عوامل الاستقامة:
العامل الأول: قوة الصلة بالله:ــ
في ذات السياق ذكر -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- عاملين مهمين لمن يريدُ أن يكون مستقيماً في حياته، فيفوز برضا الله و الجنة، مؤكدا أن قوة الصلة بين العبد وربه هي من أهمّ الأشياء، فقال: [أن يكون قوي الصلة بالله -سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى-، دائم الالتجاء إلى الله في كُلّ المواقف، في كُلّ الابتلاءات، في كُلّ حياتك، دائم الرجوع إلى الله، أن تطلب من الله -سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى- أن يثبتك، أن يرزقك الصبر؛ لأَنَّ الاستقامة تحتاج إلى الصبر، الاستقامة تحتاج إلى الصبر؛ ولهذا جاء في الحديث الشريف: ((بأن موقع الصبر من الإيمان كموقع الرأس من الجسد، ولا خير في جسد لا رأس فيه))، أيضاً لا خير في إيمان لا صبر فيه].
مذكراً بأن من أهمّ صفات أولياء الله أنهم كثيرو اللجوء إليه سبحانه، فقال: [عندما تتأمل في كتاب الله كيف كان من وصفهم بأنهم عباده، وأولياؤه، دائمي الرجوع إليه، دائمي الدعاء له {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} في آخر سورة البقرة{رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} يا إلهي أنت تعلم أنني عبد ضعيف، أرجو منك أن لا تعرضني لابتلاء أهتز معه، وأنا حريص على نهج الاستقامة، {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}].
العاملُ الثاني: أن نعلمَ ما هو النهج الذي يريدنا الله أن نستقيم عليه:ـــ
مسترسلاً -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- في حديثه عن عوامل الاستقامة، فأكد بأنه أيضاً من أهمّ الاشياء أن يعرف الإنْسَان ما هو النهج الذي يريدنا الله أن نستقيم عليه، فقال: [يكون لديك معرفة طريق مَن أستقم عليه؟ مع من أستقم؟ تحت راية من أستظل؟ هذا الشيء لا بد منه، عقائد معينة أعرف أنها صحيحة، أستقم عليها، معاملات معينة أعلم بأنها صحيحة أستقم عليها، سلوك معين في هذه الحياة أعلم بأنه صحيح أستقم عليه، لا بد من المعرفة لخط الاستقامة، ولنهج الاستقامة حتى أسير على هذا النهج، ولا يبقى لي إلا أن أصبِّر نفسي عليه، أنا واثق منه، ولم يبق عندي إلا أن أرجع إلى الله أن يثبتني عليه].
مبيناً لنا بأن (صراط الله المستقيم) لابد أن تكون له معالم وشخصيات من عباده الصالحين، فقال -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: [{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} أنا لا أريد أن أنحرف إلى صراط المغضوب عليهم، ولا أريد أن أنحرف إلى صراط الضالين. الضالون هم: الذين ينحرفون بدون معرفة، عقائد باطلة. المغضوب عليهم هم: الذين ينحرفون بعلم ويدعون إلى باطل وهم يعلمون ذلك، مغضوب عليهم: مسخوط عليهم].