“تل أبيب” و”الرياض” قصة عشق ترويها دماء اليمنيين
صدى المسيرة : عبده عطاء
إستقبالُ إسْـرَائيْل العُـدْوَانَ السعودي الحالي على الـيَـمَـن بإيجابية لم يكن مثيراً للدهشة، بصفة أن السعودية تقول بأنها تعمل من خلال عُـدْوَانها على مواجهة نفوذ إيران، عدوة كُلٍّ من الرياض وتل أبيب، وهي نقطة الالتقاء بين العاصمتين التي سارعت وتيرة التقارب بينهم الذي خرج من نطاق السرية والغرف المغلقة إلى العلن خلال السنوات الأربعة الماضية، على خلفية توافقهما ضد إيران ووحدة رؤيتهما لخطر البرنامج النووي الإيراني عليهما. لذا فإنه من العادي أن يزخر الإعلام، إعلام هذه الأيام بتأييد العُـدْوَان السعودي على الـيَـمَـن، سواء على أرضية مواجهة نفوذ إيران عدوها الرئيسي، أو كونه يدفع المنطقة إلى أتون صراع طائفي ومذهبي الرابح الوحيد منه هو تل أبيب.
ومثلما تكشفَ بمرور السنوات دورٌ رئيسيٌّ لإسرائيل -الناشئة وقتها- في حرب الـيَـمَـن الأولى وكيفية استثمارها لمواجهة مصر العدو الرئيسي لتحقيق هزيمة 1967، فَإنَّه من غير المستبعد أن ينكشف دور للكيان الصهيوني في العُـدْوَان الحالي على الـيَـمَـن، حيث تضاعفت قوة إسرائيل عن سابقها مرات، بموازاة تقدم كبير في علاقاتها مع السعودية، ما اتضح أنها استهلت بالتعاون ضد مصر في حرب الـيَـمَـن الأولى.. فماذا يمنع أن يتكرر هذا مجدداً بتبدل أدوار الحلفاء والأعداء بالنسبة للاثنين؟.
في أول خطاب له بعد العُـدْوَان على الـيَـمَـن، وصف قائد الثورة السيد «عبدالملك الحوثي» العُـدْوَان على الـيَـمَـن بـ«العُـدْوَان الظالم الذي يستهدف الـيَـمَـنيين ومنشآت الدولة»، كما اتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بأنهما أمرا وخطّطا لهذه الغارات.
السيد «عبدالملك الحوثي»، اتهم السعودية بـ«تبديد المال في إفقاد شعوب المنطقة الأمن والاستقرار»، متسائلاً «أية مصالح مشتركة تجمع بين السعودية وإسرائيل لتبارك الأخيرة الحرب على الـيَـمَـن؟».
ووجّه السيد « عبدالملك الحوثي» اتهامه إلى (إسرائيل) بالوقوف وراء الغارات على الـيَـمَـن، واصفاً الدول المشاركة في الحرب بـ«قوى الشر التي تقدم الدعم اللوجستي والمخابراتي لصالح أمريكا وإسرائيل»، كما اعتبرهم أنهم «أدوات وَدُمَىً للمشروع الأمريكي الإسرائيلي».
وفي أبريل، في خطابه الثاني، بعد العُـدْوَان على الـيَـمَـن، قال السيد« عبدالملك الحوثي» “ما كان للعُـدْوَان السعودي على الـيَـمَـن أن يتم لولا موافقة اميركا التي تدير هذا العُـدْوَان وإسْـرَائيْل تؤيد وتدعم”.
وأضاف “السعوديون استهدفوا الـيَـمَـن بعد مرحلة طويلة من الفشل في المنطقة ويريدون إذلال الـيَـمَـنيين، وإسرائيل وأميركا أكبر المستفيدين”.
وقال السيد الحوثي: إن أكبر خطر يهدد الحرمين الشريفين هو إسرائيل وأميركا، أية عروبة هذه التي تكون في حضن أميركا وإسرائيل؟!”.. وتساءل كيف يكون العُـدْوَان الأميركي الإسرائيلي لحماية الأمن القومي العربي؟ وقال: “إسرائيل تعتبر هذا العُـدْوَان مصلحة مشتركة مع النظام السعودي، والنظام السعودي هو جندي وخادم للأميركيين”.
ربما، ألقى العُـدْوَان السعودي على الـيَـمَـن الضوء مجدداً على مسألة عالقة في ثنايا تَأريخ الصراعات الإقليمية في المنطقة خلال العقود الخمس الماضية، وهي مسألة التوافق الإسرائيلي-السعودي ضد الـيَـمَـن.
