السرية وإدارتُها بمعايير العنصرية:
سجونُ مأرب السرية تتم إدارتها بكل حرفية باستخدام الترهيب والترويع للمعتقلين والمختطفين، وتُمارَسُ فيها انتهاكات كبيرة وطرق تعذيب مهينة..
السجون السرية تحظى بحراسة مشددة؛ كَوْنها تقعُ في مناطقَ محمية عسكرياً حتى لا يتم كشفها، وذكر المعتقلون عدداً من السجون منها: “سجن الشرطة العسكرية– سجن الاستخبارات العسكرية_ سجن الأمن السياسي _ سجن إدارة الأمن _ سجن الأمن المركزي _ سجن المعهد أَو ما يُطلق عليه سجن الصالح _ سجن المحكمة وهو في إحدى المحاكم التي حوّلها المرتزِقة إلى سجن”.
فيما أكّــد المعتقلون أن السجانين “لا يسمحون لأحد أن يرى وجوههم ويرتدون أقنعة بشكل متواصل حتى لا تكشف هُوياتهم من قبل المعتقلين، وتدار السجون من قبل أشخاص ذوي نزعات طائفية وعُنصرية”.
سجنُ المحكمة.. المحطة الأولى للاختطاف:
يعتبر السجن الاحتياطي من السجون التي يتم جلب المعتقلين من النقاط العسكرية إليها؛ تمهيداً لنقلهم إلى سجون أُخْــرَى عقب إجراء التحقيقات معهم، وتتراوح بقاء السجين فيه من أيام معدودة إلى أشهر، حسبما أكّــده المعتقلون للصحيفة.
ويروي المعتقلون “المهمة التي يقوم بها مسئولو السجن هي البحث والتحرّي عن المعتقلين للبحث عن أية ثغرات واهية لترحيلهم إلى سجون أُخْــرَى، يمارس المحقّقون أساليب عنصرية ويطلقون ألفاظا نابية للمعتقلين”.
يتم نقل المعتقلين من سجن المحكمة إلى سجون أُخْــرَى في ظروف أمنية مشددة ويتم استخدام التمويه المشدد، فيتم تغطية عيون المعتقلين وتقييدهم في الأيدي والأرجل ويوضعون على أطقم عسكرية ويستلقون على بطونهم أَو ظهورهم ثم يتم تغطيتهم بلحاف “بطانية” والدوس عليهم بأقدام الجنود والسلاح موجَّه إليهم حتى لا يصدروا أي صوت.
وقال المعتقل “م. ج” الذي مكث في سجون مأرب ما يقارب الثلاث السنوات وأُطلق عبر صفقة تبادل الأسرى: “يستخدم السجانون في سجن المحكمة أساليب استفزازية وواهية لغرض الاعتقال كما سلف، وأما خلال التحقيق فالأمر أشدّ فظاعة”، مضيفاً “خلال فترة اعتقالي في سجن المحكمة والتي بلغت خمسة أيام، حقّق معي مسئول السجن أبو راصع، فبدء بتفتيش جوازي ووجد تأشيرة لمصر التي أدرس فيها وكذا الإقامة الدائمة في دولة أوروبية؛ لأَنَّي عشتُ فيها، ووجه لي بعض الأسئلة منها: أين رحتَ؟ لبنان أَو إيران؟.. ثم قال لي: أنت أبوك مرشح وزير وكلام عنصري لا وجود له”.
سجنُ إدارة الأمن:
أحدُ السجون الاحتياطية التي يتم تلفيق التهم للمعتقلين بداخله ويتم إيقاف المتهم لعدة أيام أَو أسابيع وحتى أشهر حتى يُستكملَ التحقيق التعسفي فيه، لينقل إلى السجون السرية الأُخْــرَى، وهو مشابه لسجن المحكمة من حَيث كَونه احتياطياً أَو نقطة استقبال لمن يتم اصطيادُهم من النقاط.
وقال المعتقل السابق مهنا زبيبة تاجر سيارات: “تم نقلي وأنا مغطى العينيين عقب إلقاء القبض عليّ إلى إدارة أمن مأرب، مضيفاً: مكثت في إدارة أمن مأرب 12 يوماً للتحقيق تعرضت فيها إلى الضرب المبرح”.
وأضاف مهنا: “خلال التحقيق في سجن إدارة الأمن كانت توجه إليّ أسئلة عنصرية من قبل المحقّقين مثل “هل أنت مشرف حوثي، أنت بتدعم المجهود الحربي، أنت في أي جبهة بتقاتل، أنت أمك هاشمية وأبوك هاشمي، وأسئلة أُخْــرَى مستهزئة بالمعتقلين ومليئة بالعنصرية”.