الساحلُ معركة فاصلة عالمية .. بقلم/ حمود أحمد مثنى
لم تتأثرِ الوحدةُ السكانية لليمن منذ القِدَمِ بعواملَ سكانية سوى ثلاث مرات في التأريخِ:-
الأولى: الغزو الحبشي قبل الإسْــلَام بدعم روماني، وقد تم إنهاءُ تأثيرها خلال عدة عقود.
والثانية: كانت في القرن الرابع الهجري وهي دولة بني نجاح الإفريقية المتنوعة بدعم الخلافة العباسية وهي الأخطر من السابقة، فقد تم جلبُ مئات الآلاف من البشر الأفارقة عبر جزيرة دهلق للقتال والاستيطان في الساحل الغربي كاملاً، وكان أهمّ الأسباب في ضعف اليمن من تلك الجهة التي زاحم العنصر الإفريقي اليمنيين واستمر ما يقارب مئة عام، وبإدراك اليمنيين للخطر تعاونت القبائل اليمنية الجبلية والساحلية بقيادة الإمام علي بن مهدي الرعيني الحميري والإمام أحمد بن سليمان المتوكل، واستطاعوا معاً إنهاء سيطرة النجاحيين أَو العنصر الأجنبي علَى الساحل الغربي.
والتأثير الثالث: كان عبر الاحتلال البريطاني منذ احتلاله لعدن عام 1832م والذي استقدم عشراتِ الآلاف من مختلف الأعراق والأديان إلى عدن والساحل الجنوبي والشرقي لليمن للاستيطان فيه؛ ولكي يكونوا مرتبطين بالاحتلال الانجليزي خَاصَّـةً أَو أي أجنبي آخر وما زال تأثيره إلى يومنا هذا؛ لأَنَّ واقعَ تكوين سكان اليمن تغلُبُ عليه الوحدةُ السكانية والدينية، بمعنى أن هناك تجانساً تاماً علَى عكس الكثير من الشعوب متعددة الأعراق والأديان، والذي يعد سيفاً ذا حدين: سلبي من خلال استغلال التناقضات من محرك أجنبي؛ بهدف استمرار السيطرة أَو التدخل المستمرّ في شئون الدولة، وعامل إيجابي من خلال إثراء التنوع الثقافي والحضاري عند وجود دولة قوية بمؤسّساتها ونظمها.
ومن أجلِ استمرارِ اليمن ضعيفاً يبقى الساحلُ أحدَ أهمّ الوسائل لتحقيق ذلك، فالأعراقُ التي تشارك في قيادة معركة الساحل غربية وآسيوية وهندية وإفريقية وأعراب الخليج والأديان مسيحية متصهينة ويهودية وهندوسية وبهائية ووهابية؛ وباعتبار الساحل اليمني الغربي يتميز بامتلاكه لثروات هائلة بترولية وغازية تعد بـ(المليارية) بحسب بيانات معاهد دراسات الطاقة العالمية وكذلك طاقة متجدّدة (رياح وشمس) تكفي حاجة اليمن من الطاقة وزيادة مع وجود مساحة زراعية ضخمة وثروة سمكية هائلة تكفي اضعاف حاجة سكان الجزيرة العربية من الغذاء وهذا الساحل مطل على أهمّ الممرات العالمية (باب المندب) كُــلّ ذلك لا يجب أن يكونَ تحت سيطرة اليمنيين أياً كانت هُوية الحكومة التي تحكم اليمن (جمهورية أَو سلطانية أَو ملكية أَو إمامية أَو علمانية أَو ديمقراطية أَو دكتاتورية) وكل المسميات.. المهم ممنوع سيطرة اليمنيين على أرضهم وثرواتهم وقرارهم من قبل دوائر الهيمنة العالمية وعملائهم الإقليميين فإنشاء تحالف العدوان السعوديّ الأمريكي الإماراتي على اليمن تعبير عن ذلك وكل نتائج المعركة في الساحل لصالح الغرب ما لم تتم هزيمة التحالف باحتلال الجيش اليمني واللجان الشعبيّة للرياض وأبو ظبي أَو تدمير كلي لحقول النفط فيهما وإزالة الأُسرتين بني سعود وبني زايد من الحكم.
وفي حالةِ انتصار العدوّ في معركة الساحل سيتم تنفيذ مشروع استقدام ملايين البشر من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية للهجرة والإقامة على امتداد الساحل الغربي لليمن وسوف يمكنون من إقامة مشاريعَ زراعية وصناعية وإنشاء مدن جديدة لإغرائهم في الاستيطان الدائم في الساحل. وبذلك تتحقّق النتائج التالية:
1- إنهاء تبعية الساحل الغربي لليمن.
2- إنهاء استخدام مضيق باب المندب في تهديد أمن إسرائيل.
3- إنهاء تهديد السفن التجارية والقطع العسكريّة التابعة لدول الهيمنة والاستعمارية.
4- إنهاء الوحدة اليمنية وإضعاف الدولة اليمنية بتحويلها إلى دولة مغلقة.
5- إعاقة أي مشروع وحدوي عربي وإسْــلَامي قادم.
وفي حالة هزيمة دول التحالف في الساحل الغربي تكون النتائج التالية:
1- هزيمة مشروع الأمركة العالمية.
2- الانتقال إلى مرحلة هزيمة المشروع الصهيوني.
3- هزيمة المشروع البريطاني القديم الجديد.
4- إعَادَة الأمل لمشاريع التحرّر والنهضة العربية والإسْــلَامية.
5- إعَادَة الاعتبار للمقدسات الإسْــلَامية والقيام بوظيفتها ودورها السماوي.
6- إعَادَة الأمل للشعوب المقهورة للتحرّر من الهيمنة والتسلط والاحتلال.
7- إعَادَة بناء مجلس الأمن والأمم المتحدة بنظام متعدد الأقطاب ودور فاعل للأمم والشعوب.