بعد شهر من العُـدْوَان السعودي على الـيَـمَـن، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً لباحث في الجامعة العبرية في القدس يدعى “يوجيف ألباز” يسعى لنيل درجة الدكتوراه في تَأريخ الصراعات الإقليمية، ويهتم ببحث تدخلات إسرائيل في الصراعات الإقليمية منذ نشأتها 1948 وحتى عام 1975. واستهل “ألباز” مقاله بالتطرق إلى كون الـيَـمَـن ساحة هامة استفادت منها إسرائيل في صراعاتها الإقليمية منذ الستينيات، فالدولة المهمشة والتي تعد واحدة من أفقر دول العالم شكلت مسرح مواجهة إقليمية واسعة، ليس الآن فحسب في ظل العُـدْوَان السعودي الحالي، ولكن حتى قبل خمسين عاماً، حيث غيّرت أحداث حرب الـيَـمَـن الأولى (1962) ميزان القوى الإقليمية، وأدت -حسب قول الباحث- بشكل غير مباشر إلى حرب يونيو 1967.
ولكم كان السيدُ «عبدالملك الحوثي» محقاً في قسمه حين قال: “من يحاولون أن يتمظهروا بالدين هل يمكن أن تكون إسرائيل معياراً للحق حينما يكون موقفكم متطابقاً تماماً مع الموقف الإسرائيلي بدون أي نقد تمام التطابق؟، هل تظنون أنكم في موقف الحق؟، هل إسرائيل هي معيار للحق والعدالة؟.. هذه وﷲ كافية بأن تدركوا أن مواقفكم باطلة وأنكم في خندق واحد مع إسرائيل ومع أمريكا، من يؤيد هذا العُـدْوَان موقفه لا يزيد على موقف نتنياهو على موقف الإسرائيليين على موقف الأمريكيين، هذا كافٍ بأن يبصر الناس الحقائق”.
اليوم رسمياً، إسرائيل تدخل خط المواجهات بشكل مباشر وتشارك في الهجوم على باب المندب، حيث أكدت مصادر عسكرية يمنية، مشاركة قوات «إسرائيلية» بشكل مباشر في الهجوم البري والبحري والجوي باتجاه منطقة باب المندب.
وأكدت المصادرُ أن الهجوم نُفِّذ بإشراف أميركي مباشر، مشيرةً إلى أن الغارات التي استهدفت عُرساً نسائياً قبل أيام في منطقة المخاء على الطريق إلى باب المندب قد نفذتها طائرات «إسرائيلية» وفق ترجيحات كثيرة بعد أن نفت السعودية تنفيذَها أية غارة في تلك المنطقة.
هذا العُـدْوَانُ جاء بعد يومين فقط، من تصريح رئيس هيئة الأركان «الإسرائيلي» بيني غينتز في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بأن عينه الآن على باب المندب.
ولطالما اعتبر الإسْـرَائيْليون والأميركيون، مضيق باب المندب والمنطقة المتاخمة مجالاً حيوياً استراتيجياً لهم، حيث أن القوات العسكرية الإسْـرَائيْلية تتمركز في عدة جزر سعودية في البحر الأحمر وفي قواعد عسكرية في أرتيريا وأيضاً في مجموعة سفن عسكرية تجوب منطقة البحر الأحمر بشكل دوري، إضافة إلى انخراط الإسْـرَائيْليين في المنظومة البحرية الدولية التي تهيمن على المسارات المائية الدولية.
لقد عبّر أول رئيس لحكومة الكيان الصهيوني ديفيد بن جوريون عن تطلعات إسرائيل إلى السيطرة على البحر الأحمر في عام 1949 إذ قال «إننا محاصرون من البر.. والبحر هو طريق المرور الوحيد إلى العالم والاتصال بالقارات، وإن تطور إيلات سيكون هدفاً رئيسياً نوجه إليه خطواتنا.
وقد أكدت المعطيات على أرض الواقع لإسرائيل أن سيطرة العرب على مضيق باب المندب يمثل شوكة قد تدمي إسرائيل وتضرب مصالحها وتهدد وجودها ذاته.
يقول الصحفي الإسرائيلي «آفي يسسخروف» إن: “إسرائيل تتابع بقلق سقوط المدن الـيَـمَـنية واحدة تلو الأخرى في أيدي الحوثيين، لا سيما مع اقتراب تلك الجماعة الزيدية التي تمولها إيران من السيطرة على المجري الملاحي الذي توليه إسرائيل أهمية خاصة، ممثلاً في مضيق باب المندب، والذي يعد بوابة العبور من البحر الأحمر للمحيط الهندي”.
وقد حذرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل من وصول الحوثيين، إلى مضيق باب المندب، الأمر الذي تعده إسرائيل تهديداً لمصالحها الاستراتيجية. ورأت الصحيفة العبرية أن السيطرة على هذا الممر تعني تهديداً مصيرياً لاقتصاد إسرائيل.
