الجبهة الزراعية تواكب مشروع “يدٌ تبني ويدٌ تحمي” نحو محطة الاكتفاء الذاتي
المسيرة: خاص
مثلما يخوضُ الشعبُ اليمني معركتَه العسكريّة بكل بسالة وشجاعة وقوة في مختلف ميادين القتال وجبهات العزة والكرامة، فهو كذلك يصنعُ نصراً آخرَ في المعركة الاقتصادية التي يحاول تحالفُ العدوان السعودي الأمريكي من خلالها تجويع اليمنيين واستخدامَها كورقة قذرة وغير أخلاقية بعد أن فشل بالميدان، ويتأتى هذا النصر من خلال تعزيز وتفعيل دور الجانب الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات؛ ليضمن بذلك استمرارَه في الصمود والثبات ومواجهة الأيام العصيبة جراء العدوان والحصار الظالم المفروض على شعبنا منذ أكثر من أربعة أعوام.
ومع إعلان الرئيس مهدي المشّاط بدء تنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة ضمن مشروع الرئيس الشهيد صالح الصمّــاد الذي أطلقه قبيل استشهاده بأيام تحت شعار “يدٌ تحمي ويدٌ تبني” تتأهب المؤسّسات الزراعية الرسمية وغير الرسمية إلى شحذ الهمم والولوج نحو الزراعة بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وفي هذا الصدد أكّــد الدكتور محمد المطري -القائم بأعمال مدير عام الوحدات الإنتاجية في المؤسّسة العامة لإنتاج وادخار الحبوب- “أن المؤسّسة ستواكب الرؤية الوطنية لبناء الدولة بجانبها الزراعي الهادف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وكسر شوكة الحصار الجائر على بلادنا”، مشيراً إلى أن المؤسّسة تهدف في رؤيتها إلى “زيادة إنتاج القمح في مختلف محافظة الجمهورية”.
وأضاف المطري “على الرغم من أن المؤسّسة حديثة النشأة إلا أن الجهود تتضاعف للقيام بالمسؤولية الدينية والوطنية تجاه الحصار الخانق براً وبحراً وجواً وهو ما يستدعي لحشد الطاقات في جبهتنا الزراعية”.
ونوّه المطري إلى أن المؤسّسة بصدد إنشاء مزارعَ جديدة في مختلف محافظات الجمهورية والعمل فيها طيلة أيّام السنة حسب الظروف والأجواء والمناخات الخاصّة بكل محافظة، مؤكّــداً استمرار المؤسّسة في دعم المزارعين في مختلف انحاء الجمهورية بالمعدات الزراعية والبذور المختلفة، مشيراً إلى أن المؤسّسة دعمت خلال العام الماضي أكثر من 12 ألف مزارع في مختلف المحافظات لدعم القطاع الزراعي.
وشكر المطري “قيادة الثورة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والقيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشّاط، على الاهتمام الكبير الذي يولونه للمؤسّسة بشكل خاص وكل المؤسّسات الزراعية بشكل عام للمضي في مشروع الرئيس الشهيد يد تبني ويد تحمي”.
ووجّه المطري رسالة لقوى العدوان مفادها “مهما حاولتم تجويعنا وأمعنتم في حصارنا فإن هذا لن يزيدنا إلا إرادة واندفاع نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.
من جانبه أكّــد نائب المدير التنفيذي لمؤسّسة بنيان أحمد الكبسي أن المؤسّسة “كرست الكثير من جهودها وطاقاتها في المجال الزراعي لتعزيز فرص الإنتاج الوطني وتبديد آمال العدو الواهم بحصد نتائج لصالحه من وراء حصاره الخانق على الشعب اليمني”.
وأشار الكبسي في تصريحات خاصة لصحيفة المسيرة إلى أن المؤسّسة “تسعى جاهدة إلى الشراكة مع المؤسّسات الحكومية ومؤسّسات المجتمع المدني أَو حتى المواطن بحيث نخرج برؤية جيده يستفيد منها المزارع اليمني ويعود بالنفع والفائدة على هذا الوطن الغني بخيراته ورجاله”.
ونوّه الكبسي أن المؤسّسة تستقبل البحوث الزراعية من قبل المواطنين قبل أن يتم تنفيذُها على أرض الواقع بعد التأكّــد من الدراسة ومدى قبالتها للتطبيق، مشيراً إلى التجربة الناجحة لمؤسّسة بنيان مع وادي مور في إدارة وتشغيل قنوات الرأي والسيول، حيث قامت مؤسّسة بنيان “بتدريب ابناء المنطقة والآن المواطنين يقومون بإدارة القنوات وبفضل الله استفاد من هذا المشروع حوالي (20000) هكتار”.
وفيما يخص تطوير المحاصيل الزراعية وتخفيف التكلفة المقدرة لإنتاج المحصول أكّــد نائب المدير التنفيذي أن الزراعة هدفٌ أساسي ورئيسي لمؤسّسة بنيان، مبيناً أن زراعة القمح مهم جداً في الوقت الراهن للخروج من تبعية الغرب وعدم وقوع الشعب تحت رحمتهم بسبب الغذاء المستورد، مضيفاً “ونسعى إلى تطوير إنتاج الحبوب وذلك للتخفيف سواء للمستهلك أَو المزارع وللتقليل من الاستيراد الخارجي”، مُشيراً إلى إجراء دراسات لتسويق المنتجات الزراعية سواء الحبوب أَو الخضروات.
ولفت الكبسي إلى أن استمرار العدوان والحصار الاقتصادي الخانق يعد فرصة كبيرة للمزارع اليمني في العودة إلى الزراعة بشكل كبير كونها مهنة الأجداد وكما معروف عن الإنسان اليمني على مر التاريخ أنه لا يأكل إلا مما يزرع ولا يلبس إلا مما يصنع، مضيفاً “الثقة في المزارع اليمني كبيرة لكن التكاليف الزراعية تجعله يحبط، معتبراً الذرة سيّدةَ المحاصيل في الجمهورية اليمنية”.
كما أشار الكبسي إلى تجارب مؤسّسة بُنيان الزراعية في عدد من المحافظات اليمنية والتي عادت كلها بالفائدة الكبيرة على المستوى الزراعي للمزارعين وللمؤسّسات الزراعية، مؤكّــداً “أن الفترة القادمة ستشهد تطوراً كبيراً وملحوظاً سيما بعد أن من الله على الشعب بغيث الرحمة والبركة في مختلف المحافظات والمناطق اليمنية، وبعد الاستفادة من التجارب الزراعية السابقة.