الموسادُ الإسرائيلي والماسونية والموسم الرمضاني .. بقلم/ هنادي محمد
توجّهت قوى الاستكبار العالميـة إلى شنِّ حربٍ من نوعٍ أُخرَى لا تحتاجُ فيها إلى أسلحةٍ مدمّرة تسببُ جرائمَ إبادَة تُسْفكُ فيها الدِّماء، بل حربٌ تفْتِكُ بالقيمِ والمبادئِ الإنْسَــانيةِ المُثلى ومكارمِ الأَخْلَاق، فتدمّرُ النّفسَ البشريةَ التي فطرها اللهُ على الطُّهْــر.
هذه الحربُ لا تستهدفُ فئةً بعينِها، بل تتوجّهُ صوبَ الجميع بمختلف خواصِّهم، فمن الخاصية العُمرية (كباراً وصغاراً، شباباً وشابّات)، ومن الخاصية الثَّقافية (متعلّماً وأمّياً)، ومن الخاصّية الوظيفية (موظّفاً وعاطلاً وربات البيوت وطلاب،… إلخ)، ومن الخاصية الجغرافية (الريف والحضَر) وغيرها من الخصائص.
هذه الحربُ كغيرها من الحروب إلّا أنها أكثرُها خطراً وأثراً في نتائجها، حَيْــثُ يتم العملُ فيها بناءً على استراتيجيات مُخَطّـط لها مسبقاً وتتخذ تكتيكاتٍ متعددةً لتنفيذها، أَلَا وهي: حربُ الإفساد أَو ما تسمى بـ ’الحربُ النَّاعمة‘، فيا أيُّها السّادةُ القُراء الكِرام لا بـُـدَّ وأننا في الفترة الأخيرة أصبحنا نعرفُ طبيعةَ ما يريده العدوّ من وراء حربهِ القبيحة هذه، ونعرف أيضاً أنها تعتمدُ بدرجةٍ كبيرةٍ على ”الإعلام“؛ باعتبَارِها الوسيلةَ التي من خلالها يتم استهدافُ أكبر كمٍ من النّاس؛ وباعتبارها وسيلةَ العصر الأسرع انتشاراً دون حدود معينة، وبلا شك أننا نرى كيف تشتغلُ وسائلُ الإعلام طوالَ العام إلّا أنها تزدادُ نشاطاً دراماتيكياً وكثافةً في موادها الإعلانية وإنتاجاتها خلال موسم شهر رمضانَ المُبارك، والسؤال هنا يطرحُ نفسَه: لِماذا..؟
أولاً: يجبُ أنْ نعرفَ أنَّ الحركةَ الديناميكية للمَكَنة الإعلامية بمختلف أشكالها وقوالبها البرامجية (مسلسلات، أفلام، برامج ترفيه، مسابقات،… إلخ) ليست حركةً عشوائيةً أَو أن هدفَها معروفٌ وبسيطٌ وسطحي كما نعتقد على سبيل المثال: تلميع شخصيات جديدة أَو التَّرفيه على المُشاهِد وما شابه ذلك، بل الهدفُ أخطرُ مما نتوقعُ؛ لأَنَّ من يقومُ بتمويل أشهر الأعمال والتي تحصلُ على حملةٍ ترويجيةٍ كبيرة قبل عرضها هو الموساد الإسرائيلي والماسونية مَن لهم اليد الطولى في عملية إنعاش الشركات الإنتاجية وتسهيل كُــــلّ المعوقات من خلال ضخِّ الميزانيات الخيالية، وهؤلاء يعرفون الدِّين جيداً ويفهمونهُ وعلى علمٍ بأهميّة كُــــلِّ عباداته وفروضه، من تلك الفروض «الصوم »، فهم يدركون بعمقٍ حجمَ قُدسية هذا الشَّهر وما تتركُهُ روحانيتُهُ من أثرٍ في النُّفوس إذَا ما تم استغلالهُ بشكلٍ صحيح وكما يجب، يعلمون أن هذا الموسمَ فيه من العوامل التربوية الإيْمَانية الكثيرُ مما يساعد الإنْسَــان على التَّوبة والصَّلاح والزَّكاء، ويخافون من نتائج الانتفاع والالتزام التي سيكتسبها الفرد المسلم فيخرج من هذا الشهر وقد أدخرَ زاداً إيْمَانياً ورقياً في الفكر والمعاملة والأَخْلَاق ما قد يعينُه على الاستمرار في خط الإيْمَان ما أعان نفسَه واستعان بالله على ذلك؛ ولِأنهم كذلك خبثاً ومكراً وسوءً وظلاميةً وكفراً وجحوداً يسعون جاهدين مسخرين كُــــلّ قدراتهم وطاقاتهم في إفساد الجو الإيْمَاني ومحقه من خلال حرف مسار الاهتمامات الأَسَاسية الواجب القيام بها كإحياء الليالي بقراءة القُــرْآن والدُّعاء والقيام والاهتداء بهدي الله، إلى تلك القنوات المتلفزة المضيعة للوقت والتي تسعى لغرس أفكارهم وثقافتهم وانحلالهم وما يريدون أن نكونَ عليه..
دورُنا جميعاً مقابل كُــــلّ هذا هو أن نتذكّر دائماً ونستحضرَ باستمرار الغايةَ الرَّبانيةَ التهذيبيةَ الكُبرى والمهمّة من وراء تشريع الصّيام وهي (لعلَّكم تتقون)، يقول السَّيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله ويرعاه -: [التَّقوى تحفَظُ التَّماسُكَ الرّوحي].
وهُنا الحَلُّ لإفشال الأهداف الجُهنَّمية لأولياء الشيطان الرّامية لإخماد الروح الإيْمَانية ودفنها، علينا أن نتركَ لأنفسنا فرصةً تحقّقُ الغايةَ -إن صح التَّعبير- في واقعنا من خلال استشعار حالة التَّقوى والرَّقابة الإلهية منذ اليوم الأول، مما يؤدّي إلى تناميها وتجذُّرِها فتترسَّخُ ونكسبُ من خلالها الطَّاقةَ الإيْمَانيةَ والوعيَ والبصيرةَ والتَّجلد والصبر وكل القيّم التي تحفظ أرواحَنا من أن تتسرَّبَ إليها الشَّوائب التي تُدَنسها.
ومن المهم أن نعيَ يقيناً ووعياً طبيعةَ صراعِنا مع اليهود والنصارى في كُــــلِّ المراحل خَاصَّــةً في هذا الشهر فنهتم بأن نكونَ نحن الطرفَ المنتصِرَ لأنفسنا ومجتمعنا وإيْمَاننا وديننا، وَلا نجعلْهم يُفوِّتون علينا هذه المحطةَ والمنحةَ الإلهية فنخرُجَ منها مغبونين بما كسبت أيدينا والعياذُ بالله..!
أسألُ اللهَ الهدايةَ والتَّوفيقَ والثباتَ، والعونَ والسَّدادَ والرَّشادَ، وحُسنَ الخاتمة بالاستشهاد..
والعاقبـةُ للمتَّقيـن.