ومن هذا المنطلق، فإن مشاركة القوات الإسرائيلية، بشكل مباشر، في الهجوم البري والبحري والجوي باتجاه منطقة باب المندب، ليس بالأمر الغريب، خاصة، وأن “دوري غولد”، المستشار السياسي لـ”بنيامين نتنياهو” كان أكد في مقال نشره موقع صحيفة “إسرائيل اليوم”، في ديسمبر 2013، أن السعودية وإسرائيل، تعاونتا منذ عشرات السنين في مواجهة تهديدات مشتركة، مشيراً إلى أن التقاء المصالح بين الجانبين يمكن أن يسوي مَوَاطن الخلاف التَّأريخية بين الجانبين.
“دوري غولد”، الذي يشغل حالياً منصب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، هو من أعلن في يوليو الفائت، أن «المملكة العربية السعودية هي حليف لإسرائيل». وذلك حسبما ذكرته صحيفة «معاريف» الإسْـرَائيْلية، أن “دوري غولد” أشار في مؤتمر نظمته اللجنة المركزية ليهود أميركا، إلى الوضع السياسي في الشرق الأوسط، فقال في إشارة إلى إيران إن «لدينا نظاماً يحاول احتلال الشرق الأوسط، ولسنا نحن من يقول ذلك، بل أيضاً جارتنا المملكة العربية السعودية التي هي حليف لنا».
لطالما تمكّن الإسرائيليون والسعوديون من وضع خلافاتهم جانباً في وقت سابق لمواجهة التهديدات المشتركة، فإنهم بالتأكيد يمكن أن يفعلوا ذات الشيء اليوم.
في منتصف يونيو العام الماضي، أوصى مؤتمر “هرتسيليا” والذي يعد الحدث السنوي الأهم على الصعيدين الأمني والاستراتيجي في الكيان الصهيوني، ويُعقد بشكل دوري منذ عام 2000، ويحضره قادة الكيان السياسيون والعسكريون والأمنيون، أوصى بأن: “التحالف مع السعودية هام لإسرائيل”.
قبل عشرة أيام من بداية العُـدْوَان السعودي على الـيَـمَـن، نشر “آشير أوركابي” الباحث بمركز كراون لدراسات الشرق الأوسط ومؤلف كتاب “التَّأريخ الدولي للحرب الأهلية الـيَـمَـنية 1962–68″، نشر مقالاً قال فيه: قد يفاجأ المتابع للاضطرابات التي تضرب الشرق الأوسط بالعلاقات الودية التي يتم بناؤها على نحو متزايد بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وأضاف: في نوفمبر الماضي أعرب وزيرُ النفط السعودي علي النعيمي عن استعداد بلاده لبيع النفط لإسرائيل، التي لا تزال دولة غير معترف بها رسمياً من قِبل السعودية، حيث صرّح في مؤتمر صحفي في فيننا بقوله “لطالما كان جلالة الملك عبدالله نموذجاً للعلاقات الطيبة بين المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول، والدولة اليهودية ليست استثناء”، وقبل بضعة أشهر فقط، قام رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل بنشر مقالة رأي في صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وكعادته، كشف الكيان الإسْـرَائيْلي عن لقاء إسْـرَائيْلي سعودي جديد مع أحد أعضاء العائلة السعودية الحاكمة هو الأمير تركي الفيصل مسؤول الاستخبارات السابق. وحسبما نقل موقع “رأي اليوم”، فإن اللقاء الذي جمعهما الثلاثاء الفائت، يأتي ضمن تتابُع عملي يشير إلى رغبة المملكة العربية السعودية بفتح أكثر من جهة للاتصال مع الكيان الإسْـرَائيْلي، حيث التقى يائير لابيد، رئيسُ حزب “هناك مستقبل” الإسْـرَائيْلي هذه المرة رسمياً مع الجنرال السابق تركي الفيصل، بعد أن كانت مشاركته السابق المعلنة مع مسؤولين من الكيان الإسْـرَائيْلي، تقتصر على حضور ندوة سياسية للوزيرة السابقة تسيبي ليفني، حين تمنت أن يكونَ بجوارها على المنصة.
وجاء في وثائق البيت الابيض السرية التي رُفع عنها الحظر ونشرتها مجلة “نيوزويك” وصحيفة “الواشنطن بوست”، في 17 فبراير 1992م، “واجه عبدالعزيز محنةً صعبةً هددت العرش السعودي نتيجة انخفاض عائدات الحج والإسراف والتبذير الذي سببه حكمُه الفوضوي والفردي والعشوائي. وذكرت الوثائق أن الحكومة الأمريكية تدخلت لإنقاذ العرش السعودي مالياً مقابل تعهد عبدالعزيز للرئيس الأمريكي هاري ترومان بأن لا تشارك المملكة العربية السعودية أبداً في أية حروب يشنها العربُ ضد إسرائيل لاستعادة فلسطين”.
