مسارُ ثقافة بديلة عن الشاذة .. بقلم/ أفراح محمد
قال اللهُ تعالى: ((مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ)).
يقيناً إن اللهَ يضاعفُ لمن يشاء ويعطي من يشاء بغير حساب وبسهولة.. وهنا نتأمل حكمة الله تعالى فينا ورحمته لنا، علم ما ستكون عليه أمة رسوله محمد من استهداف في اقتصادهم، وفي حياتهم، فوضع لهم طريقا للنجاة والسعادة والخير والزيادة بديل عن تلك المحرمات التي حذّرنا الله منها ومنها الربا.. فلاحظوا الثقافةَ الوهابية والغزو الغربي وترسيخ ثقافتهم الشاذة المغلوطة علينا فيما يتعلق بادخار الأموال في البنوك والجانب الربوي الذي أدخلوه علينا ودفعوا الناس للمسارعة في وضع أموالهم في تلك البنوك لأجل الربا والزيادة غير المشروعة التي تجلب المصائب والعذاب على صاحبها، كما حذرنا الله من الربا ووعد بالعذاب الأكبر في الدنيا والآخرة، في الدنيا تدمير اقتصاد الأمة العربية من أعلى قاعدة الهرم إلى أسفلها، وهذا الذي يحدث في أمتنا حاليا وفي اقتصادها أمام البنوك الدولية العالمية. تأملوا رحمةَ الله بنا وعظمته لنا وضع لنا طريقاً سهلاً للاستثمار ووعد لنا بالزيادة والمضاعفة في أموالنا وأبان الطريق لمصدر زيادة الرزق وما هو صالح لنا وللآخرين؛ عندما تعطي في سبيل الله يخلفُه لك الله مضاعفا، ويزيد الله لمن يشاء كما أخبرنا في محكم آياته وضرب لنا مثلاً في المضاعفة كما الحبة التي تنبت في سنبلة ومضاعفات هذه العملية المباركة.. والله هو الأصدق والأعلم بما ينفعنا والأصلح لنا.
تأملوا في قصة مريم كيف كان اللهُ يرزقها بغير حساب والله يرزق من يشاء ويضاعف لمن يشاء سبحانه وتعالى. ومن الاصلح لنا والأجدر بنا أن نتبع تلك التعاليم وأن ننفق بما نقدر عليه والله أعلم بكل حال.. إن الله وضع بين أيدينا استثماراً نافعا لأموالنا وليس مثل البنوك الدولية والربوية! تأمل عندما يعطيك شخصٌ مبلغا من المال من باب الإحسان أو يقرضك مبلغاً من المال كم ستكون متجمِّلاً منه، وستتذكر ذلك الإحسان الذي فعله وتدعو الله أن يمن عليك وترد له ماله في أسرع وقت ممكن، فما بالك بالله الغني عن كُــــلّ شيء، والذي لا تساوي الدنيا عنده جناح بعوضة؟!.
فكم سوف يرحمك الله برحمته؛ وكم سيعطيك من كنوزه التي لا تفني ولا تنقص وكم سيضاعفها لك متى شاء وهو أحكم الحاكمين. ومن باب الإحسان والحكم، ومن باب المروءة والمعروف أنه يجب أن تعطي من مالك ما تستطيع ولو القليل.
فأين نحن من كرم الله ولطفه؟!
ألا يستحق منا الشكرَ والعبادةَ وإطلاقَ النوايا الصادقة والدعاء بأن يرزقَنا الله فنعطيَ ونتزكى وننفقَ واللهُ خبيرٌ بعباده؟!.