صحيفة “المسيرة” في منزل المواطن الفائق الذي استهدفه طيران العدوان بحي سعوان
المسيرة | عباس القاعدي:
في اللحظة التي وصلنا فيها إلى المنزل الذي دمّــره العدوان وجدنا الأطفال يبكون ويصيحون وما زال الخوف في أعينهم الباكية وقلوبهم الخائفة يطلبون منا شربة ماء وربما لم يأكلوا شيئاً منذ الصباح.
الرجال يجلسون على ركام المنزل والنساء يقفن خارج بقايا المنزل المدمّــر، مأساة كبيرة وجريمة أَكْبَــر ارتكبها العدوان بحق أُسرة أبناء الفائق الذي دمّــر منزلهم وأفقدهم كُــلّ ما يملكون وجعل منهم أُسرةً مشردة تبحث عن مأوى ولكن دون جدوى، علاوة على ارتكابه مجزرة بحق عشرات الطلاب والطالبات بذات الغارات الغادرة.
وفي تلك الأثناء وجدنا الطفلة ريماس جمال تبحث بين الركام عن لعبتِها الصغيرة وعن ملابسها المفقودة وأُمُّها تجلس بجوارها حزينة وتبكي بصمتٍ أُسرةً كبيرة جعلها العدوانُ السعوديّ الأمريكي تسكُنُ في بقايا المنزل المدمّــر وبين الركام لا تجد ما تأكل، وجوه شاحبة وقلوب حزينة وصوت هادئ يقول: لم نملك شَيْئاً غيرَ منزلنا وأطفالاً يقفون وكأنهم لا يعرفون بعضَهم؛ بسَببِ الخوف الذي ما زال في قلوبهم.
الجميع كانوا داخل المنزل والآن الجميع خارجَ المنزل؛ ولهذا قامت صحيفة المسيرة بزيارة خاصة إلى المنزل المدمّــر والتقت بأبناء الفائق الناجين من جريمة العدوان والذين لهم قصة مؤلمة كتبها العدوان على صفحة منزلهم المدمّــر.
يفترشون الأرض ويلتحفون السماء
قال علي عبدالله أحمد الفائق في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: “عندما نزل الصاروخ كنت خارج البيت وجميع الأُسرة كانوا في الداخل من نساء وأطفال ورجال، ومع الانفجار الكبير لم أتمالك نفسي، سارعت إلى منزلنا المكون من أربع شقق، حَيْــثُ أسكنه مع إخوتي الثلاثة ولكل واحد منا شقة، ويسكن بداخله أَكْثَــرُ من ثلاثين فرداً، وعند وصولي إلى المنزل لم أشاهد شَيْئاً من قُــوَّة الانفجار حَــقّ الصاروخ وبعد قليل رأيته أشبه بركام، عندها أصابني الخوف وشعرت بأن كُــلّ الأهل قد استشهدوا، لم أتمالك عقلي وكنت كالمجنون أصيح بأعلى صوت: أَنقِـــذونا، منزلنا دمّــره العدوان وأهالينا ماتوا، خسرنا المنزل وجُرِحَ من الأهل 6 بينهم رجال ونساء”.
وأَضَـافَ علي الفائق “أصبحنا متضررين من الجريمة البشعة التي ارتكبها العدوان ودمّــر منزلنا وسلبنا حقوقنا وزرع الخوف والمأساة بين الطالبات اللواتي كُنَّ آمنات في المدرسة، وخلّف شهداء وجرحى، استهدف العدوان منزلنا وطالبات المدرسة فقط، حَيْــثُ لا يوجد عندنا لا معسكر ولا مصانع ولا شيء كما يدّعي العدوان في قنواته الإعلامية وأصبحنا دون مأوىً ولا نعرف أين نذهب، وحيدون نُجبَرُ أن ننام في بقايا المنزل المدمّــر وَالمكشوف الذي لا يقينا من صقيع البرد ولا من حرارة الشمس وبين الأمطار، ولم نقدر على شراء خيمة حتى ولا نملك شيئاً، كُــلّ ما لدينا أفقدنا إياها العدوان والآن نفترش الأرض ونلتحف السماء”.
ستة أيّام والجهات المعنية والمنظمات المحلية والدولية لم تعمل شيئاً لأُسرة آل الفائق
معين عبدالله أحمد الفائق -أحد أفراد الأُسرة والمتضررين من العدوان- يقول: “كنت داخل بيتي ساكن آمن ومستور حالي ومعي موتر أعمل عليه، وفجأة دمّــرنا العدوان وسلبنا كُــلّ ما نملك حتى الموتورات دُمّــرت التي كنا نشتغل بها، جعلني العدوان لا أملك غير الثياب الذي ألبسه فقط، والآن دمّــر العدوان منزلنا المكون من أربع شقق كُــلّ شقة يسكنها واحد من إخوتي ولنا ستة أيّام جوعى وبدون أكل ولم يصل لنا شيء.. وَأتساءل: أين الإنْسَانية والأخوّة لم يبدِ علينا أحد حتى بقطعة خبز، وأطفالنا أصابهم الهلع والخوف ومسنا الضر والبرد نتمنى أن يوفروا لنا حتى مسكن أَو خيمة أَو يساعدونا على إعادَة منزلنا”.
آل الفائق بلا مأوى
من جانبه أكّــد أحمد النزيدي -نسب أبناء الفائق المتضررين من العدوان الذي دمّــر منزلهما- أن أبناء الفائق حالتهم يرثى لها لا يوجد لهم سكن ولا يوجد ما يأكلون أَو يشربون جرحاهم في المستشفى والاخرين داخل بقايا المنزل المدمّــر لا يوجد معهم ملابس يستترون بها ولا بطانيات يلتحفون بها ويعيشون بين الأمطار والرياح.
وأَضَـافَ النزيدي: “نحاول مساعدتهم ولكننا غير قادرين؛ بسَببِ الفقر والحصار الذي سببه العدوان وأُطلُبُ من الدولة الوقوف معهم؛ كَــوْنهم أصبحوا بلا مأوى”.
مناشدة عاجلة
جمال عبدالله أحمد فائق -الأخ الأَكْبَــر- قال في حديثه لصحيفة المسيرة: “هناك بعض الجرحى في المستشفى والمتضررين ورغم ذلك ربنا الطف بهم جميعاً”، مضيفاً “العدوان استهدف منزلنا وسلبنا كُــلّ ما نملك في لحظة غير متوقعة وارتكب بحقنا وحق الطالبات جريمة بشعة صار ضحيتها المئات بين شهداء وجرحى والآن وبعد أن أخذ منا العدوان منزلنا بما فيه وحوّله إلى ركام وشردنا وجعلنا نسكن بين بقايا المنزل الذي يوشك على السقوط بين البرد والشمس والرياح والأمطار التي أصبحنا عرضةً لها، لم يتسأل علينا أحد لا منظمات ولا الجهات المسؤولة ولا الحقوقية؛ ولهذا وبعد ستة أيّام أناشد قائد الثورة السيد عبدالملك وَالمجلس السياسيّ وحكومة الوفاق بأن ينظروا إلينا بعين الرحمة وأطلب منهم جميعًا العونَ والمساعدة؛ لأَنَّهم أملي الوحيد بعد الله تعالى”.