وكتب هيرش غودمان مقالاً في صحيفة الجيروزاليم بوست في (12 أكتوبر 1980): “كان هناك تفاهم واضح في المرحلة الأولى للتحالف الأميركي-الإسرائيلي، وخُــصُــوصاً في الفترة 1967-1973 تقوم إسرائيل بموجبه بالتدخل بالنيابة عن أميركا إذا حدثت تغييرات في الأوضاع القائمة في الشرق الأوسط. أما المثال المهم فيتعلق بإدراك آل سعود في الفترة 1967-1973 أنه إذا تحرشت مصرُ بالمملكة السعودية القليلة السكان والمتخمة بالمال والمؤيدة للغرب بشدة فإن حُكّامَ السعودية يعرفون أن إسرائيل ستتدخل للدفاع عنهم لحماية المصالح الغربية”.
وكتب ألكساندر بلاي مقالاً في مجلة فصلية تُدعى “جيروزاليم كوارترلي” تحدث فيه عن عمليات بيع النفط السعودي لإسرائيل، وذكر أن النفط يغادر الموانئ السعودية وما أن يصل إلى عرض البحر حتى يتم تغيير مسار ناقلة النفط وتزييف أوراقها وتحويل حمولتها إلى الموانئ الإسرائيلية.
وأكدت ذلك مجلة الإيكونوميست البريطانية بقولها إن إسرائيل تقوم بحماية النفط السعودي الذي يضخ من ميناء ينبع إلى البحر الأحمر، وأن إسرائيل تقوم بذلك عملاً باتفاق سري إسرائيلي-سعودي-مصري، تحمي إسرائيل بموجبه القطاع الشمالي وتحمي مصر القطاع الجنوبي والغربي مقابل حصولهم على مساعدات سعودية مالية.
وأكد الباحث أليكساندر بلاي من معهد ترومان للأبحاث في مقاله “نحو تعايش إسرائيلي- سعودي” في “مجلة “جينز” البريطانية المختصة بالشؤون العسكرية 21/7/1984 “إن مفهوم الاعتماد السعودي-الإسرائيلي المتبادل يقوم لتوه بإرشاد صانعي السياسة في إسرائيل”، مشيراً إلى أن خزانات وقود طائرات إف-15 السعودية قد صنعت في إسرائيل.
ونشر ضابط المخابرات الإسرائيلية (الموساد) فيكتور أوستروفسكي كتاباً، طلب إسحق شامير من الحكومة الكندية منع نشره، أكد فيه أن المملكة السعودية تشتري كميةً كبيرةً من الأسلحة المصنوعة في إسرائيل، وقد ذكر في كتابه “علمت من القسم المسؤول عن السعودية في الموساد أن إسرائيل تبيع عبر دولة وسيطة خزانات وقود للطائرات السعودية المقاتلة لتمكينها من الحصول على مزيد من الوقود لإطالة الرحلة إذا اقتضت الحاجة لذلك، حيث أن إسرائيل تعاقدت مع الولايات المتحدة لتزويدها بذات النوع من خزانات الوقود. كما أن خزانات الوقود ليست الشيء الوحيد الذي بعناه للسعوديين بهذه الطريقة فقد بعناهم أشياء أخرى كثيرة. إن السعودية سوق كبير ولا يمكننا تجاهله”.
وكتب ستيف رودان في صحيفة “جيروزاليم بوست” (17/9/1994) أن السعودية اشترت باسم واشنطن أثناء حرب الخليج من تل أبيب منصات لإطلاق صواريخ “توماهوك”، وقذائف متطورة قادرة على اختراق الدروع، وطائرات استطلاع جوي بلا طيار وأجهزة ملاحة، كما أن الشركات الإسرائيلية تقومُ بتطوير طائرة إف-15 وتصنيع بعض أجزائها، وبعد حرب الخليج زودت السعودية بأربعة عشر جسراً عسكرياً صنعتها شركة “تاس” للصناعات الحربية الإسرائيلية.
وأكد ذلك الباحثان مليمان ورافيفان في كتابهما حيث قالا: إن إسرائيل شحنت إلى المملكة السعودية في عام 1991 مناظيرَ للرؤية الليلية وجسوراً متحركة ومعداتٍ لزرع الألغام ومعدات حربية متنوعة أخرى، وقد أمر الجنرال شوارزكوف قائدُ القوات الأمريكية في السعودية بإزالة جميع الكتابات العبرية المنقوشة على الأسلحة حتى لا يكتشف أحدٌ منشأها.
صحيفة صدى المسيرة العدد62 الاثنين 5أكتوبر2015